أقلام حرة

صادق السامرائي: الإسلام المرفوف والمسلم المكفوف!!

هناك مقولة تداولتها الأجيال في القرن العشرين تقول: "الإسلام على الرف والمسلمون في القبور"، وتنسب لمحمد عبده (1849 - 1905) أو أحيانا، لمحمد إقبال (1877 - 1938).

فهل أثبت المسلمون صحتها؟

المطلّع على أحوال المسلمين في أصقاع الدنيا، وخصوصا في بلاد العُرب أوطاني، يرى بوضوح غياب الإسلام في الحياة العملية والتفاعلية اليومية، فهو مجرد تأدية طقوس وحسب، أم الدين المعاملة، فلا دليل واقعي عليه، وأكثر السلوكيات مبنية على تصورات متطرفة تسمى شرعية، وهي تتقاطع مع مكانها وزمانها.

وعندما تسأل المسلم عن الإسلام، يتسمر بوجهك متحيرا، وأكثرهم يجيب بأنه يتبع هذا وذاك، ويرمي بالمسؤولية عليه، فهو الذي يعلمه الدين، ويجب إتباعه وتقليده، وهم الذين يشيرون إليهم بإتباع أقوالهم، وعدم تقليد أفعالهم، فهم الخواص المصطفون من رب العباد المتحيز لهم، ويمثلون إرادته في الأرض.

أين الإسلام؟

مسلم يقتل مسلم ويخطفه ويعذبه وينتهك حرماته، ويتلذذ بالفتك به، ويحسبه قربانا يتقرب به إلى ربه الذي يعبده وبه يستعين.

والدول التي تدّعي أنظمة حكمها بأنها مسلمة، تعيش شعوبها بأرزأ الأحوال، فالقهر والظلم دستور والفساد قانون، وكل كرسي فيها جبار عتيد، وطاغية مستبد، وإياك أن لا تكون بوقا لخطاياه ومآثمه النكراء.

لقد صدقت العبارة، وقائلوها كانوا أكثر وعيا من المسلمين المخدرين بالدجل والبهتان والأضاليل بإسم الدبن.

فما عاد الإسلام كما عهده المسلمون بجوهره الرحمان الرحيم، وإنسانيته السامية، وخلقة القويم، بل أنه دين الفقهاء وذوي العاهات النفسية، الذين إندلقت في دنياهم نوازع النفس الأمّارة بالسوء وسوّغت لهم الفواحش والمظالم، فتحول الواحد منهم إلى إبليس معمم، يسبّح بإسم ألف شيطان رجيم!!

و"إني قد تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنتي"!!

و"الدين النصيحة"!!

أم أن نأتي بالقبيحة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم