حوارات عامة

حوارات الفن والحب والحرية .. حلقة مع الموسيقي العالمي الفنان المبدع نصير شمة

shama2-"في بلدنا تتحرك جينات سبع حضارات مختلفة هزت العالم بما أنتجته من ثقافة وعلم تجسدت في شخصية الفرد العراقي"

-"طيلة حياتي ارغب في ان اكون بعيداً عن السلطة وهذا لا يعني ان السلطة في كل الاوقات سيئة لكن الاندماج في السلطة يعني الابتعاد عن الناس"

-"رحيل اصدقائي الذين كانوا معي في السجن لا يمكن نسيانه او وصفه بأنه صغر"

الزمن يستدعي الأشخاص دون علمهم، الواسطي المُعارض لجميع السلطات في بلده، كنت على مقربة من لقاءه عدة مرات غير ان المرة هذه لم نرتضي البعد، فجمعنا على كلمة طيبة ورؤية واضحة وحزن دفين بين الضلوع ولوعة ما من مخرج لها نحو التلاشي.

نصير شمة هذه المقدمة الثالثة التي اكتبها واستبدل كلماتها لحواري معه، لان البساطة التي يحملها هذا الفنان والانسان والحكيم لم استطع تجاهلها او عدم الاشارة لها، الابداع في سيرة هذا العراقي السومري البابلي مسافة لا تنقطع وطريق لا تحمل خرائطه نهاية، لكن نهاية حديثنا جاءت بسرعة رغم المئة دقيقة التي قضيناها معاً انا اسأل وانصت وهو يفكر قليلاً كي يجيب وان جاءت الاجابة فستراه موغلاً بالصدق وعارفاً بالقضية حد الاصفرار.

قبل هذه المقدمة كتبت ما يقارب الـ500 كلمة كمقدمة لحواري (حوارات الفن والحب والحرية) مع الفنان والموسيقار نصير شمة، لكنني ادركت حجم المصيبة لان الصفحة لا تحتمل وآه كم نحتمل!!.

لكم وامام اعينكم جلسة عراقية بحتة حاولنا خلالها ان نكون للقارئ ملاذه حين لا يجد مكاناً آمناً للعيش، لكننا على اية حال لم نستطع لان الشق اكبر من رقعاتنا مهما كبرت.

** ما هي الجذور التي جعلت من نصير شمة موسيقياً؟

* جذور حضارة بلاد ما بين النهرين هي التي امدت منذ البدء نصير شمة بالحس الموسيقي، في هذا البلد تتحرك جينات سبع حضارات مختلفة هزت العالم بما انتجته من ثقافة وعلم تجسدت في شخصية الفرد العراقي، الجذر هو مجموعة من الحضارات التي مرت في العراق لكن هذا لا يعني ان النبتة او الشجرة تستطيع ان تعيش او تقف مشدودة دون ان يسقى ويدام هذا الجذر ويجب ان يعالج لان الامراض دائماً ما تحاول نخر الجذور قبل اي شيء، والجذر اذا جاء في تربة غير خصبة فأنه لن ينتج اي شيء والحمد لله انا حاولت ولا ازال ان اكون وفياً لجذوري وطالما وهو هاجسي الاول ان ابقى اسقيها رغم ما مر من ظروف صعبة استطيع تسميتها بالبكتيريا امتدت لثلاثين سنة او اكثر.

** لماذا اخترت العود عن سواه من الآلات الموسيقية كي يكون وزير اعلامك وناطقك الرسمي؟

* الوزير يمكن ان يتغير بأي تغيير وزاري اما العود فهو بالنسبة لي هويتي ولساني الذي ينطق حينما احاول ان ارتقي بلغتي، عندما لا اريد التعبير عن شيء عظيم بالكلام فأني الجأ للعود لاجعله يتحدث فبالتالي تستطيع القول انه النافذة المهمة لشخصيتي واحاسيسي ومنطلقاتي. لم يكن اختياري للعود له سبب محدد لكنني استطيع القول ان اختياري له قد يكون استكمالاً لمشروع احد السومريين الاوائل حيث لم تسنح له الفرصة آنذاك بأن ينجز مشروعه الى النهاية، ربما ان الجينة التي احملها هي التي فرضت علي اختيار العود وانا صغير جداً دون ان اراه من قبل لا في عائلتي ولا عند اصدقائي.

** في اي الاوقات يجد نصير شمة نفسه مستعداً للعزف؟

* في كل الاوقات، في اوقات التعب في اوقات الحزن وفي اوقات الفرح واوقات المناجاة، في اوقات الحب وفي اوقات السرد التاريخي وفي اوقات رؤية المستقبل.

** هل حاولت ان تغير شيئاً في المدرج الموسيقي ان كان بزيادة خطوطه الافقية او بإنقاصها؟

* ليس مهماً ان تغير في المدرج الموسيقي بالاضافة اليه او بأنقاصه المهم هو ان تعرف كيف تتعامل مع هذا المدرج علمياً وحسياً، ان تخلق مناخات جديدة تجعلها في نوطات كي تعزفها في النهاية. الاضافة في عمق الاشياء وليس في تغييرها، يقولون مثلاً انني اوجدت طريقة عزف للمكفوفين وكذلك عوداً مثمناً لكنني لا اجد في ذلك طرقاً ابداعية، انا اعتبر ان الابداع هو ان تجعل العود اداة فكر مثلاً ان تجعله شيئاً يجتمع الناس عليه كي يساعدوا قضية شعب اويستطيع ان ينصر طلبة محتاجين للدراسة او يحتاجون لعلاج. الابداع هوالخروج عن فكرة ان العود اداة تستخدم للهو فقط او للطرب او في النوادي الليلية، الابداع هو ان نجعل العود اداة لخدمة الانسان.

** هل دعا نصير شمة ربه من خلال العود؟

* في كل لحظة، انا اعتبر نفسي في حالة دعاء دائم حين اعتلي المنصة او اي مكان اخر كي اعزف بالعود امام الجمهور او غيره، أنني اجد ان ما يبذله الصوفي في سنين طوال احققه في دقائق معدودة، استطيع ان اقول ان لي مفاتيح الاتصال الرباني الصوفي، الاتصال الحقيقي والصادق مع الخالق.

** الموسيقى صنفت بأنها علم وفن، ماذا تقول في ذلك؟

* المسيقى هي علم وفن وروح وليست علم وفن فقط، العلم مهم جداً والفن كذلك لكنك دون روح ستكون آلاتي مجردة من الاحاسيس، أن خلق عالم رائع من الموسيقى اعتقد انه يحتاج الى الامور الثلاثة الماضية.

** في الموسيقى هناك مفاتيح، ماهي مفاتيح نصير شمة الشخصية؟

* هناك الكثير من المفاتيح قد تكون في المناخ المحيط او في الذكريات، المفاتيح ليست اشياء تجدها امامك بل هي ما تستنبطه وتشعر وتفكر به.

** الفن حالة انسانية، كيف يمكن ان تعّرف لنا الفن بصيغة مختلفة؟

* الفن هو حالة جمالية وحالة ابداعية وحالة ربانية، الله الخلاق هو من تفنن بالجمال والموهوب والفنان بالتأكيد انه يملك رسالة ربانية طبعاً هذه الرسالة تختلف عن الرسائل الدينية، يوجد رسل بالهندسة ورسل بالفلسفة يوجد رسل بالطب والكيمياء دورهم جميعاً وبضمنهم الموسيقي وطبعاً غيرهم الكثير هو ان يجعلوا الحياة افضل واجمل وانقى وارقى، كما يجب على هؤلاء الرسل ان يجعلوا من هذه المواهب مادة للعيش المستور شخصياً وليس مادة للتجارة والغنى، يجب ان يعيشوا عيشة الزاهد البسيط الذي همه الاول الانسان وعلى الموهوب ان يعلم ان هذه الموهبة اعطيت له دون مقابل فأنها من الممكن ان تؤخذ بسرعة لا شك. ان زكاة المواهب هي نشرها للعامة وتطويرها فيما يخدم البشرية.

** بمن يلوذ نصير شمة حين يدق بابه الحزن؟

* الوذ بالخالق دائماً، انا لا اود ان اكون داعية لكنني اقول دوماً ان عندي رب لمشاكلي ولا اقول يارب عندي مشكلة، ولدي اداة اعبر من خلالها واخفف عن نفسي واكيد هذه الاداة هي العود. انني عندما اقول اني الوذ الى الله فهذا لا يعني انني ناسك او متعبد الى درجة خاصة لكنني مؤمن واؤدي فرائض الاسلام كما يفترض كما انني افتخر بأنني ذهبت للحج الى بيت الله وانا في احسن حالاتي صحياً ونفسياً ومادياً وفنياً ولم اذهب الى الحج وانا متعب او كبير وهناك في الحج اختلفت كثيراً آمنت بأمور كثيرة لم تكن راسخة في مخيلتي واعتقادي حتى الرجم كنت استحي من هذه الفعلة وبقيت سهراناً حتى الصباح محاولاً ايجاد سبب علمي وروحي لهذا الامر وبالفعل فجراً ولدقيقة فهمت كل شيء وقد تستغرب ويستغرب المثقفون من هذا الموضوع لان المثقف في الغالب يحاول دوماً ان يكون في قطيعة مع الدين وهذا شيء لا اراه صحيحاً، انك تستطيع ان تكون مثقفاً منتجاً وبنفس الوقت ان تكون متديناً، لا اجد الدين في الحجاب او المواقف المتطرفة لكنني اراه دستوراً يروض النفس ويجعلها في حالة اتزان دائم، التدين ليس بتقصير (الدشاديش) او التكفير لان هذه الصورة عن الدين صنعها اعداءه والله وحده من يحاسب، انا لو لم اكن بهذا الطاقة الروحية لما استطعت ان انجز ما انجزته في الموسيقى.

** قالوا "خففوا من محاملكم حين تأتون مكة"، في اي مكان يجد نصير شمة انه واجب عليه تخفيف حمله؟

* من الطبيعي عندما تكون عند بيت الله فأنك تبكي بمسكنة طالباً الرضا والغفران، لكن عندما تكون بعيداً هنا تكمن الاهمية في ان تكون دوماً وفي اي منزل تحل به خفيفاً ومنزهاً وصادقاً. انا ارمي اثقالي واتنفس الصعداء حين اعزف بعودي واحمد الله انني لا اتوقف عند حمل او مشكلة انني اؤمن تماماً ان كل شيء الى نهاية وعندما كنت مسجوناً بين اربعة جدران لم يكن امامنا سوى الموت وما يفصلنا عنه ايام معدودات لكنني روحياً كنت خارج السجن في فضاء الحرية، فضاء غير مرئي واليوم عندما استرجع ذكرياتي في السجن فأنني فقط اتذكر الناس الذين كانوا معي والذين اعدموا فيما بعد، لا اتذكر الكثير من التفاصيل لان جسدي كان موجوداً وروحي خارج المكان.

** ما من لوعة تبقى مدى العمر، هل يشعر نصير شمة ان لوعته باقية على خلاف الاخرين؟

* المصائب تبدأ كبيرة ثم تصغر شيئاً فشيئاً لكن هناك حالات لا يمكن فيها وصف المصيبة ولا يمكن ادراك صورها فنتخذ منها حالة معاشة وغير وقتية تمتد معك طول الزمان مثلاً رحيل الام، انك لا تستطيع التعامل مع رحيل الاعزاء على انها مشكلة او مصيبة يمكن زوالها وتلاشيها من الذاكرة، رحيل اصدقائي الذين كانوا معي في السجن لا يمكن نسيانه او وصفه بأنه صغر.

** بين ريشة الصد وريشة الرد والرعشة، ماذا يجول في بال نصير شمة؟

* يجول في بالي خلال حركة الريشة على الاوتار كيف لي ان اوظف ما بعقلي ساعتها كي يظهر بصدقية عالية وكأشارة واضحة اقرب ما تكون الى اذن وعقلية المتلقي او السامع، كيف أخلق في هذا الفراغ بين الاوتار صورة جميلة معبرة، الموضوع ليس سهلاً بالطبع هناك سرعة خرافية تمثل في داخلي ارث يمتد الى خمسة الاف سنة هو تاريخ عيش هذه الالة لكن العمل على هذا الفراغ والسهر لا يجعل ذلك صعباً في النهاية.

** ما الاسئلة التي تدور في بالك دوماً ولا تجد لها اجابة؟

* اسئلة ابنتي (ليال) منذ كان عمرها ثلاث سنوات كانت تسألني بطريقة غريبة اجد ان عقل هذه الطفلة الصغيرة، العقل البريء يحاول ايجاد اجابات في ساعات اجدها لا تنتمي الى عالمنا هذا ولا اجد لها اجوبة في اكثر الاحيان.

** في تصورك ما هو العمل الفني الذي كتبته وانت مستعد الان لاهداءه الى المرأة بما تشكل لك المرأة من معنى؟

* حتى الاعمال التي لا تحمل اسم امرأة فأنها على الاغلب يكون خلفها امرأة وامرأة ساحرة بالطبع، نحن كرجال كل عملنا الحياتي اراه منصباً نحو المرأة وبالتالي فأن اكثر النتاجات الموسيقية التي اعزفها المرأة هي ملهمتي الاولى فيها، اعمالي اتوجه بها نحو المرأة لاجد صداها ومن ثم اتجه الى الاخرين وهذا لا يعني الانحياز الى جنس معين و ادق اعمالي التي يمكن ان اهديها الى المرأة بالذات هي (قصة حب شرقية، امراة في الذاكرة وليالي الحلم) والكثير الكثير من القطع الاخرى.

** شكل التعبير عن الحب يتغير، هل لمست هذا التغيير من خلال العود؟

* ان شكل الحب والتعبير عنه يختلف من زمن لزمن، الان اخذ الحب بعداً آخر لكن الجوهر لم يتغير الذي تغير هو الاسلوب، لا يزال الجوهر في اللوعة والاحتياج والاشتياق متغطرساً في النفوس. هذه الاعراض نفسها كانت موجودة عند امرؤ القيس ومجنون ليلى وعنترة الشيباني، الحب مثل اللغة تتغير اساليبها لكن جوهرها لا يتغيير فاللغة اليوم لا تشبه لغة ابي تمام مثلاً وصولاً الى بدر شاكر السياب وادونيس وقصيدة النثر المعروفة اليوم من الواضح ان الاسلوب اللغوي في السابق مختلف عن اسلوب اليوم وكذلك نفس الشيء بالنسبة للحب، في الموسيقى هناك تغير كبير بين عود الماضي وعود الحاضر والموسيقى بشكل عام ليس في العود فقط.

** ارسلت لك رسالة قصيرة عبر الجوال وصفتك فيها "اميراً لعود الوصل"، هل انت مقتنع بأن عود نصير شمة هو فعلاً جسر يوصل الشرق بالغرب والحبيب بحبيبته ويحقق احلاماً يصعب ادراكها؟

* انني آمل ان يكون عودي بهذا الشكل الذي وصفته وانا اطمح بل واعمل على ان يكون جسراً وعاملاً مساعداً في استمرار ونماء وتطور الحب، في جدة علمت ان هناك عاشقان تزوجا بسبب عود نصير شما، هذين العاشقين كانا في حالة من الجفاء وعدم الرضا والسبب من جانب المرأة وحاول الرجل لفترة طويلة امتدت لاربع سنوات كسب رضا وود من يعشقها لكنه لم يفلح الى ان اهداها في احد الايام اسطوانة لي فعلمت هي بذلك الوقت ان هذا الشخص حين يسمع نصير شمة فأنه لا شك مرهف الاحساس وبالتالي هو قريب من نفسها كثيراً وقد تزوجا بعد هذه الحادثة وهما الان يعيشان في جدة.

نعرج الان الى الحرية.... البحث الذي لم يكتمل

** كتب محمد سعيد الصكار "سئُل عبدالحق البغدادي: ماذا تقول في بعدك عن الوزير، فأجاب: احمد الله الذي نقّى الاصحاب وقطع الاسباب وختم الابواب"، نصير شمة هل يهوى ان يكون قريباً من السلطة ام بعيداً عنها؟

* انا طيلة حياتي ارغب ان اكون بعيداً عن السلطة وهذا لا يعني ان السلطة في كل الاوقات سيئة لكن الاندماج في السلطة يعني الابتعاد عن الناس، انا لا اود ان اكون جماهيرياً لكنني اود دوماً ان اكون مع الابسط، مع المظلوم وليس الظالم مع طالب الحاجة وليس معطيها لان السلطة مهما كانت فأن وراءها شيء خفي من الظلم غير مرئي حتى وان كانت هذه السلطة قمة في العدالة ومظهرها جميل وديمقراطي لكن وضعها السايكولوجي لا يجعلها بمنأى عن الظلم.

** لو كنا في ديمقراطية منتجة، كيف تتصور العلاقة بين زوج في الحزب الحاكم وزوجة في المعارضة لو اسقطنا هذه العلاقة على المجتمع العراقي؟

* نحن شعب متحضر وجيناتنا قابلة لان تكون اكثر تطوراً وفهماً للحداثة، جيناتنا نحن العراقيين ساهمت في تطوير البشرية لازمان طويلة لكن في السنوات التي سبقت الاحتلال دُجنت الافكار والغيت فكرة التطور والاستيعاب لكل ما هو جديد، لسنوات طويلة كان الحزب الواحد الذي لا شريك له يفرض رؤية واحدة لكل الامور، نحن بحاجة الى وقت طويل كي ننسى هذه الطريقة في التعامل، ببساطة انا لا استطيع نسيان السجون التي رأيتها والتعذيب الذي تعرض له الجميع هناك، الديمقراطية ليست ثوباً يلبس ويخلع في وقت قياسي نحن نحتاج الى تطبق ابسط مبادئ اليدمقراطية، فمثلاً عندما كنا صغاراً في الصفوف الدراسية الاولى كنا ننتخب شخصاً يمثلنا وعلى هذا الاساس تبدأ الديمقراطية بشكل بدائي ثم تتطور تلقائياً الى ان تصل الى ما هو متعارف عليه الان في الدول التي تشتهر بالديمقراطية. الديمقراطية في النهاية سلوك ولا يمكن اعطاء هذا السلوك كجرعات في العضل او في اي مكان اخر من الجسم.

** لو كان هناك صندوق اقتراع والمرشحون هم موسيقيوا الوطن العربي فمن ستنتخب كي يكون ملكاً على عرش الموسيقى؟

* لا يوجد ملك او امير للموسيقى ولا وجود للاحسن او الافضل كل هذه المسميات او الاوصاف غير علمية، من يستطيع ان يبقي انتاجه في الذاكرة وفي ذائقة المستمع والمتابع  هو من يكون الاكثر نجاحاً وفي النهاية الجمهور وحده من يعطي هذا الامتياز.

** المؤسسة الفكرية الموسيقية، هل يؤثر في نتاجها غياب الحريات العامة؟

* الثقافة لا تنمو الا وسط بيئة مستقرة، الثقافة بشكل عام تحتاج الى استقرار اقتصادي واجتماعي وسياسي وكذلك الموسيقى التي هي جزء من الثقافة العامة للمجتمع، الناس عندما تأمن حالهم واحوالهم وتشبعهم وتغادرهم من الفقر فأنهم سيكونوا ساعتها قادرين على التمييز والاختيار والقراءة الصحيحة وحضن الثقافة كي تنمو وتتطور وتستمر في الإبداع والإنتاج.

** يقول هادي العلوي: "ان الخساسات ثلاث: السلطة والمال والجنس" فما هي الخساسات عند نصير شمة؟

* اولاً انني رغم ما امتلكه من وضع (خاص الشهرة وغيرها) لكنني لست غنياً بالمال كما عرض علي الكثير من المناصب المهمة لكنني رفضتها دون اي تردد وبالتالي فأن الجنس حالة غير صحية (لمن مثلي) يكفي انني امتلك امرأة اشعر معها بعالم فردوسي الأحاسيس، انني اؤمن ان على الموسيقي او اي شخص اخر بين يديه عمل ابداعي يخص الناس يجب عليه ان يكون بعيداُ عن الكثير من الشؤون التي قد تكون متوافرة عند الشخص العادي، الخساسات التي اجدني محاولاً منذ الصغر الابتعاد عنها هي سوء استخدام مكانتي في كل زمان ومكان وان لا اقرّب عائلتي من المال الحرام والا اعتبر الجنس سلعة تباع وتشترى.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1152 السبت 29/08/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم