هايكو
احبس انفاسك
احبس انفاسك
للشاعر الباكستاني وقّاص خواجة
ترجمة نزار سرطاوي
***
(أبٌ يواسي ولده البالغ من العمر تسعة أعوام، والذي يُحتَضَر بعد أن استهدف بصاروخ إسرائيلي مع أشقائه الثلاثة ، الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام وأحد عشر عامًا حين كانوا جميعًا يلعبون الغُمّيضة على مقربة من كوخ أحد صيادي الأسماك على الشاطىء في غزة)
احبس انفاسكَ
فاليومُ مضى
ومضى معه نصفُ الليلِ
الوقتُ تأخرُ يا ولدي
وإذا ما حدثت معجزةٌ
وانبلج الفجرُ، فإنكّ
لن تعلم أبدًا ذلك يا ولدي
*
آهٍ، احبس أنفاسكَ
سوف يُعلِّمك الصمتُ أيا ولدي
ما تحتاج إليهِ
اليومُ مضى
ومضى معه نصفُ الليل
وما لم يمضِ
سيمضي أيضًا يا ولدي
*
فإذا ما اسودّت عيناكَ
فدع رِمشكَ يسقطُ أرضًا
وإذا ما كان فؤادك ينزف
دعهُ يُنَفّسْ كربتَهَ
اليومُ مضى
ومضى معه نصفُ الليلِ
وهذي الصحراء غدًا
قد تُزهِرُ
لكنك أبدًا... أبدًا لن تعرف ذلك يا ولدي
***
Hold your breath
Waqas Khwaja
***
)a father consoles his dying nine-year old who, with his three brothers, barely 10 & 11, has been targeted by an Israeli missile while playing hide-and-seek by a fisherman’s hut on the beach in Gaza(
Hold your breath
for the day is gone
and half the night
it is already late
and if ever
dawn breaks out, you
my son will never know
*
Ah, hold your breath
silence itself will teach
you what you need to know
the day is gone
and half the night
and what is left
it too will pass
*
If your eyes darken
let your eyelids fall
if your heart bleeds
let it find release
the day is gone
and half the night
tomorrow this desert
may come to bloom
but you will not know
***
..........................
وقّاص خواجة شاعر باكستاتي يقيم في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا في الولايات المتحدة. يعمل أستاذًا للأدب الإنكليزي في كلية أغنيس سكوت، حيث يدرّس العديد من المواد الأدبية، من بينها أدب ما بعد الاستعمار، والرومانسية البريطانية، وسرديات الإمبراطورية، والأدب القوطي، والشعر والرواية الفيكتورية، والأدب والقيادة، والكتابة الإبداعية. يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة الإنكليزية من جامعة إيموري وشهادة في القانون (ليسانس الحقوق) من كلية الحقوق بجامعة البنجاب في لاهور.
أصدر خواجة أربع مجموعات شعرية: احبس أنفاسك، لا أحد ينتظر القطار، رثاء مريم، ست إوزات من قبرٍ في ميدوم. كما صدر له كتاب في الرحلات الأدبية بعنوان الكُتّاب ومشاهد الطبيعة، تناول فيه تجاربه كزميل في برنامج الكُتّاب العالميين في جامعة أيوا. كذلك صدرت له ثلاثة كتب من الأدب الباكستاني: الصبار، صباحات في البراري، و قصص قصيرة من باكستان. وعمل أيضًا محررًا للترجمة ومساهمًا في مشروع الشعر الباكستاني الحديث، وهو مشروع تم إنجازه برعاية مشتركة ما بين الوقف الوطني للفنون والأكاديمية الباكستانية للآداب، حيث يعرض أعمال 44 شاعرًا يكتبون بسبع لغات باكستانية محلية وإقليمية. بالإضافة إلى ذلك عمل ضيفًا لتحرير عددٍ خاص من المقالات العلمية حول الأدب الباكستاني لمجلة الكومنولث ودراسات ما بعد الاستعمار.
ساهم خواجة بانتظام في عدد من المجلات والدوريات في الأعوام 1983 و 1992. كما عمل محاميًا ممارسًا وأستاذًا زائرًا للقانون في باكستان قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة في 1994.
نشر العديد من المقالات حول عددٍ من الكُتّاب من خلفيات متنوعة من التقاليد اللغوية والثقافية وكذلك في العديد من المجالات كالأدب والاقتصاد والتاريخ والثقافة والسياسة. استضافته مجلة أتلانتك رفيو لتحرير عدد خاص عن الشعر الباكستاني في ربيع 2014. نُشرث قصائده وترجماته في العديد من المجلات الأدبية والمختارات الشعرية في أميركا والباكستان وأوروبا والشرق الأقصى ومجلات أدبية.
حصل خواجة على الكثير من الجوائز، من بينها تقدير خاص في الكتابة الإبداعية المتميزة من الجمعية الأدبية لجنوب آسيا في الولايات المتحدة الأميركية (2017)، وجائزة أمير شعراء الشرق والغرب للفنون، كما نال جائزة "كورت دي آرجس" من رومانيا (2021). ويقوم بتنظيم قراءات شعرية تتعلق بالقضايا الاجتماعية والسياسية. كما ينظم قراءات عامة مفتوحة سنويًا في كلية أغنيس سكوت، وذلك في إطار المشروع الدولي: "100 ألف شاعر من أجل التغيير".