روافد أدبية
البيت
البيت الصغير يا حبيبتي صار باتساع الوطن...
يقول لي؛ تعال...
ها هُنا البراح في حضني
وكل الأمنيات المستحيلة خلف بابي؛ فخذها...
البيت يسألني يا حبيبتي كلما أصحو... هل نمت سعيدًا ؟
هل كانت الأحلام على قدر المحبة التي تحلم يا غريب؟
البيت يحضنني بابتسام ويطبع قُبلة على خدي...
"أنت -الآن هنا- مولودٌ وحرٌ"...
البيت يصبُ القهوة الصباحية في قلبي؛ وينصحني:
استفق؛ دع للروح قدر المستطاع من البراح والسكون...،
شيئًا فشيئًا ينام الحزن يا وليدي...
البيت في وسط النهار يعلق اتصالا، ويهاتفني يقول: كيف حالك يا صغيري؟
البيت يُشاركني العشاء ساخنًا، وكأس النبيذ.
وفي آخر الليل يحكي لي عن طفلٍ وطفلةٍ جاءا من بلادهما البعيدة؛ واستراحا هُنا...
ينامان عن الحزنِ.، ويضحكان حين يصطنعان لهجةً فصيحةً كأميرين في بلاط خليفةٍ أمويّ..
أو يتمثلان قصةً من ألفِ ليلةٍ وليلة تحكي للناسِ عن حبُّ الأميرة لشاطرها الفقير...
البيت مطمئنٌ للغاية...
متصالحٌ مع ماضٍ تولى ومات...
البيت في كل يوم يُلون الطفلَ بلون البرتقال والمانجو السعيد...
ويغني...
فيصبحُ أكثر اتساعًا يا حبيبتي.
مختار سعد
ريو دي جانيرو/ البرازيل