تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

نهاد الحديثي: حتى لا يصبح رمضان عبئاً مالياً

نحن، والامة الاسلامية، نحيا الان شهر رمضان الكريم، شهر الطاعة والغفران، وتعودنا كعراقيين ان نتهيأ لهذا الشهر الفضيل بافضل الاطعمة ومالذ وطاب من الشراب والعصائر، ومعظمنا لم يراجع نفسه ليغسل قلبه من الاحقاد والحسد لعنهما الله، لم نفكر في التسامح وتطييب خواطر الاخرين ومساعدة الفقراء والارامل والمحتاجين،وان نطلب ونتوسل الرحمة من رب العباد ان ينصر ديننا الحنيف، وان يكون هذا الشهر الفضيل بمثابة (مهرجان) للعتق من النار، فهو شهر ياتي مره في العام،، فهو الشهر الذي يصوم فيه العبد لله وحده لا شريك له ولا يوجد هناك اي شاهد على صيامك الا الله تعالي، لأن الصيام هو صيام النفس عن الاكل والمشرب، الصيام عن قول السوء وعمل المنكر، الصيام هو الاحتشام وستر العورات وعدم التحدث بمساؤ الناس،

بلدنا قد ىكون من أكثر الدول على مستوى العالم من حيث الهدر الغذائي، ويزداد الهدر في هذا الشهر الفضيل، مع أن ديننا يحث على الاقتصاد في المأكل والمشرب، وعدم الإسراف والتبذير، بل وصف سبحانه في كتابه المبذرين بإخوان الشياطين. وحثّ على تقدير النعمة قبل زوالها. ومع هذا نجد أننا كمسلمين وفي أفضل شهور السنة نستهلك ونتلف كميات كبيرة من الأغذية والمشروبات، يذهب معظمها إلى الحاويات في أكياس سوداء لتعبث بها القطط السائبة قبل أن تنقل إلى مكب النفايات ودفنها أو حرقها. هل يعقل أن يكون رمضان، شهر الصيام والصدقات والزكاة هو أكثر الأشهر استهلاكاً وتكلفة مادية على الأسرة والمجتمع؟

بدخول شهر رمضان المبارك في كل عام تنتعش الحركة الشرائية بالأسواق، تزدهر وتزداد الحركة التجارية خلال الشهر الفضيل على المواد الغذائية والمشروبات التي لها علاقة وارتباط بتحضير الموائد الرمضانية، مثل المعجنات والمخبوزات وأنواع من الشوربات والمشروبات.

وبطبيعة الحال ووفقاً لقانون وقوى العرض والطلب، قد تشهد أسعار بعض المواد الغذائية شيئا من الارتفاع في الأسعار، وبالذات الموسمية منها. وما يضاعف من أثر ارتفاع الأسعار، الإقبال الشره للمتسوقين غير المبرر على الأسواق بمجرد دخول الشهر الكريم، والانجراف وراء الإعلانات التجارية والتخفيضات التسويقية التي يتم تكثيفها خلال الشهر الفضيل، ترتفعكمية اشراء بنسبة 40 % خلال شهر رمضان، وأن 50 % من الإنفاق في العشر الأواخر من رمضان ذهب الى المواد الغذائية والمأكولات. وأشار أيضاً إلى أنه من المناسب أن تراجع الأسرة طريقة إنفاقها خلال العطل والأعياد، لتلافي الهدر المالي والوفاء بالالتزامات الأسرية ذات الأهمية القصوى

البعض يعزوا ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية إلى جشع واستغلال التجار للشهر الفضيل لتصريف بضائعهم مطالبين بضرورة تحديد الأسعار وتشديد الرقابة على الأسواق، ولعلي اتفق مع تشديد الرقابة على الأسواق ولكنني اختلف تماماً مع المطالبة بتحديد الأسعار، باعتبار أن ذلك مخالفاً لقواعد السوق الحر وأهم من ذلك وذاك، قد يتسبب في القضاء على المنافسة، نحن بحاجة للرفع من الوعي الاستهلاكي والتسويقي لدى كافة افراد المجتمع وتحفيزهم بل وإرشادهم إلى أساليب وفنيات الشراء والتسوق الذكي المجدي اقتصاديا، والتي من بينها على سبيل المثال لا الحصر؛ تَجنب التسوق الارتجالي والعشوائي وبالذات باللحظات الأخيرة من دخول الشهر الفضيل، بحيث يتم التحضير للتسوق وفق قائمة محددة من الاحتياجات الضرورية والأساسية ووفق أيضاً ميزانية ومبلغ مالي محدد مسبقاً،،كما وينصح عدم التسوق في الحالات التي قد يكون فيها الإنسان جائعاً كاللحظات التي تسبق موعد الإفطار، لأن ذلك بطبيعة الحال سيؤثر سلباً على سلوكيات الشراء، والأهم من ذلك وذاك الابتعاد عن المبالغة في تحضير الموائد الرمضانية للضيوف بغرض المباهاة وإظهار نموذج من نماذج الهياط الاجتماعي، وأختم بالدعاء الجميل للجميع، "اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ وَأَعِنَّا عَلَى صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ عَلَى الوَجْهِ الّذِي يرْضِيكَ عَنَّا"، وكل عام وأنتم بخير ورمضان كريم

***

نهاد الحديثي

في المثقف اليوم