أقلام حرة

شدري معمر علي: المؤثرون وصناع المحتوى بين التأثير الإيجابي والسلبي

مع ظهور شبكة التواصل الاجتماعي صارت كلمات المؤثرين وصناع المحتوى واليوتبوبرز شائعة ومتداولة لدى المختصين في مجالات الإعلام وعلم الاجتماع وتقام لها الدراسات وتعقد الملتقيات لأن هؤلاء المؤثرين هم القادة الجدد الموجهون للرأي العام والمستحوذون على اهتمامات الشباب فهناك من هؤلاء المؤثرين من استغلوا هذه الوسائل الاجتماعية في صناعة محتوى جاد ونافع فيساهمون في نشر المعرفة وتعليم الناس المهارات وتسليط الأضواء على بعض العادات السلبية لتفاديها وهم في الحقيقة يقومون بدور عظيم وإيجابي في نفع المجتمع والمساهمة في تماسكه ..

أما فئة من المؤثرين صناع محتوى سلبي يخدش الحياء ويحارب القيم وينشر السفاسف والتفاهات هدفه إغراق المجتمع في التسلية والترفيه والاهتمامات الشخصية فماذا يستفيد المتلقي عندما تعرض تلك المؤثرة جسدها وزينتها وحياتها الشخصية من طبخ وسفر وتسوق وشراء ألبسة فاخرة جديدة ؟..

و ماذا يستفيد الشباب من مؤثر  غريب الأطوار  لباسه ممزق وشعره بحلاقة غريبة ، فقد مقومات الرجولة...

إن خطر هؤلاء المؤثرين السلبيين يتجلى في غرس القيم السلبية لدى الشباب فيتنصلون من كل خلق فلا يهتمون بقضايا وطنهم ولا أمتهم فهمهم الوحيد هو اللهو واللعب والتسلية والترفيه والانغلاق على الذات ...

وعندما نتأمل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يسلط الضوء على هاتين الفئتين من المؤثرين الفئة الإيجابية والفئة السلبية ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بهامن بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء}. رواه مسلم

فالذي ينشئ قناة هادفة ينشر فيها الخير والنفع فهو قد سن سنة حسنة هي في ميزان حسناته تصوروا لو كان عدد متابعيه بالملايين فكل هؤلاء في رصيده وتبقى قناته صدقة  جارية بعد وفاته ...

أما الفئة الثانية التي تصنع المحتوى الفاسد الخادش للحياء المدمر لقيم الخير والإحسان والجمال والعدل فهي قد سنت سنة سيئة فكل من شاهد برامجها ومحتواها في ميزان سيئاته وهي سيئة جارية عابرة للقارات يموت وتبقى تبعاتها واوزارها تلحقه إلى قبره ...

لذا أنا أقترح من هذا المنبر الافتراضي على السلطات العليا في البلاد وخاصة رئاسة الجمهورية أن نتشئ هيئة تابعة للرئاسة " المرصد الوطني للصناع المحتوى " يشجعون فيه صناع المحتوى الجاد الذي يدافع عن الوطن وينشر ثقافته وتاريخه ويدافع عنه ضد أعداء الداخل والخارج ووترشيد وتوجيه وضبط المحتوى المسيء لقيم الوطن والأمة...

فالمسالة ليست أمرا هينا بل قضية وطن يحافظ على تماسكه الاجتماعي وسط التحديات التي تحيط به من كل جانب .

***

الكاتب: شدري معمر علي

في المثقف اليوم