أقلام حرة

صادق السامرائي: الآلة سلطان!!

الزمن المعاصر تتسيد فيه الآلة، ويتشيّئ البشر (يتحول إلى شيء).

فالعقل إبتدع ما يمتلكنا ويقيدنا، فأصبحنا مستعبدين بالآلة وخصوصا (الكومبيوتر)، فمعظم أوقات الناس تمضي في التحديق بشاشة ذات حجم ما.

الآلة تستعبدنا شئنا أم أبينا!!

ويجتاحنا الذكاء الإصطناعي المتفوق على ذكائنا، فهو يفعل كل ما يخطر على بال، يكتب شعرا وينتج أدبا، فأمره بما تريد وسيأتيك فورا.

فهل نعيش في زمن "إفتح ياسمسم"!!؟

العالم يتغير بسرعة مذهلة، والساعة فيه تعادل سنة أو أكثر من القرون السابقة.

الآلة تقودنا وتقرر مصيرنا!!

وفي العصر الآلي ربما لن يجد الإنسان له مكانا، فهو بلا قيمة ولا حقوق، إنه رقم، الآلة تجمعه وتطرحه ، وما أبقت له مجالا للجد والإجتهاد والعمل الجاد.

فهل ستنتصر الالة علينا؟

كيف إستطاع العقل أن يخترع ما يتفوق عليه؟

يبدو أن التفاعلات الإختراعية وتزاوج الأفكار الألمعية، تمكنت من إنتاج آلة تتفوق على قدرات العقل الفردي، لأنها في حقيقتها، مشروع إبتكاري جمعي.

إنها تمثل جمهرة عقول، وطوابير أفكار متواشجة، وبهذا إنتصرت على الفرد البشري، لأن وراءها أرتال عقول مبدعة.

وفي عالمنا التواصلي الفتان، سيتمكن البشر المتفاعل عقليا وفكريا من إنتاج آلات متفوقة على ما بين يدينا اليوم، لأن الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يمثل قاعدة إنطلاق نحو آفاق إبداعية مطلقة!!

فالحقيقة القادمة ستكون أغرب من أي خيال!!

و"الحاجة أم الإختراع"!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم