أقلام حرة

التصدي تحدي!!

صادق السامرائيليس من التصدي أن تتصدى، وإنما أن تستوعب الضربة وتمتصها وتتمثلها وتهضمها، وتنطلق منها وفيها لتصنع آلية جديدة قادرة على تجاوزها والتفاعل معها بمهارات خبير.

عندما تكون ضعيفا يكون التصدي إنتحارا، كالأغصان اليابسة التي تواجه الرياح العاتية، فيكون مصيرها الإقتلاع الأكيد.

التصدي بحاجة إلى مرونة ولين ومطاطية . وقابليات إسفنجية تمتص الصدمة وتتفاعل مع الضربة بجَلد وحكمة وإيمان على الخروج منها بظفر.

أما أن تكون ضعيفا وتتصدى يابسا فذلك هو السفه المبين!!

وبسبب هكذا عنجهيات سلوكية ساذجة أصيبت بعض دول الأمة بمقتل فتاك، وتهاوت أركانها وهي متوهمة بأن تصديها للقوى العاتية سينجيها من الويل، لكنها تحولت إلى مُزق متناثرة تتناهبها القوى ذات التوجهات الإفتراسية الفادحة.

دول لم تستوعب وتتفكر وتتعقل وتتواصى بالمرونة، ولم تستحضر مفردات وعناصر الإستيعاب الحصيف اللازم لإمتصاص الضربة، وتمييع التحدي وإستثمار التصدي لصناعة كينونة أقوى.

فالقوي يتصدى للقوي، والضعيف عليه أن يبتكر الوسائل الكفيلة بصموده وبقائه مقتدرا أمام الصولات التدميرية الماحقة، التي تبحث عن الجذوع الخاوية الواقفة المتهاوية، لكي تبرر عنفوانها وإنفلات قوتها.

فهل لنا أن نستوعب، ونتخلق في أوعية الصدمات والضربات الهادفة إلى محق وجودنا، وإلغاء هويتنا، إننا سنبقى وسنكون رغم قساوة الغارات الإمحاقية، فالأمة وجدت لتكون!!

وعندما نتعلم مهارات الإستيعاب سنكون!!

ولسوف نستوعب فنكون!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم