أقلام حرة

تَهْوينُ الهَوان!!

صادق السامرائيالهوان: الضعف والخزي

تهوين: تخفيف، تسهيل

"مَن يَهن يَسهلُ الهوانُ عليه...ما لِجُرْح بمَيتٍ إيلام"، تلك طبيعة السلوك البشري، فمن يستلطف المذلة تتوافد إليه أسبابها، ومَن يتظلم ينهال عليه الظلم، ومَن يتمرغ بالأسى ويستكين تتولاه الأحزان، وكل مخلوق بما فيه رهين، وكل أمة بمجموع ما فيها تبين.

وتهوين الهوان آلية سلوكية تحقق تمريرها في الواقع وتعزيزها وتسويغها، وتأكيدها بالأحداث والتفاعلات وترسيخ مفرداتها وعناصرها، حتى أصبح إبن الأمة مشلولا أو مخدّرا ومنزوع القيمة والمعنى والدور.

وصار وهْمَه بأنه رقم فارغ، وصفر على يسار جميع الأرقام، من المسلمات التي يتخذها منطوقا وعنوانا.

ولهذا لايمكنك أن تقنعه بأنه إنسان، ولديه حقوق وعليه أن لا يعيش كرقم حول كراسي الذل والإمتهان.

وما يدور في ميادبن الحياة يشير إلى التشجيع على القبول بالهوان، وإعتباره الطريق الأمثل والأسلم للبقاء والنجاة من آفات الإحتران والعدوان.

فالقتل بالمفرد والجملة، والشباب يُباد بالمظاهرات أو إن أراد التعبير عن رأي ومطالبة بحق حياة، وبريق أمل ورجاء، والكل يتناول الموضوع على أن الذين يتساقطون بالمئات والآلاف مجرد أرقام.

وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية وغيرها، لا ترى في البشر الموضوع في صناديق الهوان إلا أرقاما وحسب!!

وتلك حقيقة القبول بالهوان، وتسويغه بموجب فتاوى عمائم الشرور والبهتان، فإتباع عمامة هو عين الهوان!!

فهل من يقظة ضمير، وصحوةٍ، وبعض إيمان بقيمة الإنسان؟!!

و "لا يهينُ الشعوبَ إلاّ رِضاها....... رَضى النّاسُ بالهوانِ فهانوا"

 

د. صادق السامرائي

 

 

 

في المثقف اليوم