أقلام حرة

ليلى الدسوقي: عالمية الاسلام

ليلى الدسوقيان رسول الله ﷺ مكلف بتبليغ رسالته للعالمين وان الاسلوب الذى حدده القرآن الكريم فى مجال الدعوة الى دينه فى الاحوال العادية نص عليه فى قوله تعالى

(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) سورة النحل 125

فلقد جاء دين الإسلام رحمة وهداية لكل الشعوب باختلاف ثقافاتها وأعراقها وعاداتها وبلدانها كما قال تعالى:

" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) سورة الفاتحة

والعجيب أن سورة الفاتحة التي بدأها الله تعالى بتقريره للحقيقة الكبرى بأنه رب العالمين، تلك السورة أوجب الإسلام على المسلم قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة فرضاً كانت أم نفلاً، وجعلها ركناً من أركان الصلاة تبطل الصلاة بتركه

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴾ الانبياء 107

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ الفرقان 1

" وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (37) سورة يونس

" تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43) سورة الحاقة

" إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) سورة الواقعة

" الم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) سورة السجدة

ولأن الذي أنزل القرآن هو رب العالمين فقد أنزله هداية ونورا لكل العالمين،

" إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) سورة القلم

ومما يؤكد عالمية هذا الدين خطاب القرآن الكريم إلى الناس جميعا، وهذا دليل واضح على أن خطاباته وتوجيهاته تعم الناس كافة

ولهذا فالإسلام يحترم جميع عادات الأقوام وتقاليدهم ولا يُلْزِم المسلمين الجدد بتغييرها إلا إن خالفت شيئاً من شرائع الإسلام، فما خالف الإسلام من العادات وجب تغييره بما يتوافق معه، لأن الله الذي أمر أو نهى هو العليم الخبير سبحانه وتعالى، ومقتضى إيماننا بالله امتثالنا لشرعه.

و كان النبى ﷺ ينتظر الفرصة المواتية ليخرج بالدعوة الاسلامية من نطاق الجزيرة العربية الى النطاق العالمى وقد جاءت هذه الفرصة بعد صلح الحديبية فنتيجة لهذا الصلح اصبح النبى ﷺ امنا من ناحية قريش اقوى اعدائه كما انه تخلص من خطر اليهود ومكرهم وكيدهم بفتح خيبر

فالتشريعات والتوجيهات القرآنية جاءت لإصلاح حال جميع الناس مسلمين وغير مسلمين، ولو أن كل أهل الأرض طبقوا منهج القرآن في حياتهم لسعدت البشرية جمعاء

كما أن الله هو رب العالمين، والقرآن كتاب جاء بالخير والصلاح لكل الناس فإن نبي الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم جاء رحمة ونورا لجميع الخلق

ولذا فقد أكد صلى الله عليه وسلم على أخوة الأنبياء جميعا، ووحدة منهجهم في هداية الخلق، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ" أخرجه أحمدوالبُخاري

كما أكد صلى الله عليه وسلم على أنه جاء بالرسالة الخاتمة الهادية لجميع الناس، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ . قِيلَ مَا هُنَّ أَىْ رَسُولَ اللهِ قَالَ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لِىَ الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لِىَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بِىَ النَّبِيُّونَ مَثَلِى وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى قَصْرًا فَأَكْمَلَ بِنَاءَهُ وَأَحْسَنَ بُنْيَانَهُ إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ فَنَظَرَ النَّاسُ إِلَى الْقَصْرِ فَقَالُوا مَا أَحْسَنَ بُنْيَانَ هَذَا الْقَصْرِ لَوْ تَمَّتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ أَلاَ فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ أَلاَ فَكُنْتُ أَنَا اللَّبِنَةَ

فمع بداية العام السابع الهجرى ساد شبه الجزيرة العربية جو من الهدوء النسبى مكن النبى ﷺ من توجيه دعوته الخالدة الى اكبر عدد ممكن من ملوك وزعماء العالم المعاصرين فاعد عددا من جلة صحابته رضوان الله عليهم وحملهم رسائل الى هرقل عاهل الروم وكسرى عاهل الفرس والنجاشى عاهل الحبشة والمقوقس حاكم مصر كما ارسل الى عدد من امراء العرب فى شبه الجزيرة العربية مثل امراء البحرين وعمان واليمن بالاضافة الى امراء الغساسنة بالشام

وتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حملته العالمية، فطفق ينتقي أفصح الخطباء والشعراء والدبلوماسيين من أصاحبه، ويبعثهم رسلاً وسفراء إلى الممالك والإمارات والدول والقبائل في آسيا وأفريقيا وأوربا يدعو العالَم المظلم إلى الله

فبعث دحية بن خليفة الكلبي – وكان أنيقًا وسيمًا -، إلى قيصر ملك الرومان، واسمه هرقل

وبعث عبد الله بن حذافة السهمي – وكان راسخ الفكر والإيمان متحدثًا بليغًا - إلى كسرى ابرويز بن هرمز، ملك الفرس.

وبعث عمرو بن أمية الضمري – وكان لبقًا ذكيًا-، إلى النجاشي ملك الحبشة، ثم بعثه النبي– صلى الله عليه وسلم – مرة أخرى إلى مُسَيْلِمَةَ الْكَذّابِ مدعي النبوة، برسالة، وَكَتَبَ إلَيْهِ بِكِتَابٍ آخَرَ مَعَ السّائِبِ بْنِ الْعَوّامِ أَخِي الزّبَيْرِ فَلَمْ يُسْلِمْ .

وبعث - فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ عمرو بن العاص – داهية العرب -؛ إلى جَيْفَرٍ وَعَبْدِ اللّهِ ابْنَيْ الجُلَنْدَى الْأَزْدِيّيْنِ، ملكي عمان.

وبعث سليط بن عمرو إلى هوذة ابن علي، الملك على اليمامة، وإلى ثمامة بن أثال، الحنفيين.

وبعث العلاء بْنَ الْحَضْرَمِيّ إلَى الْمُنْذِرِ بْنِ سَاوَى الْعَبْدِيّ مَلِكِ الْبَحْرَيْنِ.

وبعث شجاع بن وهب الأسدي، من أسد خزيمة، إلى الحارث ابن أبي شمر الغساني، وابن عمه جبلة بن الأيهم، ملكي البلقاء من عمال دمشق للرومان.

وبعث الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيّةَ الْمَخْزُومِيّ إلَى الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ الْحِمْيَرِيّ أحد زعماء اليمن، وقال: سأنظر.

وبعث العلامة الفقيه معاذ بن جبل إلى جملة اليمن، داعياً إلى الإسلام، فأسلم جميع ملوكهم، كذي الكلاع وذي ظليم وذي زرود وذي مران وغيرهم.

وَبَعَثَ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ الْبَجَلِيّ، إلَى ذِي الْكَلاعِ الْحِمْيَرِيّ وَذِي عَمْرٍو يَدْعُوهُمَا إلَى الْإِسْلَامِ فَأَسْلَمَا وَتُوُفّيَ رَسُولُ اللّهِ – صلى الله عليه وسلم – وَجَرِيرٌ عِنْدَهُمْ.

وَبَعَثَ عَيّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيّ برسالة إلَى الْحَارِثِ وَمَسْرُوحٍ وَنُعَيْمٍ بَنِي عَبْدِ كُلَالٍ زعماء من حِمْيَرَ

وَبَعَثَ إلَى فَرْوَةَ بْنِ عَمْرٍو الْجُذَامِيّ يَدْعُوهُ إلَى الْإِسْلَامِ . وكَانَ فَرْوَةُ عَامِلًا لِقَيْصَرَ بِمَعَانَ فَأَسْلَمَ وَكَتَبَ إلَى النّبِيّ – صلى الله عليه وسلم – بِإِسْلَامِهِ وَبَعَثَ إلَيْهِ هَدِيّةً مَعَ مَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ وَهِيَ بَغْلَةٌ شَهْبَاءُ وَفَرَسٌ وَحِمَارٌ وَبَعَثَ أَثْوَابًا وَقَبَاءً مِنْ سُنْدُسٍ مُخَوّصٍ بِالذّهَبِ فَقَبِلَ – صلى الله عليه وسلم – هَدِيّتَهُ وَوَهَبَ لِمَسْعُودِ بْنِ سَعْدٍ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيّةً وَنِشًا ولقد أسلم سائر هؤلاء الزعماء العالميين حاشا قيصر وكسرى وهوذة والحارث بن أبي شمر.

و من ضمن هذه الرسائل( تعتبر نقطة تحول كبير فى تاريخ ومستقبل الاسلام )  المرسلة من النبى الى هرقل امبراطور الروم ونصها كالاتى:

" بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله الى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى اما بعد: فانى ادعوك بدعاية الاسلام اسلم تسلم واسلم يؤتك الله اجرك مرتين فان توليت فعليك أثم اريسيين (رعايا هرقل)

و يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون

هذا هو نص رسالة النبى ﷺ الى هرقل وهى كما ترى دعوة سلمية الى الاسلام من رسول الاسلام بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يرد فى الرسالة اى تهديد بالحرب او استخدام القوة لاجبار الاخرين على اعتناق الاسلام لا تصريحا ولا تلميحا بل بدات الرسالة بالسلام ومن منطلق السلام الذى هو القاعدة الاساسية لعلاقات الاسلام بالامم الاخرى الا اذا رفض الطرف الاخر السلام واصر على موقف عدائى فعندئذ يصبح للاسلام موقف اخر يتناسب مع موقف الاخرين فماذا كان رد هرقل وغيره على رسائل النبى ﷺ ؟ وما هى النتائج التى ترتب على هذه الردود؟

بالنسبة لهرقل تفيد مصادرنا الاسلامية انه رد على الرسالة ردا جميلا بل وتذهب بعض المصادر الى انه مال الى الاسلام الا ان الروم لم يطاوعوه على ذلك مما جعله يعتذر للنبى ﷺ عن عدم قبول الاسلام بسبب موقف رجال الدين المسيحى اما غالبية مصادرنا الاسلامية فلا تشير مطلقا الى رد هرقل وتطور العلاقات بين المسلمين والروم فى اخر حياة النبى ﷺ وفى عهد الخلفاء الراشدين يجعلنا نميل الى ما اخذت به غالبية المصادر وهو عدم ورود رد من هرقل الى النبى

فهرقل عندما وصلته رسالة النبى كان عائدا لتوه من حربه مع الفرس تلك الحرب التى انتصر فيها عليهم انتصارا ساحقا ويبدو انه كان عائدا معتدا بنفسه وبما حققه من اعادة الصليب الاكبر الى بيت المقدس ومن رده الاعتبار الى بيزنطة التى كان الفرس قد مرغوا انفها فى التراب كان مزهوا بهذا كله فلما جاءته رسالة النبى ﷺ وكان بالشام وقتها لم يهتم بها ولم يرد عليها ودلت تصرفاته وسلوكه فى الفترة التالية لوصول الرسالة على انه فى البداية ربما لم يقدر خطورة الرسالة ولا صاحبها ولا الدعوة التى دعاه اليها فلما تنبه الى خطورة الموقف وادرك ان الاسلام قد اصبح قوة ضخمة وتصور انه اصبح خطرا على ملكه واراد ان يقاومه كان الوقت متاخرا جدا فلم يعد فى مقدور احد كائنا من كان ان ينال من الاسلام او يوقف زحفه

اذا كانت رسالة النبى ﷺ الى هرقل خالية من التهديد بالحرب لا حالا ولا مستقبلا حيث لم يقل النبى ﷺ لهرقل اذا لم تسلم اقاتلك او ساقاتلك اذا كان الامر كذلك فمن هو المسئول اذن عن الحروب التى نشبت بين المسلمين والروم سواء فى حياة الرسول او بعد وفاته ؟

المسئولية هنا وبدون تعصب تقع كاملة على هرقل والروم معه فهم الذين بدؤا بالعدوان ضد المسلمين وتكررت اعتداءاتهم فى غزوة مؤتة وفى تبوك وحروب الردة

اما الامبراطورية الفارسية الواقع ان كسرى فارس كان اكثر غرورا وغطرسة من هرقل فعندما وصلته رسالة النبى ﷺ استشاط غضبا ومزق الرسالة بل اكثر من ذلك طلب ان يقبضوا له على النبى ليحاكمه ولما علم النبى بذلك الموقف المغرور من كسرى دعى عليه قائلا:" مزق الله ملكه " وقد استجاب الله دعاء رسوله فقد قامت ثورة ضد كسرى والمدهش ان ابنه هو الذى ثار عليه وقتله ولكن موقف الفرس لم يتغير تجاه الاسلام نتيجة موت كسرى ابرويز الثانى الذى موقفه بمثابة اعلان الحرب على الاسلام وكما اخذ الروم موقف العداء من المسلمين وحشدوا قواتهم على الحدود لتهديد المسلمين وحرضوا القبائل العربية المنضوبة تحت نفوذهم ضد المسلمين فقد اخذ الفرس نفس الموقف على الحدود الشرقية وظهر ذلك واضحا فى اثناء حروب الردة فى خلافة ابى بكر رضى الله عنه وكما تطورت العلاقات مع الروم تطورت كذلك مع الفرس على طريق المواجهة الى ان وضع الخلفاء الراشدون حدا لغطرسة اكاسرة الفرس وازالوا سلطانهم من الوجود ورفعوا راية الاسلام على كل بلاد فارس وخلصوا البلاد والعباد من ظلم الاكاسرة والروم جميعا

ومن عالمية هذا الدين وانتشاره حتى يعم الأرض كلها بشارته صلى الله عليه وسلم وتبشيره بانتشار الإسلام وفتحه للبلاد والعباد، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُْوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ، فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقُلْنَا: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو لَنَا، فَقَالَ: قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤْخَذُ الرَّجُلُ، فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ، فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ، لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ، لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ

وعَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللهَ زَوَى لِيَ الأَرْضَ، فَرَأَيْت مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، فَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ: الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ

وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلاَمَ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ.

وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ: قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ، وَالشَّرَفُ، وَالْعِزُّ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا، الذُّلُّ، وَالصَّغَارُ، وَالْجِزْيَةُ.

إذن فعالمية الإسلام ضرورة من ضرورات هذا الدين، ودليل آكد على تشريعه القويم الصالح لكل زمان ومكان، وما على المسلمين الآن إلا أن يفهموا معنى عالمية الإسلام وأن يسعوا لتبصير الناس بها، حتى تتغير تلك الصورة المشوهة التي أخذها الآخرون عن الإسلام حتى ظنوا أنه دين لا يصلح إلا لأهل البادية فقط، وأنه دين يعادي الحضارة والتقدم ويجافي الرقي والازدهار .

السلام عليك يا رسول الله بأبى أنت وأمى يا حبيب الله

 

ليلى الدسوقي

 

 

في المثقف اليوم