أقلام حرة

صادق السامرائي: التنورالعراقي والتنوير!!

صادق السامرائي

عنوان غريب حضر جوابا على سؤال: لماذا يغيب التنوير في العراق؟

ومبعث السؤال، أن الواحد منا لو تساءل لمن قرأ في صباه وشبابه، لتبين له بأنه قد قرأ لكتاب عرب وأجانب، وعندما يبحث عن كاتب عراقي قد قرأ له، فلن يجد إسما إلا فيما ندر!!

وعندما نقارن الأقلام التنويرية العربية في القرن العشرين، نجدها مصرية بالدرجة الأولى ولبنانية ومن دول عربية أخرى، ولا نجد بينها إسما عراقيا.

فلا توجد أقلام تنويرية في العرق على مدى القرن العشرين، وفي الفترة الملكية والجمهورية، ولهذا ربما كان القول صحيحا: " الكتاب يؤلف في مصر ويطبع في لبنان ويُقرأ في العراق"؟!!

قد لا يتفق مع ما تقدم بعض الأخوة، وأتمنى أن يقدموا أدلة وبراهين، فعندما أتساءل لمن قرأت؟

تحضر أمامي أسماء عربية أمثال: عباس محمود العقاد، توفيق الحكيم، طه حسين، يوسف إدريس، يوسف السباعي، عبدالسلام العجيلي، نجيب محفوظ، جبرا إبراهيم حبرا، الفيتوري، عبد الرحمن منيف، غادة السمان، بنت الشاطئ، زهير القلماوي، نوال السعداوي، وغيرها العديد من الأسماء الأخرى، ولا أجد بينها إسما عراقيا، سوى الرصافي والزهاوي.

فلماذا تندر الكتابات التنويرية في العراق؟

وحتى في الوقت الحاضر ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، لا توجد كتابات تنويرية مؤثرة، لأنها تواجَه بحصار وعدوان وتعتيم، وتنطلق ضدها أبواق الكراسي في كل مكان، وتهيمن على الصحف والمواقع ووسائل الإعلام، فلا يوجد نور وطني، بل لعلعات كراسي وتسويغات مآسي!!

ربما لضعف المشاعر الوطنية أو لتضعيفها دور مهم في هذه الغيبوبة الحضارية المعاصرة، فالبلاد بلا ثقافة وطنية قويمة منذ تاسيس الدولة، وكرست فيها الأنظمة الجمهورية، السلوكيات الفئوية بأنواعها، وأطلقت للقوة وسفك الدماء عنانهما.

وقد أكلت أقبية التعذيب والمعتقلات معظم العقول المفكرة، بحجة التعارض أو التآمر، وغيرها من التهم التي تفضي بالقتل والإعدام.

ويبدو أن العراق من أكثر دول الدنيا التي أعدم فيها البشر من قبل السلطات الحاكمة.

ويمكن النظر لهذه الحالة بموضوعية وعلمية، ودراستها بمنهجية، وتبقى الكراسي المتسلطة على العباد ذات تأثير كبير على إطفاء الأنوار، وسجر العقول في تنور البلاد المتأجج النيران على مرّ العقود، في قرن تقدمت به الشعوب، وبلادنا تستجير من الرمضاء بالنار!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم