أقلام حرة

فارس حامد عبد الكريم: الدكتاتورية المزاجية

نيكيتا خروتشوف (1894 - 1971) زعيم شيوعي ورجل دولة سوفييتي، حكم الاتحاد السوفييتي من (1953 إلى 1964) وتميز حكمه بالمعاداة الشديدة للستالينية وبإرساء الدعائم الأولى لسياسة الانفراج الدولي والتعايش السلمي.

وفي احد المؤتمرات الصحفية مع الرفاق في موسكو وبعد انتقاده لسلفه ستالين بشدة وسياسته القاسية واحكام الإعدام بالجملة لمجرد ابسط خطأ. طلب من الحضور كتابة اسئلتهم على ورقة دون حاجة لذكر الأسم  لتأكيد (ديمقراطيته). وقد ورد في احد الاوراق مجهولة الكاتب السؤال التالي بما معناه:

(يارفيق خروتشوف كنت مساعداً لستالين طوال طوال فترة حكمه ولكنك لم تنتقده في حينها وجهاً لوجه والان بعد موته اخذت توجه له سهام النقد؟)

قرأ خروشوف السؤال وقال: هل من الممكن أن يقف كاتب هذا السؤال ويعرفنا عن نفسه؟

ساد الصمت في القاعة

 وطبعاً لم يقم احد

فقال خروشوف:

- انظروا يارفاق أنا حينها كنت مثل هذا الرفيق!!!

- واذا عدنا للوراء قليلاً اثناء حكم ستالين ورد ان اطارات العجلات الروسية تنفجر بمجرد استعمالها مما عطل المصالح المدنية والعسكرية

- فطلب ستالين من مساعده خروشوف ان يحقق في الموضوع بعد ان عجزت الادارات المحلية عن ايجاد السبب

- ذهب خروشوف بنفسه إلى المعمل ووجد في واجهة المعمل صورة كبيرة لأحد مهندسي المعمل وقد كتب عليها:

- (بطل الانتاج لسنة ….) (للعام الماضي).

ارسل خروشوف في طلب هذا المهندس البطل وسأله:

- كيف أصبحت بطلاً للإنتاج؟

- قال لقد قللت الأسلاك التي توضع في الإطارات ووفرت مبلغاً كبيراً للدولة!!!

فمنحني الرفاق صفة بطل الانتاج!!

أمر خروشوف بفصله ونفيه إلى سيبيريا، وعاد إلى ستالين وروى له ماحدث. فقال له ستالين: الم تعدم هذا الرفيق ياخروشوف؟

قال خروشوف؛ لا يارفيق اكتفيت بفصله ونفيه لأنه إذا أعدمته سيكون امراً محيراً لعمال روسيا ويفكرون ويتساءلون كيف يكون الرفيق بطلاً للإنتاج في سنة ويعدم في السنة اللاحقة!!!؟؟

هنا تذكرت العشرات من خيرة ضباط وقادة العراق الذين طرز المقبور صدورهم بأرفع الأوسمة والنياشين ومنها وسام الرافدين، ثم اعدمهم لمجرد الشك أو لحظة غضب ليعود بعد ذلك ليعتبرهم شهداء ...

***

فارس حامد عبد الكريم

في المثقف اليوم