أقلام حرة

أوراقنا الحمراء!!

صادق السامرائيأوراقنا، سطورنا ، أقلامنا حمراء، وحبرنا دماؤنا الحمراء، أوراقنا من جلدنا، مصنوعة في مصنع الأشلاء.

أوراقنا، كأنها... في محنة بلهاء، من موتنا بجرحنا... أحياء.

تلعثمت سطورنا، تبعثرت حروفنا، وسطرت آهاتنا، ما تشتهي الأهواء.

تحاورت أوراقنا، في ليلة ظلماء، وساءلت عن حتفها بخطبة عصماء. وتشاجرت بأسطر، مكتوبة بأحرف من ماء. وباركت إلهاءنا، ووقعت إنهاءنا، بخاتم الضوضاء.

فسافرت دموعنا، برحلة الصحراء. وتجمعت أيامنا، كحفنة من رملنا، ومعشر من أهلنا، مشحوبة صفراء.

يا ويحها آمالنا، كأنها حناء.

ألوانها في كفنا ووجهنا، لكنها لا تهتدي، عمياء.

أصواتنا كصرخة، في حفرة سوداء.

هل نعرف الإصغاء، هل نقرأ الإمضاء، مالي أرى، في أسطر حرباء، أوجاعنا أوراقنا الشوهاء، وسطورنا في خيمة البهماء، وسماؤنا ببرقها الدماء.

وصراخنا، يا موتة الأصداء، إمشوا على سطورنا، وراقبوا الأنواء، لا تأكلوا من صدرها، بل إقضموا، بقاطع الأسماء، وسجذروا نيرانها الحرّاء.

أوراقنا في لحظة لا تدعي، بأنها بكماء، أو أنها صماء، أو تدعي، لا تعرف، وأنها كنقطة في مرجل الإنهاء، رمادها من محرق الأحياء، كلامها ما سطر الإمحاء، وأنها أوراقنا صابرة كظماء.

هل تشتهي الإبقاء، و تنحني لكائن الأشياء، وتسكب دماءها في منقل الإشواء، يا حيرة معجونة بلحمنا ويومنا ببودق الإحماء، آهي على آهاتنا وطريقنا وجموعنا الدهماء، قد فجرت سطورنا قنابل البغضاء، وشتت وجودنا ثعالب العشواء، وحاربت حياتنا مشاعر نكراء.

فتألمي أوراقنا، وتنعمي بمسيرة، كـأنها بقبضة العنقاء، وترنمي بفنائنا ووجيعنا، وأنيننا، وحديثنا عن ليلة قمراء، وتفهمي بأننا، لا نشتهي ما يرحم، ويُفرح، بل نشتهي الأحزان في ديارنا، ونبعد الأضواء.

أوراقنا...ثوراتنا العرجاء، وعقولنا في غاية الإخصاء، سياسة بأرضنا، لا تهزؤوا... فأنها مَن ساء، وغيرها مَن شاء، سياسة في سعيها، لذلنا وفقرنا، وجوعنا وأسرنا، في سجنها الوضاء

كحرفنا في سطرنا المُستاء، ثوراتنا العصماء، من ثورة لثورة، تحركت جموعها، لتحصد الويلاء، في رحلة التقدم  إلى الوراء!!

 

د. صادق السامرائي

7\5\2006

 

في المثقف اليوم