أقلام حرة

الإفتراض الخاطئ!!

صادق السامرائينقرأ لأساتذة أكادميين في المواقع والصحف، ونحتار في أمر ما نقرأ، لأنهم ينطلقون من إفتراضات ذات درجات متفاوتة من التقديرات المُسبقة، المطعمة بالإنفعال والموقف العاطفي العنادي الواضح.

ويسترسلون بإثبات فرضيتهم ويسمّون ما قدّموه، عملا أكاديميا، أو بحثا ودراسة.

وعندما نبحث عن الرصانة والأمانة والصدق والحقيقة والمنطق السليم، لا نجدها وغيرها من أصول ومبررات ودواعي الدراسة والبحث القويم.

فأساليبهم غامضة معقدة، إذ يكتبون بإسهاب وإطناب، ولف ودوران يصيبك بالغثيان، ولا تصل إلى نتيجة، ولا تعرف ما القول والبيان، فقدرتهم على تبسيط الفكرة ضعيفة، وعباراتهم مرتبكة، وإنفعالاتهم متأججة فوق السطور، ويتوهمون بأنهم قد أثبتوا فرضيتهم المتصدرة مشوار الكلام.

وفي حقيقة ما يذهبون إليه خداع وتضليل، فكل فرضية يمكن الإتيان بما يساندها ويوهم القارئ بصوابها، خصوصا عندما تتدثر بالعواطف والإنفعالات التي تعطل العقل.

لكن الحقيقة والغاية المعرفية  تتطلب فرضية نقية خالية من الميول.

إن الإفتراض الخاطئ ينتهي إلى نتائج خاطئة، ويستحضر خداعات وأكاذيب تظهرها على أنها ذات قدرة على التحاجج والبرهان.

إن الإنتباه إلى الفرضية السليمة والصدق في تناول المواضيع يستدعي الدقة والحذر.

فالكتابة أمانة ورسالة، وليست نزهة نرجسية على السطور!!

 

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم