روافد أدبية

مكابرات امرأة متمردة

narmeen tahirbabaيثور دخان الحريق

من جمرة كامنة في أعماقي

 


 

مكابرات امرأة متمردة / نرمين طاهر بابا

 

عذرا سيدي ...

أعلم أنني شوكةٌ منغرسة

في قلبك الدامي.

ينزف حباً جامحاً

كأمواج البحرِ عند دلوك الشمس

يئنُّ شوقاً وحنيناً

كالطفل الضال في الدروب الحالكة

عند غسق الليل ...

يختنق الكلام في حنجرته

عند السؤال عني ..

أعلم أنك تعيد الى أوردتي مرونتها

اذا ما لمست أطراف أصابعك

خصلة من جدائلي

يثور دخان الحريق

من جمرة كامنة في أعماقي

وينبثق وهج الروح في اوصالي

ويستطيب ايلامي.

لكنني لن اكون غصن زيتون

يتهشم في قبضتك القوية

عند ثوران حبك المجنون..

***

عذرا سيدي

أعلم ان في بريق عينيك ومضة

تبقي الشموع الذابلات تضيء

عندما اغدو محمرة الخدود

واعلم ان حديثك اغنية

تطرب اوتار شغافي

كلماتها زفيرُ أسى

وشهقة غريق

في نهر عميق

يبحث عن قشة

لعلها تنجيها من الموت

وهي تدري انها محال محال.

لكنني لا اكون عروةً لقبضتك

كي تنجوَ من الغرق

في بحر هواي

***

عذرا سيدي

أعلم انك تكابد الهموم

وتسبح ضد الاعصار

تقتفي خطاك على درب القهر

تمضغ لقمة اليأس

تستسلم للموت

في نهاية المطاف

في عينيك بقايا عتاب

لكنني لا اعاتبك وأنت تموت

كي أحيا أنا وأحيا

أردد من بعدك نشيد الوفاء

 

في نصوص اليوم