تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

حوارات عامة

صادق العلي .. تجارب شعرية لم تنضج بعد

وكذلك هي دعوة إلى إكتشاف الذات الإنسانية . وهو يرصد "الجيل الضائع" أو جيل الحروب". حسب تصوره إلى رسم الابعاد الجديدة لاسلوب قصيدته التي ضيعتها المنافي والاوطان . وان هناك مواهب شعرية كبيرة ولكنها إختفت وراء حسرات الغربة والعودة الى الحنين بفعل الدكتاتوريات والاحتلال. مما يدفع بالشاعر المغترب بالتجريب بإستثناء الأسلوب الذي ينفرد به . التقيناه في مكتبة" هنري فورد " في مشيغين ليحدثنا عن تجربته الشعرية .

 

# تحدث لنا عن تجربتك الشعرية وماهو دور الشعر في مرحلتنا الراهنة؟

- أنا من جيل لم تنضج تجربته الشعرية واستطيع ان اجزم بان تجربتي لن تنضج يوما من الايام طبعا .هذا الكلام قد ينطبق على الكثير من الشعراء الذين غادروا الوطن.وهم في طور المراهقة الشعرية.فلا هم نضجوا في المجتمعات التي آوتهم لارتباطهم بالوطن الام ولا هم رجعوا الى اوطانهم وعليه فانهم ظلوا يراوحون في المراهقة الشعرية الى ما شاء الله ...كما أن عدم وجود مناخات ابداعية لابناء جيلين كاملين هما جيل الثمانينات والتسعينات من حيث الفجوة الهائلة بين الجيل السبعيني الذي يعتبره الكثيرون بانه الجيل الذهبي وبين اجيال الحروب والحصار وبعدها المنفى الذين يجدون انفسهم في ضياع شعري مع ان اغلبهم يمتلكون مواهب شعرية وفنية كبيرة ولكنها تختفي وراء حسرات الغربة التي تسحقهم بلا رحمة . وللشعر دور مهم وفق المضمون الذي يطرحه الشاعر بما يتناسب مع الاحداث او الرؤى التي يطرحها او القيمة المطلوبة للقصيدة .والشاعر هو الذي يحدد القالب الذي يراه مناسباً لإيصال مايراه بعيدأً عن " الايديولوجيات " أو خدمة للسلطان القابع في القصر كما شاع في زماننا " قصيدة الخاكي " وأنا اجد ذاتي في القصيدة وأبث شجوني من خلال القصيدة ونحن فقدنا البسمة كعائلة بسبب عشقنا للحرية والحياة بعد أن قامت الاجهزة القمعية وفي نظام صدام بذبح شقيقي " باقر " وهوطالب جامعي بحجة انتمائه الى حزب الدعوة .وكانوا يعتقدون انهم قادرون على إبعادنا عن عالم الاحلام ويدخلونا في ليل مظلم .فالشعر تعبير عن دواخلي ورسالة وعقيدة في ترحالي ومنفاي .

 

# الشعر الحقيقي هو الموثق الحقيقي لمناحي الحياة المختلفة ويجب ان يظل طوال تاريخه نزيها شريفا ً؟ مارايك ؟

- بالتاكيد الشعر الحقيقي هو انعكاس لحياة الناس ولا سيما البسطاء تحديدا وكلما تناول الشاعر جوانب مظلمة من حياة هؤلاء الفقراء يكون حقيقيا اكثر ... طبعا السينما العربية تناولت موضوعات مهمة من حياة مجتمعاتنا كذلك الرواية والقصة ولكن يبقى للشعر رونق خاص كونه يصل الى هؤلاء البسطاء بدون اي حواجز او تكليف خصوصا ً اذا ما تناول صرخاتهم التي لا يسمعها صنّاع القرار .

 

# الناقد يعمل على انجاح القصيدة ويروج لها .ماهو رأيك في ذلك ؟ وهل الناقد هو فقط من يبدي رأيه أم أنه يحلل ويعطي نظرة شاملة للقصيدة ؟

- الناقد هو من أهم عناصر انجاح اي منجز إبداعي ثقافي. فكما هو معروف ان الحالة الإبداعية تقوم على ثالوث مهم لا غنى عنه لتتحقق حالة التفاعل المطلوب .فالاول هو المبدع سواءا كان شعرا او رواية او غيرها من الفنون والآداب والعنصر الثاني هوالناقد عين المجتمع على هذا المنجز والذي يجب ان يكون حياديا في تناول اي عمل فني والعنصر الثالث هو المتلقي البسيط الذي يلعب دور الناقد بدرجة بسيطة ... من المهم وجود نقاد موهوبين لانه وللاسف قد ارتبط النقد في مجتمعاتنا العربية بالتعليم الاكاديمي دون الاخذ بنظر الاعتبار ان الناقد الموهوب اهم بكثير من الناقد المتعلم الذي وجد نفسه في هذا الاختصاص لعدم حصوله على درجات المناسبة لما يريد دراسته وعليه فانه من الضروري بمكان اعطاء النقاد الموهوبين فرصتهم وليكتمل المشهد الثقافي بوجوده . فالنقد قبل أن يكون معيارا ً أكاديميا ً يبقى في جوهره ذائقة حسية تستطيع تلمس شذرات الإبداع حيثما كانت في الأثر الإبداعي .

 

# ماهي مشاركاتك الشعرية في المحافل الادبية ؟ وحسب علمي لديك ديوان جديد تحت الطبع ؟ هل تحدثنا عن ذلك ؟

- الشق الاول من سؤالك بخصوص مشاركاتي الرسمية فانا من عائلة ليس من حقها ان تتكلم او ان تملك اي شي مثل العديد من العائلات التي عارضت النظام السابق وقد دفعنا الثمن غالياً للعراق فكان من المستحيل ان احصل على اي مشاركة في عهد النظام السابق الا اذا كانت تمجد الطاغية وزبانيته وهذا من المستحيل ... لحين خروجي من العراق عام 1995 وقد نشرت اولى قصائدي (أصول الحرية) في بعض الصحف مثل الافق التي كانت تصدر في كندا وصحيفة الموقف التي كانت تصدر في سوريا ... واتذكر مطلع قصيدتي (اصول الحرية)

سلاما ً

على مدينتي

السومرية

وأمهاتنا

عندما تركنَ

 الله وتضرّعن َ

 لقائد الرعية

بعدها شاركت في العديد من المناسبات الوطنية والثقافية سواء ً في الأردن محطتي الأولى في طريق الغربة الموحش أو في أمريكا ، أما بخصوص الشق الثاني من سؤالك فأنا بصدد طبع مجموعتي الشعرية الأولى (وطن الأباعد) وهذه المجموعة تضم قصائدي التي كتبتها في العراق ، وهناك الكثير من قصائدي قد ضاعت ، كأيامنا ، كذلك قصائدي التي كتبتها في غربتي وهي جواز سفري إلى البسطاء أبناء جلدتي ، أتمنى أن تجد قبولا ً لدى الجميع وأن تكون إنعكاسا ً حقيقيا ً لشيء من تجليات هذه المرحلة .

 

# كيف ترى المشهد الأدبي في ظل وجود ما يسمى أدباء الخارج والداخل ؟

- المشهد الأدبي العراقي ما يزال بخير على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها العراق ، ولا شك أن الحالة الإستثنائية للبلد أثرت بشكل وبآخر على واقع المشهد الثقافي العراقي ولكن ما يثير علامات الإستفهام هو شيوع ما يسمى بأدباء الخارج والداخل وكأن الحالة الثقافية العراقية تعيش حالة إنفصال عضوي الأمر الذي جعلها تأخذ شيئا ً من هذه التصنيفات التي أجدها أنا شخصيا ً ليست ثمة بدعة تسبب في وجودها السياسيون ، الذين حاولوا توظيف الحالة الثقافية لنهجهم السياسي في حين أن الثقافة يجب أن تنأى بنفسها عن هكذا دواليك كما أن الوقت قد حان لرفع مصطلح الداخل والخارج بعد أن زالت قيود الإلتحام بفعل حالة التغيير التي مر بها العراق التي بموجبها أصبحت أبواب العراق مفتوحة لكل أدبائه ومثقفيه ومفكريه الذين غادروه يوما ً لأسباب مختلفة لكنه أي (العراق) ظل يشكل مصدر إرهاصاتهم وهواجسهم التي يترجمونها عبر قصائدهم ورواياتهم وقصصهم ولوحاتهم الفنية لذا لابد لجميع المعنيين بالشأن الثقافي العراقي أن يزيلوا هذا الحاجز ويوحدوا مفردات المشهد الثقافي العراقي لكي نضمن وجود حالة التفاعل الإبداعي وفق أسس وقواسم مبدئية قوامها العراق .

 

حاوره قاسم ماضي -  ديترويت

      

 

 

 

 

في المثقف اليوم