أقلام حرة

سراب سعدي: أخلاقيات العمل الإعلامي بين الضمير الصحفي ومعوقات الواقع

كان الإعلام ومازال سلاحاً ضد الظلم والاستبداد فمن خلاله تُكشف الحقائق ويظهر المستور ويزداد الوعي، وله دور كبير في نشر الثقافة والترفيه، ومن خلاله يتم تبادل الأخبار والمعلومات في جميع المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية. وللإعلام دور مهم في تغيير أنظمة استبدادية من خلال كشف فساد تلك الأنظمة ، فهو ينقل الوقائع بموضوعية دون تزييف أو تحريف أو تسويف أو استغلال فيكشف مكامن الفساد ويقترح السبل المناسبة لمعالجتها ، ويطلق على الإعلام بالسلطة الرابعة لما لها من أهمية في محاسبة كل المتخاذلين في خدمة البلاد وبذلك يكون لوسائل الإتصال والإعلام الحق في محاسبة الدول والحكومات من أجل أن تنعم الشعوب بالسلام والعدالة والحياة الكريمة. وتتجلى أهمية الإعلام ووسائله أيضا في أنه أقوى سلطة تؤثر على الشعوب وكما يقول مالكوم إكس: وسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الأرض، لديها القدرة على جعل الأبرياء مذنبين وجعل المذنبون أبرياء، وهذه هي القوة، لأنها تتحكم في عقول الجماهير، لذلك من الضروري إلتزام معايير وقيم وقوانين تنظم العمل الإعلامي بكل وسائله حتى لا يسوغ للبعض استعماله بطرق ملتوية وغير أخلاقية، ومن هنا فأن أهم ما يتميز به العمل الإعلامي الصحيح هو التزامه بالقيم والمبادئ التي تحدد سيره إلى الأمام ومن بين هذه الأمور المتبعة في العمل الإعلامي هو المصداقية في نقل الأخبار والأحداث بكل مهنية وموضوعية ويشمل ذلك كل وسائل الإتصال كالصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية ... وغيرها، فالالتزام بالمصداقية مهم جداً من أجل كسب ثقة الجمهور المتلقي للأخبار ، وكذلك الحال في نقل الصور وعرضها في وسائل الإتصال بحيث تكون الصورة دقيقة وصحيحة دون استقطاع جزء وترك الجزء الآخر أو حتى التلاعب بالصورة و إخفاء الحقيقة خاصة مع ظهور برامج لتزييف الصور والتلاعب بمصداقيتها . ومن أخلاقيات العمل الإعلامي أيضاً هو حماية الخصوصية وعدم التعدي عليها وكذلك إحترام الكرامة الإنسانية وذكر مصادر الأخبار وتحري الدقة في نقل الأخبار والمعلومات. وفي الختام من الضروري الإلتزام بأخلاقيات كل المهن وليس فقط العمل الصحفي فكل عمل وله أخلاقياته التي تجعل منه عملاً أصلياً وغير محرف أو زائف.

***

الكاتبة: سراب سعدي

في المثقف اليوم