أقلام حرة

صادق السامرائي: نعي أو لا نعي!!

الوعي: الفهم

ترى هل مشكلتنا تتركز في الوعي الذي يستوجب القراءة والدراسة وتوفر المعلومة، وتأكيد الدور الإعلامي الصادق، وتحرير العقل من معوقاته ومعطلات الإبداع والإبتكار، والجرأة في النقد ومواجهة النكسات والإحباطات بشجاعة العارفين.

فهل نعي أولا نعي؟

في الزمن الجديد، صار الوعي متقدما عما كان عليه في القرن العشرين، والمشكلة التي تواجه مجتمعاتنا أنها مرهونة بالخوف والفساد وضياع قيمة الإنسان، وغياب الدستور الذي يضمن حقوقه وسلامته، ولا يُحسب رقما أو شيئا يُمحق بلا مساءلة.

الوعي بمعنى الفهم يتطلب قراءة، وأمة إقرأ عليها أن تقرأ، ولكن كيف تقرأ؟

فالكراسي الموكلة بتأمين مصالح الآخرين الأسياد لعبت دورها في قهر الشعوب وإعتقالها في ميادين الركض الإستنزافي وراء تأمين الحاجات، فينتهي عمر المواطن وهو أسير الحاجات الأساسية المحروم منها، فقيمته وحقوقه لا وجود لها، ويعامَل على أنه رقم مجرد يمكن محوه أنى تشاء الكراسي.

فهل يمكن لمواطن يلهث متعبا وراء الحاجات الضرورية للعيش أن يقرأ؟

القراءة سلوك في أعالي هرم أسلو للحاجات ومعظم مجتمعاتنا تتخبط في قاعه، فكيف لها أن تقرأ؟

وهذا يعني أن المجتمعات غير واعية نسبيا، بالمقارنة إلى غيرها من مجتمعات الدنيا التي يشعر فيها المواطن بقيمته ودوره وحقوقه.

فالموضوع في جوهره سياسي إقتصادي، فيجب تحقيق الإستقرار السياسي، والأمن الإقتصادي والمجتمعي، وبعدها يحق لنا الكلام عن القراءة والوعي.

الوعي في مجتمعاتنا مختزل بالتبعية والسمع والطاعة والخنوع المطلق للكراسي بأنواعها.

فالمواطن لا يشعر بالقوة، بل يدثره الخوف والقلق ويأسره الرعب ويتناسى حقوقه وينكر قيمته، فهذه هي معالم ومميزات الوجود القطيعي اللازم للنهب والسلب والفساد المقدس، والغنائم المؤيدة بفتاوى كل شيئ مُشاع.

فلماذا نغالط أنفسنا ولا نريد رؤية الحقيقة ونتبجح بالكلام النظري؟!!

و"المعرفة قوة"!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم