تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

صادق السامرائي: أمة وكلاء رب العالمين!!

ما يجري في الأمة ومنذ قرون وقرون، أن الكثيرين من أدعياء الدين الذي يسمّون أنفسهم بالفقهاء والعلماء وغيرها، يحسبون أنفسهم وكلاء رب العالمين، فعاثوا فسادا بإسم الرب الذي ينوبون عنه، ويدّعون أنهم وكلاؤه!!

بل أن الموضوع تطور وصار الجالس على كرسي السلطة حاكم بأمر الرب، وبهذا يكون الحكم صارما ونافذا في الحال، والجميع لا مسؤولية عليهم لأنهم ينفذون أمر ربهم بعباده الذين سلطهم عليهم.

وهذا الإدعاء تواصل فاعلا في مسيرة الأمة، بل يمكن القول لايزال قائما في بعض المجتمعات، التي إنتشر فيها نواب الرب الذين عليهم تنفيذ إرادته القاضية بالأهوال.

هذا الرب الذي ينوبون عنه أو لديهم وكالة منه، أو يحكمون بأمره، شرس متوحش دموي، مدمن على الظلم والفساد وإنتهاك الحرمات، ويتمتع بمنظر قطع الرؤوس وسفك الدماء.

هو الرب الذي بأمره يحكمون!!

وفي الواقع أنهم يمتطونه ويترجمون بواسطته غرائزهم وأهواءهم، وتوهمهم النفس الأمّارة بالسوء الفاعلة فيهم بما يقومون به، وهم بلا ضمير ولا قدرة على النظر فيما يقترفون.

ويدّعون أنهم يمثلون الدين الذي يعتقدون!!

بعضهم ربهم رحمان رحيم، لكنه أعطاهم وكالة سلوك الأشرار المجرمين، فكيف يتوافق الطرفان المتناقضان؟

كلهم من جنس حمّالة الحطب، ويجيدون التنابز بالخطب، وعلى بعضهم جنود غضب، وقد فار التنور ولسوف يأتيهم العطب.

و"كتب ربكم على نفسه الرحمة"!!

فهل نوابه يرحمون، أم لشرائع الغاب يترجمون؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم