أقلام حرة

سراب سعدي: المؤرخون أمناء في نقل الحقائق ..

هنالك مغالطات كثيرة حول التاريخ ومن يكتبه. وهل هو مكتوب بحيادية وبدون تزييف؟! .. حين نذكر كلمة التاريخ ستجول في خواطرنا السنوات التي عشناها قبل عشرين سنة على الأقل أو ما عاشه آباؤنا وأجدادنا أو حتى حياة أشخاص لم نعرفهم مضى على سيرتهم قرون!، وكما هو معروف أن من يكتب التاريخ هم علماء يطلق عليهم المؤرخون لديهم دراسات وبحوث وشواهد عن كل ما يكتبون عنه ولعل المصادر والوثائق هي ما يبحثون عنها من أجل إثراء معلوماتهم فهم يكتبون عن حياة وتاريخ أشخاص أو وقائع معينة وكذلك يكتبون عن الشعوب والثورات ويبدءون بتفسير التاريخ وفهمه مستندين في ذلك على مناهج سردية معينة أو أسس علمية من إظهار وتبيين الحقائق. ومن أشهر المؤرخين وأقدمهم هو هيرودوت والذي لقب بـ أبا التاريخ ويعتبر أول من كتب في التاريخ، وظهر بعده كتاب كثر منهم المؤرخ والعالم الصيني سيما تشيان، ومن أشهر المؤرخين العرب أبن خلدون الذي يعتبر من الأسماء المهمة في تطور علم التاريخ والفلسفة. ومن الأخطاء والاعتقادات الكثيرة عن التاريخ والتي تدعي أنه محرف أو غير متقن أو أنه يحتوي على الخرافات وأشياء لم تحصل لكنها دونت بصورة مشكوك فيها !، التاريخ يختلف عن الخرافات والأساطير التاريخ هو ناتج عن أحداث حدثت وكتبها أشخاص موثوقون كتبوا معلومات حصلت ومتأكدين منها من خلال دراسة الأشخاص والوقائع وجمع واستقصاء المعلومات ثم تدوين ما حصل، أما عن الحروب والمعارك فقيل أن من يكتب تاريخها هم المنتصرون فقط لكن ذلك غير صحيح لأن المعارك أحيانا تدون من خلال أشخاص حيادين ينقلون أدق التفاصيل من خلال أما معايشة الأحداث أو لقائهم لشخصيات كانوا في تلك المعارك والحروب والأخذ بنظر الاعتبار كل الأطراف ومن ثم تدون تاريخياً . وبكل تأكيد أن الباحث عن الحقيقة سيبحث عن مصادر كثيرة يستنبط من خلالها الحقائق وسيصل إلى كل ما يريد الوصول له. وفي النهاية وبالمختصر أن التاريخ هو القيام بدراسة تعتمد على حقائق الماضي وما حدث في السابق وكذلك أخذ نظرة شاملة عن الظروف التاريخية وتفسيرها فمنهج البحث التاريخي من أهم ما يمكن أن يتعلمه المؤرخون والباحثون ..

***

سراب سعدي

في المثقف اليوم