أقلام حرة

إلى السيّد ماكرون (12):

حسين سرمك حسنجرائم إبادية متفرّقة من الهولوكوست الفرنسي في الجزائر

إعداد: الدكتور حسين سرمك حسن


* قصّة صورة: هكذا تمّ سحل الشهيدة "زوليخة الشايب" بسيارة عسكرية قبل إعدامها برميها من طائرة هليكوبتر!

1977 فرنسا 1

تعود هذه الصورة إلى يوم 15 أكتوبر1957 .. وهي للشهيدة الجزائرية ''زوليخة الشايب'' مربوطة إلى سيارة عسكرية فرنسيه بعد القبض عليها ..- قد تم سحلها- تعذيبها أمام الملأ لترويع الشعب وكان ينادى في الشعب بأن كل من يتمرد على فرنسا هكذا يكون جزاؤه، وأنّ فرنسا لن ترحم أحدا- لو كُنّ نساءً او حتى أطفالاً، إلا أن زليخة لم تصرخ ولو بكلمة واحدة. وقد تم تعذيبها 10 ايام دون انقطاع قبل أن يتم اعدامها رمياً من طائرة هيليكوبتر في 25 اكتوبر 1957. منذ ذلك اليوم لم يُعثر على جثتها أبدا حتى عام 1984، عندما تذكّر أحد الفلاحين أنه دفن جثة امرأة وجدها مهشّمة تماماً على حافة الطريق. أشار إلى المكان، وبعد الحفر، وجدوا عظام امرأه وقطعة من قماش فستان ... إنّها الشهيدة زوليخة الشايب .. وقد تم إعدام زوجها وابنها في نفس الشهر بقطع رأسيهما بالمقصلة.

- اغتيال الطالبة حميدو بتلمسان

لم تقتصر عمليات التقتيل الفردي على رجالات الثورة والأشخاص والزعامات البارزة في حمل مشعل الجهاد بل عممتها السلطات الفرنسية ليمس لهيبها الأطفال بالمدارس.

وكنموذج على هذه السياسة ما تعرضت إليه الطالبة حميدو في 18 أفريل 1985م، حيث عمد بعض الجنود الفرنسيين في مدينة تلمسان أثناء خروج التلاميذ من أحد المدارس إلى إطلاق النار على هذه الطالبة فأردتها قتيلة، هذه الحادثة التي أدّت الى مظاهرات عمّت كل أنحاء المدينة.

1977 فرنسا 2

 - شهادة عميد كلية الحقوق بالجزائر جاك بيروقا “JACK- BIREUGA “ حول القتل الفردي

من أهم الشهادات التي سجلها الفرنسيون والتي تثبت تورط السلطات العسكرية والسياسية الفرنسية في ممارسة التقتيل الفردي المنظم على الجزائريين ما سجله السيد ” جاك بيروقا ” عميد كلية الحقوق بجامعة الجزائر في رسالة وجهها إلى وزير الدفاع الفرنسي بتاريخ 18 مارس 1957م، والتي نسجل فيها نماذج عن القتل العمدي المحبوك. وهذا مقتطف من ما جاء في الرسالة:

” … سيدي الوزير لقد قرأتُ بيانكم حول ما نُسب للجيش الفرنسي من وحشية ورأيت فيه أن كل من يسكت عن الإدلاء بالشهادة يُعتبر شريكا في الجريمة، وإذا أردنا أن لا تُنسب إلينا أعمال النازية ، ها هي الوقائع التي لا أريد أن أكون شريكا فيها بسكوتي… ففي مدينة بوخارى في بداية شهر فيفري1959م أوقف البوليس والجند عند نهاية إضراب 8 أيام، ثمانية مسلمين معروفين وأخذوهم إلى السجن وهم بيجاوي وبن ناصر (معلمان) وبن يلس وطرابلسي وبشير وهم (تجّار)، وبعد بضعة أيام من ايقافهم جاء الجنود الى السكان في بوخارى وطلبوا أن يدفنوا جثث مواطنيهم ، وأخرجوا لهم من السيارة العسكرية جثثاً مُشوّهة من الضرب والتعذيب…”

ومجمل القول أن جرائم القتل الفردي للجزائريين ماهي إلا عيّنة من أعمال الوحشية التي لا حصر لها. فالقتل العمدي الذي تمّ الاتفاق على تجريمه في محاكمات دولية جنائية بداية من محكمة نورمبورغ سنة 1946م والتي جرّمت فيها فرنسا كبار رؤوس النازية بتهم الإبادة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، لم تمس هذه الاتفاقية الجزائريين، ولا نعلم لماذا، هل أن الفرنسيين الذين سقطوا نتيجة الاجتياح الألماني سنة 1940م هم بشر وشهداؤنا (غير ذلك) أم ماذا؟ حقيقة إنكِ يا فرنسا لن تكوني سوى ما قال لك الألمان على لسان بسمارك: ”إن فرنسا مجرد قطعان من الماشية". وماذا يمكن لشعب همجي كالغول والفرانك أن يعلموا ما الحضارة وما معنى الإنسانية التي لا تتوقف عند حدود ميناء طولون…!!!.

1977 فرنسا 3

- قصة الطفلة التي فُقعت عينها

جاء في اعترافات أحد أفراد الجيش الفرنسي أنه أُلقي القبض على طفلة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات يوم 26 كانون الثاني 1956م بأحد ضواحي الجزائر العاصمة، حيث تم حجزها من طرف الاستعلامات، وفي ليلة 28 كانون الثاني وأثناء استكانتي للنوم سمعتُ صوتا يشبه عواء الذئب بطريقة مفزعة، فدفعني ذلك للخروج للتأكد من مصدر الصوت. وأمام تواصل إصدار الصوت توجهتُ إلى الغرفة التي تُحتجز فيها الطفلة، فوجتها ترتطم بجدار الحائط بسبب أن الجنود فقعوا عينها، لماذا ؟ لا نعلم!"

1977 فرنسا 4

* قصة المجاهدة مليكة قريش: الضابط الذي عذّبها أصبح رئيس أركان الجيش الفرنسي عام 1987

أُلقي عليها القبض في منتصف نهار 07 آب 1957م وعمرها 27 سنة من طرف وحدة مظلية بالجزائر العاصمة، وتمّ تحويلها إلى مدرسة ساروي (SAROUY)  الواقعة إلى الشرق من حي القصبة المتخصصة بالتعذيب بتهمة الاتصال بالمجاهدين ونقل الأسلحة، وتم تجريدها من الملابس لتبدأ فصول تعذيبها التي تستمر لمدة 15 يوما، وقد أُسند تعذيبها لنقيب يدعى سميث وكانت بداية استنطاقها بتكليف ثلاثة جنود بربطها فوق طاولة حديدية للتعرض للتعذيب بالكهرباء، وأمام صمتها تم إدخال قضيب حديدي في جهازها التناسلي، أحدث لها أضرارا جسيمة استمر على أثرها الدم يسيل من فتحة الشرج لمدة يومين كاملين. وتعرضت للتعذيب بالنار ثم حُولت للمحكمة حيث حُكم عليها بالمؤبد وقضت 5 سنوات بين سجن طولون- تولوز، وعلى فكرة فإن الضابط سميث كان ضمن كتيبة الصاعقة لبيجار ورُقّي إلى جنرال في سنة 1985م ، وصار قائد أركان الجيش الفرنسي من سنة 1987م إلى 1991م مكافأة من فرنسا على أعماله البطولية !!

 

في المثقف اليوم