روافد أدبية

حالة نزيف... / ايمان الصرايعة

تحط على جرحي

دون جراح يستوطنها الفراش

اغتالوا فرحي

وألقوا القبض على حزني

فكيف بعد اليوم أمشي

وتظلّ للحنّاء هيبته؟

كيف بعد اليوم أمشي

دون أن أدوس قصيدته؟

ومذ غادرته بح الصوت منّي

وشحّ قلمي

فلا هو ينزف

ولا هو يصمت

انّه فقط يدور ويدور

طريقة رقص تعلّمها

منذ ثلاثة وستون عاما

من أمّنا الجسور!

فكيف بعد اليوم

اكتشف ما كتبت:

قصيدة أم خاطرة؟

أيّهما أحق أن تكون؟

أم كلاهما وجهان

لعملة واحدة؟

لسيدة واحدة

كتب لها أن تلد واقفة

وترضع واقفة

ولكن دون فصال

في عامين

دون نسيان

في جيل..وجيلين...وأكثر!

كان يمكن أن أكتبك

ولكن قبل اليوم!

وكان يمكن أن تقتلني

لولا أن أخطأت

فقتلت قصيدة!

كان يمكن أن تقتلني

لولا أن أخطأت

فحرمتني ولادة جديدة!

وكانت عيوني جميلة

ولكنّها لم تجد ريح النوم

لترتدّ بصيرة!

كنت أصغر من أن

تراك!

ووحدها فلسطين ظلّت

كبيرة

لتغطّي كلّ شيء سواك

فتعال لئلاّ أراك!

تعال غدا

شجرة زيتون

وحنجرة مئذنة

ما دامت يدك تجهل جغرافية البندقية

فحينها قد أصلّي

وكلّي عيون

وأنسى جنون الكبرياء

وكبرياء الجنون!!

 

ايمان الصرايعة

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2037 الثلاثاء 21 / 02 / 2012)

في نصوص اليوم