روافد أدبية

أمرؤ القيس في ليلته الأخيرة / نهاوند عبد الجليل

في يوم كئيب

على أرض غريبة

ينقطع الأمل وييبس الرجاء

لا نصير لا قريب لا حبيب

سوى نخلة وحيدة

مثله كانت غريبة

"وكل غريب للغريب نسيب"

ترنح الشاعر في مشيته

يرنو إلى ما وراء الأفق البعيد

إلى ذاك الوادي الخصيب

إلى مرابع كندة

إلى الصحارى والخيام

هل كل شيء على ما يرام؟

"فاطم" ما زالت واقفة تستطلع الأخبار

تصغي إلى الصدى يتردد في الوديان

" أغرك مني أن حبك قاتلي... وأنك مهما تأمري القلب يفعل"

تحسب فاطمة توالي الليل والنهار

وتسهر الليل مع النجوم

"الا ايها الليل الطويل الا انجلي.... بصبح وما الاصباح منك بأمثل"

في انتظار عودة الملك الضليل

لا يا فاطمة.. "رجل الشدة" لم يقتله الحب

بل أماته الانتقام

ترنح أبن آكل المرار

سقط على الأرض يلثم الغبار

نظراته تنزلق على السراب

غير أنها سرعان ما تغور في التراب

أيا ملك الروم لم تلك الخديعة؟

هديتك كانت الرداء

والرداء ملوث بالوباء

أرفع رأسك يا "حندج"

ذهب النهار وهبط الليل

لم ينهض الشاعر بل على ظهره أستوى

راح يتأمل النجوم والكواكب

يستعيد تلك الأيام

أيام النصر والمواكب

ومع الليل سرت البرودة في الجسد

بدأت النجوم بالغياب

واحدة تلو الأخرى

و...غرق كل شيء في سكون وظلام

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2112 الجمعة  6 / 05 / 2012)

 

في نصوص اليوم