أقلام حرة

علي حسين: إهانة الجيش!!

هل شاهدت مثلي مقطع فيديو يظهر ضابطاً في الجيش العراقي برتبة "مقدم" يقوم بصفع وضرب زميل برتبة "عقيد" يعلوه بالرتبة مما حدا به للبكاء؟، الفيديو تسبب بجدل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، البعض قال إن الفيديو مجرد مزحة وتمثيل من قبل الضابطين العراقيين، فيما أكد آخرون أنه اعتداء حقيقي من ضابط على زميله..

وقد حظي الفيديو بآلاف التعليقات كلها تؤكد أن هذا المقطع يسيء لسمعة الجيش العراقي. ربما يسخر البعض مني ويقول يارجل لماذا تلف وتدور، وتحاول أن تجعل من "الحبة كبة" كما يقولون في الأمثال؟ وحتماً البعض سيسخر من "جنابي" ويهز يده ساخراً وهو يقول: تترك مشاكل البلاد والمؤامرة الإمبريالية التي تريد أن تجهض تجربتنا الديمقراطية في بيع المناصب، ووصول عالية نصيف الى المريخ، وقبل أن اُتهم بالبطر اسمحوا لي أن أقول منذ سنوات تكررت في هذه البلاد ظاهرة لا وجود لها في الامم التي تحترم جيوشها، تتلخص في محاولة البعض أن يهين الجيش ويطمس دوره في كل شيء، وفي كل مرة تغيب صورة الجندي العراقي فيما يصر البعض على أن يجعل من الجيش الرقم الثاني في حسابات البلاد. وشاهدنا من يقول ان الجيش يجب ان تبقى مهمته الاستعراض، وعشنا مع مشاهد تم فيها مطاردة كل من ينتمي لهذا الجيش.

عندما كنا في هذا المكان ننتقد أداء الجيش ونطالب بالحفاظ على قيمه، فهذا لأننا نريد جيشاً وطنياً يكون للعراق والعراقيين جميعاً بعيداً عن الانتماءات الحزبية، لا جيشاً يدافع عن فشل فلان ويهتف باسم علان، ويأخذ التحية لقادة فاشلين من الذين ظلوا يهزجون بشعارات دعم القوات الأمنية طالما هي تتركهم يفعلون في البلاد ما يشاؤون.. كنا ننتقد الجيش لأننا ندرك جيداً خطورة أن يتورط في لعبة السياسة، فيصير طرفاً في معارك يمكن أن تُحل بلغة الحوار لا بلغة الحروب.

اليوم وغداً سنرفع شعار "حافظوا على الجيش العراقي من أذناب الفاشلين، ومن السياسيين الفاشلين الذين يحلمون أن تكون هذه القوات مجرد هامش في هذه البلاد، حافظوا على الجيش من الذين يصرون على ان وجوده زائد

اليوم من حقنا أن نطالب بأن يكون للجيش الدور المحوري في هذه البلاد، وأن لا نسمح بأن يخرج علينا شخص يطالب بالقصاص من الجيش، في مثل هذه اللحظات علينا جميعاً أن ندرك، أن بناء البلدان لا يتم بتهديم مؤسسات الدولة، ولا بسيطرة مجموعة على مقدرات الوطن.

في التعليقات التي كتبت على الفديو المسيء كان النقاش يدور حول: هل نحن نحتاج إلى جيش وطني أم جيوش طوائف؟ ربما نحن البلد الوحيد الذي يفرح فيه المواطن وهو يشاهد قنوات فضائية تسخر من قواته المسلحة.

***

علي حسين

 

في المثقف اليوم