حوارات عامة

المثقف في حوار مفتوح مع الكاتب والسياسي موسى فرج (15)

 

 

س 69:علي الزاغيني:كيف تنظر إلى مستقبل العراق في ظل الظروف التي يمر بها من تعدد للأحزاب واختراق الأجهزة الأمنية من قبل الميلشيات وعناصر القاعدة وضعف القانون ؟.. .

 ج 69: موسى فرج: الأستاذ علي الزاغيني مع خالص تقديري ..عندما يتوفر للمرء أمرين فقط: التزام قيمي أخلاقي بمعنى الشرف ، ودرجة مقبولة من الوعي.. فان الذي يشغله في موضوعة السياسة ..؟.. ثلاثة قضايا هي: .

 1 . الوطن ، 2 . الشعب ، 3 . الإنسان..

 . وكل ما عداها باطل .. .

 ومن ينشغل أو يوجه اهتمامه إلى جوانب ذاتية أو فرعية على حساب القضايا الثلاث المشار إليها فانه يعاني من خلل إما في منظومته الأخلاقية أو في منظومته المعرفية .. وغير جدير بالاحترام أيا كان وأياً كانت الشعارات التي يرفع والادعاءات التي يدعي .. ومن يعتقد أن بضاعته أهم من هذه الثلاثة فليعرضها.. وإلا..؟ فان عليه أن يلتفت إلى أن الذي بينه وبين البعث ..لا يشكل فرقا ذا قيمه، لنناقش هذه القضايا كل على حده: .

 أولا: الوطن: التحديات والمخاطر التي تواجهنا في هذا الجانب تختلف نوعيا عن تلك التي كانت قائمة في مطلع القرن الماضي فمعظم الدول ومن بينها العراق كانت مستعمره وخاضعة بشكل مباشر لدول معدودة في العالم هذا الحال انتهى في عقد الستينات من القرن الماضي وحل محله الخضوع غير المباشر للدول الكبرى في العالم .. العراق تخطى المرحلة الأولى عام 1958 لكنه عاد إلى أحضان الأمريكان في عام 1963 بصرف النظر عن الصخب الذي كان أطلقه البعثيين من قبيل الامبريالية ..! وأمريكا عدوة الشعوب ..! ففي عام 1963 أوصلتهم شركات النفط ومخابرات بريطانيا للحكم ردا على قانون رقم 80 ، وفي عام 1968 جاءوا على متن قطار أمريكي كما قالوا ذلك هم وليس احد غيرهم .. لم يقف الأمر عند ذلك بل أن صدام وبعثه بتهورهم وعنترياتهم الفارغة استجلبوا الأمريكان ولسنا نحن من استقدم الأمريكان ليحتلوا العراق .. الساسة الحاليين وضعوا الوطن أمام اختبار صعب لم نألفه من قبل فمنهم من جعل من العراق فراشا للنفوذ الإيراني وآخر فرشه للنفوذ السعودي وثالث للتركي ورابع للقطري وخامس للكويتي وسادس للأمريكي وكل ذلك من اجل كراسي الحكم .. هل أن الشعب العراقي يريد هذا ..؟ الشعب العراقي مغيب الإرادة وأعماه سحر الطائفية السياسية الذي نفخوه في وجهه ودفعه اليأس والإحباط والتخلف لأن يكون مطواعا يصنعون منه ما يحلو لهم ، وانتهى بهم الأمر ليضعوا الوطن أمام تحد وخطر جديد لم نكن نعرفه من قبل ويفوق كل ما مر على الوطن من مخاطر سابقة .. هو تقسيم الوطن إلى دويلات متطاحنة .. هذا الخطر غطى على كل الهموم ..من تسبب في ذلك ..؟ ساسة العراق الجدد لأنهم طلاب حكم وسلطة ونفوذ وثروه وليسوا بناة دول .. وبدلا من أن يلموا شعث الوطن فإنهم سائرون إلى تمزيقه .. ما هو مستقبل الوطن ..؟ مستقبل الوطن وهو بأيدي هذه الطبقة السياسية كل الدلائل تشير إلى انه يحث الخطى إلى التقسيم .. وهم بارعون في صنع الأزمات وقد اتخذوا من ذلك عمل دائمي لهم .. هل تحصل معجزة فيرتقي وعي الناس فيقولون لهم: توقفوا ..؟ المعجزات ليست من مفردات الطقس .. ويصعب التكهن بها .. .

 ثانيا: الشعب: أعان الله شعب العراق .. البعثيين جيروا شعب العراق باسم حزب البعث وجيروا حزب البعث باسم أهل العوجه .. كانوا يصنفون العراقيين من المحمودية نزولا .. عجم إيرانيين ..! وهذه مذكرات جماعتهم واقرءوها وشروكيه وعملاء وصفويون .. في حين أن معركة ذي قار لم تكن في نواحي الدور ولا كانت قادسية سعد بالعوجه ولا كاظمه ببيوت ألخلفهم ولا ثورة العشرين قد فجرها طلفاح .. وصدام بالتلفزيون يقول: السومريين ليسوا عراقيين بالأصل إنما أسبغ عليهم بمكرمة الـ (green card..) لأن مدة إقامتهم تجاوزت 7 آلاف سنه ..! أمس قرأت بحثا أعده أحد العراقيون يبحث في أصل بعض كلمات اللهجة العراقية.. تبين أن:(شروكي كلمة سومرية ليس لها علاقة بالقادمين من الشرق ، والشروكي هو السومري المستوطن ، يعني آنا شروكي إذن أنا سومري وعراقي أصيل وغير الشروكي مشكوك في عراقيته ..) .. .

 لا أدري كم مره بالسنة يتعين على العراقيين الذين يعيشون في المهجر ملء استمارات المعلومات.. لكننا في العراق وخصوصا في حقبة البعث كل أسبوعين يتوجب عليك جلب ألجنسيه وشهادة ألجنسيه الأصليات وتملأ استمارة المعلومات كي يمددوا عراقيتك ..! هذا هو حال الشعب العراقي في حقبة البعثيين.. ما هو حاله اليوم ..؟ هو في واد وحكامه في واد .. البعض مستميت لأنه يتلبس هوس البعث فيحاول تجيير الشعب العراقي للطائفة والمذهب وتجيير الطائفة والمذهب لحزبه وتجيير حزبه لمجموعة المحيطين به ليفرض دكتاتورية جديدة في الوقت الضائع .. فأساء أيما إساءة للشعب وللمذهب ولحزبه ولنفسه فالتاريخ طويل وأطول من عمر الحكام ، والشعب باق والحكام زائلون ولا يحتاج المرء بهلولا ليقول له: هذه قصورهم وهذه قبورهم ..بل تلزمه لفتة خاطفة إلى اسم عبد الكريم قاسم واسم صدام .. عبد الكريم قاسم يعيش في ثانيا الخوافق وصدام مئاله يعرفه أبو تحسين ..

 ثالثا: الإنسان: في عرف البعثيين مجرد أوراق في شجرتهم الوارفة كل يوم يهزون الشجرة ليتساقط الورق اليابس هذه كلام فيلسوفهم وقائد جمعهم صدام بالحرف وهو كلام مستعار من هتلر ومستند إلى موضوعة البقاء للأقوى.. في العهد الذي تلا حقبة صدام فقد خففوه وخففوا عنه الحمل فاعتبروه مجرد ورقه تسقط في صندوق الانتخابات ..

 

س 70: علي الزاغيني:الفساد الإداري هذه الآفة التي تنخر جسد الوطن كيف يمكن التخلص منها والحد منها للنهوض بالعراق وخصوصا أنكم لديكم خبرة في مكافحة الفساد. .

 ج 70: موسى فرج: الفساد غرس الحكام ينمو وينتشر ويستشري في ظل نمط من الحكام ويلجم وينكمش ولا يبقى منه غير الاستثناء في ظل نمط آخر من الحكام .. هذا النمط من الحكام تتوفر فيهم صفة الاستقامة والنزاهة وحقائق التاريخ الحديث في العراق أثبتت أن هذه الحالة نادرة واستثنائية جسّدها عبد الكريم قاسم ، ولا يجب التعويل على الاستثناء إنما على القاعدة العامة التي تقول: إن الأمر يتطلب ارتقاء الوعي الجمعي عند الشعب كي يتجه إلى الالتفاف على ساسة نزيهون يختار أفضلهم ليمثلونه وهؤلاء يختارون حكاما وتنفيذيين تتوفر فيهم الاستقامة والنزاهة ويفرض ممثلي الشعب علويتهم عليهم لأن هؤلاء الممثلين للشعب يحترمون الشعب ويحسبون له حساب ويخشونه وليس غير فعلهم وأداءهم من يزكيهم فلا الطائفة ولا العرق ولا المذهب ولا الرموز ولا الحزب بينهم وبين الشعب ...

 فإذن بتوفر الشروط الأساسية يمكن القضاء على الفساد ، تلك الشروط هي: وعي شعبي ناهض ومتصاعد ، برلمان يفرض علويته على الحكومة وحكومة مستعدة عمليا للخضوع للبرلمان الذي تختاره إرادة الشعب الحرة غير المكبلة بإرادة وتوجهات الأطراف المذهبية والعرقية ، ..وأجهزة مكافحة فساد مستقله وكفوءه .. ومادام أي من هذا غير موجود فان الفساد باق ..

 

س 71: علي الزاغيني:تعدد الأحزاب تعتبر هي ظاهرة ديمقراطية كيف تخدم الوطن إذا ما علمنا أن قانون لم يشرع لحد الآن.. .

 ج 71: موسى فرج: الأستاذ العزيز علي الزاغيني.. الجميع يعلم بان الدولة المدنية تقوم على قاعدة أن المواطنة وحدها الممثلة لهوية المواطنين إما موضوع العقائد والديانات والأعراق فإنها تعتبر أمور شخصيه لا تنشأ حقا ولا تشكل مانعا يحول دون التمتع بحق أقره الدستور .. ولما كانت الأحزاب تختلف من حيث الغاية والهدف عن الجمعيات الثقافية والاجتماعية فان الدولة المدنية يحظر فيها إنشاء أحزاب على أسس دينية أو طائفية أو عرقيه وأمامكم دساتير العالم الديمقراطي .. الدستور العراقي نص في المادة 7 أولا منه على الآتي:  

يحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يحرض أو يمهد أو يمجد أو يروج أو يبرر له، وبخاصة البعث ألصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمىً كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون...). في هذه الحالة فانه وان تم اعتبار الأحزاب القائمة حاليا والمشاركة في السلطة لا تتبنى العنصرية والإرهاب والتكفير أو التطهير الطائفي والبعث الصدامي (ولا أدري هل أن:

البعث الدوري حسابه مختلف ..؟..) ..فهل يمكن أن تكون: لا تحرض ولا تمهد ولا تمجد ولا تروج ولا تبرر له ..؟ إذن ما هي صفة القتل والتهجير في العراق منذ عام 2003 .. أليس على الهوية الطائفية ..؟ ومن يمارسه ..؟ هل أنهم العراقيون المتعايشون والمتجاورون في الأحياء السكنية والمحلات أم أنهم منتسبوا ومليشيات الأحزاب المتشاطئة على السلطة ..؟ هذه الأحزاب عندما تتحرك في أوساط الناس تروج على أساس انجازاتها وكفاءة مرشحيها واستقامتهم أم أنها تروج لهم باعتبارهم الأخلص لتمثيل المذهب أو البعث ..؟ ومن هم قادة المذاهب حاليا ..؟ هل أنهم الإمام علي الذي لا يميز بين أخ له في الدين ونظير له في الخلق ..؟ أم انه عمر بن عبد العزيز الذي يصادر امتيازات عائلته ويعيدها للناس ..؟ ومن هم تحديدا الذين أشار لهم بقوله تعالى: (أن حزب الله هم الغالبون ..)..؟ هل أنهم من يؤمنون بالله ويستقيموا أم أنهم الفاسدين والسراق ..؟ فإذن يا صديقي .. قانون الأحزاب يفترض أن يتضمن 3 مسائل أساسيه: الأولى: حظر تشكيل الأحزاب على أسس دينيه ومذهبيه وعرقيه ..لأنها ستؤجج الاحتراب المجتمعي على تلك الأسس ..الثانية: مصادر التمويل ..؟ وحاليا من أين يتم تمويل الأحزاب ..؟ إما من خزينة الدولة أو من دول الجوار .. ألثالثه: تحريم تبعية الأحزاب للخارج ..فهل أنهم سيصدرون قانون أحزاب يحرم هذه أم انه سيكون مفصل على أحزابهم ..؟...

 

س 72: علي الزاغيني:الحزب الشيوعي العراقي من الأحزاب المناضلة وتاريخها عريق ولكنه لم يحصل على أي مقعد في الانتخابات الأخيرة رغم القاعدة الكبيرة التي يتمتع بها، ما هي برأيك الأسباب في ذلك هل الإعلام الفقير للحزب الشيوعي أم الأحزاب الدينية سيطرت على الساحة وشوهت سمعة وتاريخ هذا الحزب العريق.. .

 ج 72: موسى فرج: الحزب الشيوعي العراقي شكل وعلى مدى عقود من الزمن محور الحركة الوطنية العراقية ، لن ينكر احد ذلك لا من الأعداء ولا من الأصدقاء.. قبل يومين اطلعت على تسجيل لخطاب عزة الدوري وهو يستجدي الحزب الشيوعي ويتمسح بأذياله . ويخاطب الشيوعيين بالرفاق الأعزاء .. وحزبه قد اعدم الآلاف من الشبان والشابات العراقيات لا لذنب إلا لأنهم من أعضاء وأنصار وأصدقاء الحزب الشيوعي ، والبعث الذي يتكلم باسمه عزة الدوري هو صاحب قانون إبادة الشيوعيين في عام 1963 وهو صاحب أقبية ناظم كزار والبراك وبرزان وكل ذئاب ومجرمي البعث ... جلال الطالباني خاطب الحزب الشيوعي بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيسه بقوله: قبل ثمانية وسبعين عاما بزغ في سماء الحركة الوطنية نجم الحزب الشيوعي العراقي، حزب لم يخب وهجه ولم تنطفئ جذوة حبه للوطن وكادحيه رغم ما تعرض له من ضيم ومطاردة واضطهاد."..وعمار الحكيم وجه رسالة إلى الحزب الشيوعي في اليوم ذاته ، والمالكي أرسل ممثل عنه .. ماذا يعني هذا الإجماع ..؟ وماذا يعكس وان كان الذي في القلوب غير الذي على الألسن..؟ ببساطه .. يعني أن هذا الحزب ليس فيه ما يؤخذ عليه .. مثل عبد الكريم قاسم الذي لم يجد عليه من قتلوه وضيعوا جثمانه من مثلب ليطعنوه منه ولم يجد فيه من يحبونه لوم في أن يحبونه ويتمسكون به ..كلهم فيهم مثالب إلا عبد الكريم قاسم فالرجل نزيه ووطني .. وكلهم فيهم مثالب إلا الحزب الشيوعي فهو نظيف ووطني ..لا طائفي لا عرقي لا متخلف لا فاسد لا عميل .. ومثله لا يستنكف منه ..ولكن لماذا لم يحصل على أصوات تكفي لمقعد واحد في البرلمان .. من وجهة نظري هذه هي الأسباب: .

 1 . قانون الانتخابات الذي شرعوه واعتبروا بموجبه العراق مناطق انتخابية متعددة وليس منطقة انتخابية واحده أدى إلى تفتيت قاعدة الأحزاب ذات القاعدة الانتخابية ألضيقه .. وفي نفس الوقت وضعوا مصد العتبة الانتخابية التي تتطلب من الكيان أن يحصل على عدد من الأصوات يبلغ حد معين ودون ذلك تصادر الأصوات وتذهب لهم أنفسهم.. الأمر أدى إلى أن الأصوات التي حصل عليها الحزب الشيوعي وغيره من الكيانات تسجل لصالح الأحزاب الفائزة وتترجم إلى ممثلين لم يتم انتخابهم وإنما تم انتخاب غيرهم .. .

 2 . عندما يعترف الفرد أو الشخص الاعتباري حزب ، دوله ، منظمه ..أي كانت طبيعتها بما يعتريها تتمكن من تلمس طرق المعالجة والشفاء ولكن عندما لا يعترف المرء بما يعاني منه فانه لن يبحث عن طرق العلاج.. ليس من حق الحزب الشيوعي العراقي أن لا يسمع من الناس فهو ليس ملك نفسه ولا يخص الموجودين حاليا فقط إنما ملك الشعب العراقي ولكافة الأجيال ومنذ تأسيسه.. الثقافة المجتمعية تغيرت في المنطقة عموما وفي العراق بوجه خاص ويكفي أن تقارن بين أية صورة فوتوغرافية لتجمع للناس في الستينات مع القائم حاليا ..تجد الفارق شاسعا ، فإذا كان الناس في الدول العربية والإسلامية قد توجهوا للثقافة الدينية واستثمرت ذلك الأحزاب ذات الأيدلوجية الدينية وان ذلك لم يجلب لشعوب المنطقة غير المزيد من المشاكل فانظر إلى مصر كيف انتهى الربيع العربي عندهم وانظر إلى سوريا ماذا ينتظرها وانظر إلى ليبيا وتونس.. فان ألمشكله مضاعفه أمام الشيوعيين العراقيين بسبب الطائفية والاحتدام الطائفي السياسي الذي استقطب الناس ..وبسبب المال السياسي .. .

 3 . الحزب الشيوعي العراقي لم يكن خاليا من الأخطاء ..لأني إن بررت انحسار القاعدة الشعبية عن الحزب الشيوعي العراقي بسبب صعود الأحزاب ذات الايدولوجيا الإسلامية في المنطقة وبسبب الاحتدام المذهبي الطائفي في العراق فكيف ابرر انفضاض اليساريين العراقيين أنفسهم عن الحزب الشيوعي العراقي .. وهذه الانشقاقات والانشطارات العديدة ..؟. . قرأت لأحد المثقفين العراقيين اليوم انه يشير إلى الحزب الشيوعي المغربي (تأسس عام 1943)، وأنه غيرَّ اسمه إلى حزب التقدم والاشتراكية، بعد تخليه عام 1995 عن بعض تصورات سابقة لبناء الديمقراطية والاشتراكية،وغير خطابه و صار بديلها "هوية مبنية على قيم العدالة الاجتماعية والتقدم والحداثة"، وكان في 69-1974 يسمى حزب التحرر والاشتراكية، لديه اليوم 19 مقعدا نيابياً، في ظل فوز الإسلاميين المتفتحين بقيادة بن كيران، واحتفاظه منذ الإصلاحات الدستورية الملكية بحقائب 3 وزارات مهمة، فهل مارس الحزب الشيوعي العراقي مثل هذه المرونة ؟.. .

 4 . سبب آخر مؤسف ومؤلم حقيقة فقد أظهرت إحصاءات هيئة الانتخابات المستقلة في الانتخابات الأخيرة بان عدد من يحق لهم التصويت من العراقيين في الخارج بلغ 1،250 مليون وربع المليون شخص وأنا وأنت نعرف أن أغلبية الجاليات العراقية في الخارج هاجرت أصلا بسبب علاقتها بالحزب الشيوعي ..لماذا لم يصوت منهم 10./. له ..؟ لماذا لم يصوت منهم 1./. للحزب الشيوعي ..؟ لماذا بلغ مجموع من اشتركوا بالتصويت من المليون وربع المليون عراقي يحق له التصويت ربع مليون فقط يعني الخمس هل أن البضعة دولارات التي دفعتها أحزاب أخرى رشوة لمن يرشح لها أغلى من التاريخ الشخصي للعراقي المغترب..؟ الذي عندما يحين الكلام عن الحزب الشيوعي يبكي دما..! .. هل أن عدم رضاه عن قيادة الحزب الشيوعي تشكل مبررا لأحجامه عن التصويت لصالح مرشحي الحزب ..؟ هل أن نعومة العيش في بلاد المهجر باتت بديلا عن ألوطنيه ..؟ طيب إن كانت تلك الظروف قد عوضتك عن شظف العيش والخدمات في العراق فماذا تقول لأبنائك وهم يعلمون أنهم عراقيون..؟ هل تقول لهم انك هاجرت بسبب ملاحقة صدام ..؟ صدام شبع موت ..! هل تقول لهم انك هاجرت بسبب البعث ..؟ البعث سقط ..! ..البعض يقول أن الحكومة وضعت عراقيل في وجه من يحق لهم الانتخاب من بينها البطاقة التموينية والوثائق ..هل سمعت بمظاهرات اجتاحت المدن التي يتواجد فيها عراقيون احتجاجا على حرمانهم من حقهم في الانتخابات ..؟ من منكم سمع أن المطارات العراقية ازدحمت بالعراقيين العائدين في موسم الانتخابات لينتخبوا ثم يعودوا .. اعتبروها سفره سياحيه..!.

 

س 73: علي الزاغيني:الصراع بين الطبقة المثقفة ومن تسلق الهرم السياسي في ظل الغياب الكبير للمثقف بعد سقوط النظام السابق ما هو الدور الذي يلعبه المثقف لينال استحقاقه ويخدم الوطن ويساهم في بنائه.. .

 ج 73:موسى فرج: أنت قلت: (في ظل الغياب الكبير للمثقف بعد سقوط نظام صدام)..! إذن كان غياب وغيابا كبيرا ولم يكن صراعا .. فالمثقف العراقي أما أغلق بابه باعتبار أن المعركة ليست معركته ومن ثم التحق بالأطراف المتنفذة تابعا وقبل بدور لا يتناسب مع مكانته وإمكاناته على الإطلاق أو أنه بات مجرد مشاكس يعاقب الأحزاب الدينية بالتصويت لقائمة علاوي .. ومنهم من نأى عن الطرفين الأحزاب الدينية بشقيها وأيضا عن علاوي لكنه بقي مشتتا متمسكا بفرديته ..فلم يشكل رقما رغم أن هذه الفئة من المثقفين قد واجهت الانحراف والفساد بضراوه ..لكن اليوم يحسب للكم وليس النوع .. قد أكون قاسيا في طروحاتي اليوم .. لكني قرأت اليوم بالذات لمارتن لوثر كنك يقول: لست فقط محاسبا على ما تقول .. أنت أيضا محاسب على ما لم تقله حين كان لابد أن تقوله ....

تقبل ارق أمنياتي

 

أخوكم علي الزاغيني..

وأنت تقبل كل احترامي ومحبتي ...موسى فرج

 

 

يمكن توجيه الاسئلة عبر الاميل الاتي

 

 [email protected]

 

للاطلاع

حوار مفتوح مع الاستاذ موسى فرج

 

 

خاص بالمثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2088الخميس 12 / 04 / 2012)

في المثقف اليوم