أقلام حرة

صلاح حزام: انها لوقاحة حقيقية ان يتهم أحدهم كل من يؤمن بالدين بانه شخص خائف!!

أنا مؤمن بالله لكني لست شخصاً خائفاً.. الاستقامة لم يفرضها عليَّ الدين بل أنا اعتقد بأني مستقيم واحب الاشخاص ذوي الاستقامة ومؤمن بأن الاستقامة تلتقي مع العدالة وتجلب السعادة. لذلك احب دعوة الله للاستقامة (الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا)..

لماذا تم حشر الموضوع في نقطة ضيقة فيها الكثير من الايديولوجيا والسياسة؟.

الدين كما افهمه انا على الاقل، ليس ضد ان يكون الانسان يسارياً حتى يسارع ذوي النزعة اليسارية الى التبرأ منه والالتصاق بشعارات اليسار السطحي الذي لم يفهم حتى مقولة ماركس (الدين افيون الشعوب)..

الاستغلال البشع والحروب المدمرة الحديثة والعنصرية والاستغلال للشعوب الضعيفة ليس سببها الدين!

من يريد ان يتدين بناء على هرطقات واكاذيب بعض رجال الدين وليس بناء على فهمه العقلي للدين، فهذا ذنبه وليس ذنب الدين...

هنالك أنتقائية في اختيار النصوص الدينية لاغراض المحاججة فقط ولاثبات ان الدين هو سبب مصائب العالم..

نعم الشعوذة والاكاذيب الدينية وتحريف المعاني والمقاصد الالهية وتوظيف الدين لتبرير القتل والسرقة، نعم انها تساهم في تخريب الحياة والمجتمعات..

احد الاصدقاء كتب لي قائلا ان الدين يدعو لقتل الآخر !!

قلت له، ان القتلة والمجرمين لايحتاجون الى فتوى او نص ديني للقتل !! كبار القتلة في التاريخ لم يكونوا متدينين !! يوليوس قيصر والاسكندر الاكبر وهولاكو وتيمورلنك وهتلر وستالين الخ .. لم يعملوا بموجب فتوى دينية .

النظام الرأسمالي العلماني استعمل السلاح النووي لقتل المدنيين اضافة الى سلسلة طويلة من المجازر الفظيعة في كل القارات !!

نحن نتحدث عن المؤمن الخائف وغير الخائف، فلماذا حشرت نصوص مجتزئة لاعلاقة لها بسلوك الفرد المستقل ؟؟

مع الأسف بعض الاشخاص لديهم اصطفاف طبيعي وتلقائي مع كل من يسخر من الدين حتى لو كان كلامه تافهاً ومتهافتاً !!

بعض الاشخلص ذوي الميول اليسارية جعلوا هويتهم محاربة الدين والسخرية منه متناسين ان كونهم يساريين يرتب عليهم واجبات اعلى وأرقى من ذلك.

نسوا مهام واهداف العدالة والانسانية والانصاف ومناصرة الضعفاء ومحاربة الجشع والاستغلال، وتمسكوا بمعاداة الدين كهدف وحيد تقريباً..

اذا كان الفرد يعتقد انه يساري واراد الاعلان عن كونه مستقيماً، فهل سوف يجعله ذلك متخلفاً في نظر التقدميين الملحدين؟؟

بعض المفكرين يعتقدون ان فكرة التديّن خاطئة ولااساس لها. الفرد مطلوب منه الالتزام بحدود معينة من الطقوس وعليه العمل باستقامة، فقط!!

لايوجد شيء اسمه فلان متديّن وفلان غير متديّن. هنالك  مؤمن وغير مؤمن..

البعض عندما يتناول قضايا الدين، فانه يتعامل معها كمن يدخل الى متجر ويبحث عن عيوب في السلعة لكي يبرر عدم شرائها...

انتقاء النصوص عند النظر الى اي عقيدة او منهج غير مفيد وغير بنّاء . لايجوز ذلك عند النظر في شؤون الدين او في النظرية الماركسية او الفكر الرأسمالي الخ..

تستطيع انتقاء واعادة تجميع مجموعة من النصوص لكي تصنع منها استنتاجاً تافهاً يحط من قيمة تلك النظرية او المنهج.

***

د.صلاح حزام

 

في المثقف اليوم