أقلام حرة

صادق السامرائي: إحتكار الإبداع!!

صادق السامرائيالإحتكار لشيئ: إدّعاء التفرد به.

إحتكار الإبداع ظاهرة مقيتة فاعلة في مجتمعات الأمة، وتتميز بنوازع غريبة وتدعو إلى التخندق في كينونات، ترى أنها تمثل الإبداع وغيرها صفر على الشمال.

وتجدنا أمام مفاهيم غريبة، ويأتي في مقدمتها "الأجيلة"، أي القول بجيل الستينيات، والسبعينيات والثمانينيات وهلم جرا !!

وهكذا نقرأ، جيل الستينيات والمنتمون إليه يحسبون أن الإبداع قد إنتهى معهم، فلا أحد يسبقهم أو يعلو عليهم أو يأتي بأجود مما قدموه، وقس على ذلك باقي المتأجيلين (المنتسبين لجيل).

والغريب في الأمر، مسحة الأنانية والنرجسية والتعالي على الآخرين، وعدم التفاعل مع تيار الإبداع الجاري، لأنهم يأنفون من كل جديد، فإبداعهم هو الإبداع وما عداه هراء.

وهذا يعبّر عن عاهات نفسية وإضطرابات سلوكية، لا تتوافق ومعاني الحياة المنسابة بإنسجام وإنطلاق نحو الأمام.

فبهذا السلوك يتحولون إلى عثرات وعوامل إعاقة وتدمير لمسيرة الإبداع، بينما المفروض أن يكونوا قادة منورين وموجهين وقدوات، ومطورين لمسيرة الأجيال المتكاتفة الساعية نحو هدف إنساني أمثل.

ووفقا لذلك، لن تجد منهم، إلا فيما ندر، مَن يتناول بالنقد والتوجيه مسيرة الإبداع المعاصرة، بل ما تقرأه عبارات تهكمية إستعلائية، تنظر للعطاءات الإبداعية بأنواعها بنصف عين، وتترفع عن التفاعل مع المبدعين، بل تريد التقوقع في عصرها الأبهى والأزهى والأرقى من كل العصور.

ومعظمهم قد تضخمت أناه، وتراكمت الأوهام في رؤاه، وما عاد يبصر سواء المكان والسبيل، فكأنهم قد تحجروا، أو تحولوا إلى مومياءات في نهر دفاق بالعطاء البديع.

ولا أمل يُرتجى منهم، ومن الأفضل أن يتدثروا بالصمت، ولا موجب عندهم للتنكيل بالواعدين، فليروا ما يرون، وليمعنوا بداء الخندقة المزمن الذي يعانون منه!!

فالنهر يجري والإبداع أصيل!!

 

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم