أقلام حرة

التنوير هو الحل!!

صادق السامرائيالعصر الراهن يمتلك قدرات مادية فتاكة ووسائل تواصل عملاقة، وما فيه يستهدف العقل والنفس والروح، ولا يمكن الإنتصار فيه إعتمادا على سبيل واحد وإغفال غيره، وإنما المطلوب تفعيل الإمكانات وتطويرها وتنميتها للوصول إلى الهدف المنشود، الذي إعتصمت بجوهره إرادة الجماهير الطالعة نحو فجر أرحب وإنطلاقة أخصب.

ولا يمكن لفعل أن يكون جادا ومؤثرا من غير فكر ثاقب ورؤية مستنيرة تهذب السلوك، وترسم خارطة التفاعل الإيحابي مع مفردات الواقع الذي تتصدى له الجموع.

والقراءة الواعية لتجارب الشعوب تخبرنا بأن التنوير العقلي هو القوة الفعالة، التي أطلقت الإرادات وأسست للإنطلاق في ميادين التفاعل الإنساني الخلاق، الذي أوقد شعلة الإبداع والإبتكار والإيمان بأنوار الفكر المشيِّد لدعائم الحياة المعاصرة.

وعليه فأن التنوير سبيلنا للوصول إلى ما نريد، ومن أهم مرتكزاته جرأة إعمال العقل في كل شيئ، فلا خطوط حمراء أمام الإرادة العقلية الحرة الثاقبة الباحثة عن الحقيقة والجوهر.

وللجرأة ثمنها وتضحياتها، فهي جهاد ومثابرة ومكابدة وتحدي وإصرار وتواصل وإيمان، ورسالة وقدرة على التحمل والعناء الشديد.

والكتابة التنويرية لهيب أجَاح، والقلم كالجمر يمسكه صاحبه ويكتب به ورائحة إحتراق أصابعه تزكم أنفه، ويواصل الكتابة وأزيز الشواء الذاتي والموضوعي يزعزع ما فيه، لكنه يصمد ويدوس بإرادته على صولات الوجيع.

وهو ضد الكتابات الراكدة، والإبداعات المداهنة المتهربة من المواجهة، فقد بلغ السيل الزبى ولا بد من التوثب والمنازلة الشرسة، والكلمة الحق الصادقة أمضى الأسلحة.

فالتنوير نضال مرير وحرب بلا هوادة ضد شياطين الضلال والبهتان، والذين ينفذون منطلقات النفوس الأمارة بالسوء والبغضاء، وإنتهاك حقوق الإنسان، ومصادرة وجود الأوطان.

فهل من قدرة على إنتضاء يراع التنوير والتثوير؟!!

 

د. صادق السامرائي

19\11\2020

في المثقف اليوم