الرئيسية

المثقف في حوار مفتوح مع الكاتب والسياسي موسى فرج (11)

 

 

س 56: صائب خليل: في مقالة لي بعنوان " قصة الهاشمي برهان آخر أن الإرهاب في العراق أميركي"(3)

 

 

http://www.sautalomal.org/index.php?option=com_content&;view=article&id=7790

 

بينت أن تأجيل إلقاء القبض على حماياته حتى خروج الأمريكان، وأن المالكي لم يطرح الأمر على الأمريكان، أو طرحه ولم يتخذوا إجراءاً، وأضطر إلى الاحتفاظ بالملفات سنوات عديدة كما يقول، وكان إرهاب هؤلاء خلالها يحصد الأرواح، يكاد يكون دليلاً قاطعاً على أن الأمريكان هم من كان يحمي هذا الإرهاب. ومن جهة أخرى سبق للقيادي في ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي أن حمل الأمريكان مسؤولية منع رئيس الوزراء نوري المالكي بمحاربة الفساد المالي والإداري".(4)

 

http://qanon302.net/news/news.php?action=view&;id=9193

 

قد يبدو هذا للبعض محاولة للتهرب من مسؤولية الفساد، لكننا نذكر مع ذلك تهريب الأمريكان للوزراء العراقيين المدانين بالفساد من جهة، وكثرة الأموال التي ضاعت من خلالهم. لذا ، فبغض النظر عن تقصير الحكومة نفسها في الموضوعين، إلى أي مدى ترى دوراً للأمريكان في حماية "وجهي العملة"؟

 

ج 56: موسى فرج: الأستاذ العزيز صائب خليل .. استكمالا للإجابة عما ورد في سؤالكم بشان علاقة الأمريكان بالإرهاب والفساد.. في العراق وحماية الأمريكان لوجهي العملة الإرهاب والفساد.. أبين الآتي:

أولا: بشأن الإرهاب فان الإشارة إلى ثلاث قضايا فقط من بين آلاف القضايا يغني عما سواه:

1-قضية اغتيال العلماء العراقيين من قبل الموساد ولحساب الأمريكان : فقد كشفت وثائق ويكيليكس عن ايعازات قامت بها واشنطن بقتل الموساد الإسرائيلي 350 عالما نوويا عراقيا وأكثر من 300 أستاذا جامعيا منذ بداية غزو العراق عام 2003 بعد إن أخفقت إدارة بوش وأعوانها في استمالتهم للعمل داخل أراضيها وبعد إن خصصت لذلك مابين 16 ـ 17 مليون دولار وفشلت في استمالة العديد منهم ، فرأت أن الخيار الأمثل لها هو تصفيتهم . هذه الحقائق أكدها تقرير أمريكي أعدته وزارة الخارجية الأمريكية ورفعته إلى الرئيس جورج بوش...

2- قضية الانتهاكات في سجن أبو غريب التي ارتكبتها القوات الأمريكية ضد محتجزين عراقيين تراوحت مدة احتجازهم بين 6 أشهر إلى 4 سنوات مورست خلالها أساليب تعذيب نفسي وجسدي بشعة ..وكان من بين ادعات الجنود الأمريكان أثناء محاكمات بعض منهم أمام المحاكم الأمريكية: أن الأوامر جاءتهم من قيادات عسكرية عليا ..وأنهم لا يعرفون مضمون معاهدات جنيف ..!. .

3-قضية قتل عناصر البلاك ووتر للمواطنين العراقيين: في ساحة النسور والطرق الخارجية بين المحافظات العراقية وقد حصلت شخصيا على اعتراف خطي مذيل بتوقيع احد عناصر المجموعة التي فتحت النار على المدنيين العراقيين وهو أمريكي من أصل عراقي يشير فيه إلى ضلوع مسئولين في السفارة الأمريكية بتوجيه الأوامر لقتل المدنيين في ساحة النسور وانه اجبر على الاعتراف بأنه (العراقي الأصل) هو من اصدر الأوامر بقتل العراقيين وقد سلمت اعترافه إلى المسئول الأمني في مكتب رئيس الوزراء والذي سلمه بدوره إلى رئيس الوزراء وفي اليوم التالي حملت الحكومة العراقية شركة بلاك ووتر مسؤولية قتل المدنيين العراقيين بدم بارد وطالبت بإنهاء عقدها ولم يحصل ذلك .. هذه ثلاثة أمثلة فقط من بين مئات بل آلاف الأمثلة التي تؤكد ضلوع الأمريكان في عمليات الإرهاب وحمايتهم لإرهابيين تصب نتائج أفعالهم في الأغراض الأمريكية .. هذا من جانب ..من جانب آخر فلو احتكمت إلى المنطق فاني أجد الآتي:

1- إن الأمريكان جاءوا محتلين وليسوا سيّاحا ، وهم في الوقت الذي يتبنون فيه قرارا أمميا بوصفهم قوات محتلة فان الساسة العراقيون يقولون عنهم محررون وهذا لا يعني أن إسقاط نظام صدام لم يكن تحريرا للشعب العراقي ..ولكن إسقاط النظام وليس إسقاط البلد واحتلاله .. وجاءوا وقد تلبستهم روح انتقامية لصدام وعراق صدام وهدفهم الأول تدمير القدرات العراقية عسكرية وبشرية وعلمية بحيث يضمنوا أن العراق لن يشكل تهديدا في المستقبل لحلفائهم في المنطقة وخصوصا إسرائيل .. ولم يأتوا بصفتهم قوات لمراقبة أو فرض حفظ السلام بين دولتين متنازعتين ، وجاءوا مصممين على القتل وقد تدربوا عليه من عشرات السنين في ظروف بيئية وجوية ممثلة لظروف العراق كما تفضلت أنت وأشرت إلى ذلك في معرض سؤالك ولم يأتوا بصفتهم أطباء عبر الحدود ، والذين جاءوا لم يكونوا من بين عشرات الآلاف من الخيرين الأمريكان أمثال جوليانا جولي وهنري فوندا بل كانوا المارينز وكانوا مرتزقة البلاك ووتر .. فماذا تنتظر منهم ..؟ ..

2 -وهم لم يقسموا مهمتهم على أساس: مهمة عسكرية تنحصر في إسقاط نظام صدام وأخرى مدنية تتعلق بإدارة شؤون الحكم لحين تهيئة بديل سياسي ..

بل بالعكس فقد كان التنافس قائما بين وزارة الخارجية الامركية وبين البنتاغون أي وزارة الدفاع الأمريكية على موضوع من منهم يتولى إدارة شؤون البلد خلال فترة الاحتلال فكان إن تغلبت إرادة وزارة الدفاع فأقصت دور وزارة الخارجية وبات من يدير شؤون العراق ما بعد سقوط نظام صدام هم العسكريون وليسوا المدنيون الأمريكان ..وطبقا للخطط العسكرية وليس المدنية ولا يغير من ذلك أن بريمر كان مدني وليس عسكري فقد كانت الأضرار الناجمة عن إدارته للعراق اكبر بكثير من الأضرار التي كان يمكن أن تنجم لو كان عسكري ..فماذا تنتظر منهم أن ينتجوا ..؟..

3 -الادعات الأمريكية التي أطلقوها بعد انقضاء مرحلة الحرب الباردة من أنهم خرجوا على ستراتيجيتهم السابقة وولجوا عصر جديد يقوم على أساس احترام الشعوب وبناء الديمقراطية في العالم ونشر منجزات الحضارة الإنسانية بين شعوب الأرض لتحقيق الإفادة المتكافئة بينها على أساس من فلسفة العولمة تبين أن ذلك مجرد خدعه وكذبة كبيرة يغطي به الأمريكان هدفهم في إسقاط الحكومات التي لا تخضع لإرادتهم ولا تذعن لسياسة القطب الواحد في العالم ومنذ الأيام الأولى كانت صيحات بوش عالية ضد الحكومات المارقة والسعي لمحاصرة شافيز وكوبا .. ما هو المشترك بين من تسميهم بالمارقة ..دكتاتوريات تمتلك أسلحة نوويه أو في طريقها للحصول عليها من بعضها بينيا ولا تخضع للأمريكان وتمتلك أو تسعى لامتلاك ما يهدد هيمنة إسرائيل ..وهاجس أمريكا هو أن تمسح من أذهان الشعوب ذكريات انكسارها في الفيتنام وفرض سياسة الخوف على العالم لتدير العالم بوصفها القطب الواحد ..ماذا تنظر من الأمريكان ..؟.

 4-التغيير في منهجية الحرب الأمريكية في العراق هو: أن الأمريكان حولوها من حرب جيوش نظامية إلى حرب شركات مرتزقة مثل البلاك ووتر ونظيراتها بمعنى خصخصة الحرب والتي تلغي اعتماد آخر التقاليد العسكرية في الحروب وحولتها إلى حرب قذره .. ثانيا:

علاقة الأمريكان بالفساد: .

 5-توجد في العراق ثروة ويوجد فيها سوق.. فالنفط موجود وهذا يعني أموال طائلة ، والخراب الذي ينبغي الخروج منه من خلال تعمير البنية التحتية في العراق قائم .. في هذه الحالة فان العراق سوق مزدهرة يشغله الأمريكان بشركات أمريكية ..ولكن من هي تلك الشركات ..؟ إنها شركات هاليبرتون وبكتل وأخواتهما ..لمن تعود تلك الشركات ..؟ للمسئولين العسكريين الأمريكان ..ديك تشيني وزملاءه من العسكريين الأمريكيين المتقاعدين ..ممن يتم التمويل ..؟ من الأموال العراقية الناتجة من الودائع العراقية المجمدة في أمريكا ومن عائدات النفط ..في هذه الحالة نهبت واختفت عشرات المليارات من الدولارات من الأموال العراقية وهو أمر بات معروف ومعترف به منذ سنوات ..هل يحمي الأمريكان الفاسدين من المسؤولين العراقيين الذين تتصل أفعالهم بما يخدم الأغراض الأمريكية ..؟ من يقول غير هذا ..؟ .. في هذه الحالة يتضح جليا أن الأمريكان قاموا بحماية الإرهابيين الذين تصب عملياتهم في الأغراض الأمريكية الستراتيجية أو التي على مستوى الأفراد المتنفذين ..

والأمريكان يحمون الفاسدين من المسؤولين العراقيين الذين تصب أفعالهم في الأغراض الأمريكية على مستوى الستراتيج أو الأغراض الفرعية ...نعم الأمريكان قاموا بفعلين ايجابيين هما إسقاط نظام صدام ولعب دور مهم في إسقاط ديون العراق ..ولكن إلى جانب كل الذي أشرت أليه وهو قطعا لا يغطي كل الصورة فان الخطير في الفعل الأمريكي هو السعي لتشظية العراق وتقسيمه إلى دويلات متناحرة ... كل هذا موجود ولكن كل هذا يمكن تسميته بالظروف الموضوعية التي كانت تتحرك في واقعها الطبقة السياسية العراقية ولكن يبقى الجانب الآخر من الصورة ..هي الظروف الذاتية وهي غير هذا ..

ثالثا:الظروف الذاتية: إنها التكوين القيمي للطبقة السياسية العراقية ، وهي مدى تحمل الطبقة المثقفة العراقية لمسؤولياتها ، وهي مستوى الوعي الجمعي للناس: وفي الغالب فان الظروف الموضوعية للإنسان والدول لا يمكن أن تكون مهيأة لنجاح مساعيها على طول الخط وفي هذا الحالة تركن إلى الظروف الذاتية للتأثير في الظروف الموضوعية وتحقيق النجاح ..لكن الطبقة السياسية عندنا كانت بسبب تمحور اهتمامها حول موضوع الحكم ومن يحكم؟.. كانت متخلفة جدا عن أن تكون شريكا للأمريكان لتأخذ زمام المبادرة منهم وتبني البلد وقد باتت تلك الطبقة مثار سخرية الأمريكان في طبيعة التعامل مع مقدرات البلد البشرية والمادية .. وشريحة المثقفين العراقيين اغلبهم واجهوا الأمر إما بالزعل على العراق لأنه محتلا..! أو بالاستنكاف منه كونه يحكم من قبل طبقة سياسية فاشلة وجاهلة ..! أو وفي أحسن الحالات ضاعفوا من حجم هجرة الفاعلين من العراقيين وحرموا البلد وحرموا الشعب منهم في حين أنهم الاستثمار الأساسي للعراق وهم مدخراته لأوقات المحن ..وجاءت المحن فصحى العراق على نفسه دون مدخرات ..هل تطبق عليّ استأذنا صائب خليل عنوان مقالتكم (عندما تكون القرب مثقوبة لا تلوموا تسرب الماء ..)..؟ الماء الذي يخر من القرب لا يعود ماء .. لكنك تتكلم بصفتك ماء عراقيا وهو خارج القربة والظروف الجوية كفيلة بتبخيره تقول لي انه وبمقتضى دورة المياه في الطبيعة فان الماء يتحول إلى بخار ويعود ليهطل سائلا ..أقول لك في ارض أخرى فلم نعد في زمن الرشيد ..وعراقكم بدا يتصحر .. لن يجدي تذمر المثقف في الخارج لسوء الأوضاع في العراق ولن يصلحها لومه ونواحه ..الأمر يتطلب التواجد الميداني ..الفساد لا شك ملف خطير ومأساوي في العراق .. والإرهاب نظيره في الضرر لكن الفساد يترتب عليه فقر ..؟ وفقر مدقع ..؟ نتحمله .. الإرهاب يترتب عليه فقدان أرواح بريئة ..؟ وفقدان الأعزة والأحبة ..؟ أيضا نتحمله على أمل أن في نهاية النفق الطويل جدا ضوء وحتما لن ندركه بأعمارنا هذه ..وقد تصلحهما الأجيال القادمة ولو بعد عمر طويل ..ولكن تجزئة الوطن والشعب وتقسيم العراق وإحالته إلى دويلات وكانتونات لن تفلح قرون ولا عصور في إعادة الأمر إلى ما كان عليه ..فتوحد ألمانيا بعد الحرب الباردة حالة استثنائية لن تتكرر لأن الذي حصل في ألمانيا كان بسبب التجانس المجتمعي وبسبب ارتقاء الوعي الجمعي وكلاهما غير متوفران في العراق وربما لأمد بعيد ..الحل في العراق تحمل المثقفين لمسؤولياتهم الأخلاقية بين مجتمعهم ميدانيا .. لن يرحب بهم ..؟ لن يمنحوا فرصهم ..؟ هذا موضوع آخر ..هذا هو ملخص رسالتي لكم ..تشيحون بوجوهكم ..؟ افقد صداقتكم ..؟ لن أأبه.. .

 أما عن مدى واقعية وصحة تصريحات السيد سعد المطلبي أو قضايا الفساد في الكهرباء وفي مجالات أخرى فإنها لاشك أسئلة كثيرة مهمة يجب أن تثار ويجب أن تكون لها إجابات شافية وقد تسنح الفرصة لذلك مستقبلا ولكن بودي أن اعرض بعض مما نشرته وسائل الإعلام بتاريخ / / 2007 بشان اخطر واهم جانب في العراق وهو الثروة النفطية ..فماذا كان موقف الساسة والحكوميون منه ..؟ تفضل: .

 رئيس هيئة النزاهة يطلب عقد جلسة خاصة للبرلمان لمناقشة تهريب النفط

كشف الناطق الرسمي باسم هيئة النزاهة، أن رئيس الهيئة طلب من البرلمان تخصيص جلسة استثنائية لعرض ما توصلت إليه الهيئة من معلومات حول تهريب النفط.

وقال سمير الشويلي الناطق الرسمي لهيئة النزاهة، في اتصال هاتفي مع وكالة (أصوات العراق) إن "رئيس هيئة النزاهة العامة موسى فرج بعث بطلب إلى هيئة رئاسة البرلمان لتحديد جلسة خاصة لعرض ما تم التوصل إليه من أدلة تدين بعض الجهات التي قامت مؤخرا بإحداث ثقوب في الأنابيب الناقلة للنفط وسرقتها ".

أضاف أن " الهيئة العامة للنزاهة تتنظر موافقة رئاسة البرلمان على الطلب لغرض عرض أدلتها".

وأوضح الشويلي ان" الهيئة تحتفظ بوثائق سرية تكشف أسماء وعناوين وأماكن مهربي النفط ، وسيتم تقديم جميع هذه الوثائق خلال جلسة البرلمان".

وقال إن "الهيئة ومنذ استلام مسؤوليتها من قبل موسى فرج عملت على تأسيس استتراتيجية عمل جديدة تقوم على زيارات ميدانية لجميع الوزارات والاطلاع عن كثب على واقع العمل إلى جانب تشكيل غرف عمليات مشتركة بين الوزارات والهيئة لغرض تبادل المعلومات".

أضاف أن "كل هذه الاجراءات تهدف إلى حصر الفساد الاداري والقضاء عليه بشكل نهائي داخل مؤسسات الدولة".

ورفض الشويلي الإفصاح عن أسماء تلك الجهات ، وقال إن" ذلك سابق لأوانه". وشدد على أن الهيئة تؤكد على "عدم توجيه الإتهام لأي مواطن عراقي ما لم تتوفر الأدلة الكافية لإدانته".).. تقبلوا كل التحايا ...وكل الاحترام ....

 

 

 

 

 

يمكن توجيه الاسئلة عبر الاميل الاتي

 

[email protected]

 

 

 

للاطلاع

 

حوار مفتوح مع الاستاذ موسى فرج

 

  

 

خاص بالمثقف

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

 

............................

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2079الثلاثاء 03 / 04 / 2012)