حوارات عامة

وزارة الثقافة من غير مشروع ثقافي واضح .. ياسين النصير يصوب سهام نقده

 * هناك ملامح تجديد هائلة عند الأدباء الشباب في الشعر والسرد

 *على الحكومة العراقية اللتفات لمثقفي وأدباء المنفى

أحيانا تجد نفسك أمام شخص ورمز أبدعي كبير له ثقله الواضح في الساحة الثقافية العراقية من خلال تجربته الإبداعية والمواقف المشهودة له. حينها ستكون بأمس الحاجة للغوار في أعماق هذا الرمز واستخراج ما يمكنك أخرجه من درر الكلام، فالحديث عن الثقافة معه له طعم خاص . في صباح المدى الأول الذي خصص لحفل توقيع رواية خلف السدة للروائي عبدالله صخي كان احد الحاضرين بملامحه الجنوبية السمراء وشعره المكتنز بالبياض الجميل كبياضه أبان الحكم الدكتاتوري البعثي وتسلطه على المؤسسة الثقافية، ياسين النصير المثابر المرتبط بالمكان حد التعلق الظاهرة النقدية المميزة في تاريخ الثقافة العراقية على مدى أكثر من ثلاثة عقود أنتج فيها عطاءً نقديا ثراً متنوع الأساليب، آذ لم يصبه الخمول او البعد في الغربة عن مواصلة نشاطه الثقافي فجدد رؤياته للواقع النقدي العراقي ياسين النصير مثقف شامل له إسهامات في المسرح والسينما والتشكيل، حمل لواء الثقافة العراقية في المهجر ليؤسس مشروعها الثقافي المتمثل بمؤسسة أكد للثقافة والفنون لتكون حلقة الوصل بين مثقفي المهجر، ياسين النصير ان غادر العراق جسدا. فان روحه ظل تحوم فوق جباله وهضابه واهواره وانهاره،فتراه بين الحين والحين يفجئنا بوجده البهي بيينا في العراق . وها هي الفرصة سانحة للحوار معها .

 

* الثقافة العراقية وما صاحبها من إشكالات وإرهاصات كيف نقرؤها ألان .

- الحديث عن الثقافة العراقية يكاد يكون الحديث عن المجتمع العراقي اذ ان الثقافة هي نتاج لهذا المجتمع من تداخل أزمنة وأمكنة و تواريخ،والحديث اليوم عن الثقافة مع عاد حديثا عن تلك الرواية وهذه القصة أو ذاك ديوان الشعر، تحول الحديث في الوقت الحاضر عن الثقافة الى الحديث في الثقافة في بنية الثقافة، وهي بنية اجتماعية، ابتداء" من تعريف الثقافة التي هي أنتاج المجتمع، فحين نقول انتاج المجتمع، ليس في مرحلة معينة وانما هذا المجتمع ممتد تاريخيا" وتراثيا" ومستقبليا"،لذلك أصبح الحديث عن الثقافة، حديث عن مكوناتها، ومكونات الثقافة الثلاثة الاساسية هي مكون الفايبولوجي القديم ومكون التخطيط والتنظيم الحديث ومكون الابداع، هذه المكونات الثلاثة، تشكل الثقافة، وهي غائبة عن فهمنا لها، وبالتالي الذي يغيب عن فهمنا، يغيب عن طبيعة فهمنا للمجتمع، يعني التكوين الفايبولوجي للمجتمع العراقي هو من اغنى المكونات، فيه أقوام وسلالات وفيه أديان وتراكيب بشرية قديمة وفيه انسان قديم، والحديث عن التنظيم ربما نكون نحن ابعد الناس عنه، لانه في اوربا حين يتحدثون عن التنظيم،لا تعرف عن ماذا يتحدثون،عن الثقافة عن الإنارة عن المياه عن الهندسة عن السوق وعن البضاعة عن الدعاية عن الصحف عن الانسان عن وسائط النقل كل هذه تدخل في أطار التنظيم، التنظيم هو بنية مجتمع بنية مؤسسات الاخرى.

 

 * هل هناك خلل في البنية الثقافية؟

- الخلل في فهمنا القاصر للثقافة، لو نعيد تصورنا وفهمنا للثقافة الجديد،سنجد أنفسنا في أصول فهمها، من عناصر الثقافة ألان الهوية والتنظيم، هي مفردات كبيرة لكنهم بسطوها جدا"، مثلا أنت حين تمسك الماوس تفتح فايل أي ملف، الملف يؤدي الى المادة، المادة تؤدي بك الى كذا موضوع، التنظيم هكذا، عندما تغيب هذه السلسلة التي هي عمق الثقافة، كذلك النص الأدبي اذ لم يكن له مرجعيات منظم يعني ان هناك خلل في وعينا للثقافة، أذن حين نتحدث عن الثقافة يجب أن نتحدث قبلها عن المجتمع وهذا له علاقة بتلك، أما إذا تحدثنا عن الثقافة العراقية فالوجه البارز لها هو انتاجه الابداع في حين الغائبة مكوناتها، الثقافة ما عادت مؤسسة تبنى بواسطة السياسة أو بواسطة بنوك أو تبنى بواسطة اشخاص الثقافة الان تبنيها مؤسسات هذه المؤسسات لابد ان تعيد تركيب رويتها للمجتمع من جديد حتى تستطيع بناء ثقافة جديدة.

 

* المسميات الاخيرة التي طرات في الثقافة العراقية بين ادب الداخل وادب الخارج هذه المسميات الكثيرة .

- هذه المسالة عندي فيها رأي، ورائي واضح جدا. يعني إذا كان أدب الداخل وأدب الخارج يراد بهما مفهوم سياسي فهذا خطاء، آذ قلنا أدباء الداخل وأدباء الخارج كما أخذت بعض الكلمات عني، وهي خطاء أيضا، آذ لم اقل هذا الشيء نهائيا"، أما إذا كان المقصود بها ما ينتج بالداخل وما ينتج بالخارج هذه هو الصحيح، أنا أول ما سافرت في عام (1996 ) كتبت مقالا هو الذي اثر هذه الضجة، أنا قلت يا أدباء الداخل أننا نعول عليكم فخرج لي مجموعة من الكتاب والقصاصين والشعراء والصحفيين قالوا انك تراهن على خواء كل الأدباء بالداخل هم متهمون في السلطة هم تابعون، رددت عليهم بمقال قاسي، إذ اخذ المفهوم بمفهوم سياسي، وأنا بعيد عنه، أنا أخذته بمفهوم بالمكان فحين تقرا النتاج الأدبي القصصي للكتاب والأدباء العراقيين المقيمين بالخارج وأجيئك بأسمائهم وراياتهم ونتاجاتهم، مثلا" لؤي عبد الإله واحد من أهم الروائيين ألان يكتب عن الحديقة الإنكليزية او عن شخصيات في الفحوى الإنكليزي وهي شخصيات عراقية ولكن سياق حياتها تغير لغته تغيرت نظرته للأشياء تغيرت كل هذا تعميق الى الداخل تعميق الثقافة المحلية، إذ أن المحلية لا تغتنى بالمحلية الداخلية فقط، وإنما الثقافة المحلية تغتني بالمحلية العالمية، واعتبر أنتاج الأدباء في الخارج صيغة من صيغ أغناء المحلية العراقية وأدب العراقي ككل وقد لا تجد فاصلا بين ما يكتب هنا وهناك، يعني لؤي عبد الإله آذ يكتب عن المجتمع الإنكليزي والشخصيات العراقية تجد الخلط بين موقعين بغداد ولندن، سـوسن ابيض لمحي الدين الاشيقر يكتب عن الدول الاسكندنافية والمجتمع الاسكندنافي، كريم كطافة يكتب عن المجتمع الكردستاني مع المجتمع الهولندي مع المجتمع الخيالي وعبد الله صخي نفس الشيء أذن لا توجد فواصل بين الادب الداخل وادب الخارج، وإنما هناك مكان يغني النص بمفردات جديدة، وأدباء بالخارج بدءوا يعون لتلك المفردات فدخلت لغة وصورة وسياقا وبنية وشعرا" وتصوير وتنظيما وحرية في نصوصهم الجديد هذا ما نسميه أغناء للأدب العراقي ككل . 

 

 * أشرت إلى مجموعة أسماء أدباء عراقيين في المنفى على ماذا اعتمدوا في كتابتهم عن هم الداخل، على ارجاع الذاكرة المكانية التي عاشوها، أم على الذاكرة الى هاجروا فيها؟

الاثنين في نفس الوقت يعني لؤي عبد الاله يعود الى فترة الخمسينات في بغداد وفترة التسعينات في لندن ويدمج بين شخصيات عاشت في بغداد الإحداث السياسية بعد 14 تموز وتعيش في لندن اغترابا، ثم ما تلبث أن تضيع هذه الشخصيات في لندن، محي الاشيقير نفس الشئ فما أن يرى شىء حتى يتذكر شىء ويعيد تركيب المقاطع المتداعية حتى تجد صورة هنا وهناك محسسا القارىء بفارق الزمن والأمكنة فتاريخ الشخصية لم يغب عن حاضره فتجد تداخل ما بينهما .أحيانا"الغربة تستنهض أساليب توقظ الخيال وتنشيط المخيلة،الأديب الذي يعيش بعيدا" عن مكانه الأصلي يستعيد مخيلة الذاكرة، لكن هذه الذاكرة والخيال لم تأت من قرأت كتب أجنبية، وإنما تأتي من معايشة آذ أن العراقي هناك لم ينفصل عن الداخل لا توجد قطيعة . أنا ذكرت في أحدى مقالتي أن الأدب العراقي ضفتيا نهر فياض لا ينقطع ولا يمكن للنهر أن يسير بضفة واحدة ونتمنى أن تتعدد الضفاف حتى يغتني هذا النهر الثقافي العراقي بأمكنة جديدة وثقافات حديثة لان الثقافة المحلية كما ذكرت لا تغتني بالمحليات فقط بل بالمحليات العالمية .

 

yasen

 * هل نلمس ثقافة عراقية جديدة؟

- هذا بالتأكيد أنا من المتابعين للثقافة العراقية بدقة،ألان احد هنالك كسر كبير وشرخا هائل بين الأدباء الكبار والشباب في أساليب القص والسرد وتحديث القصيدة القديمة . هنالك ملامح تجديد هادئة وجميلة جدا وتستشعرها أنها تصدمك تندهش بها، ولم تكفل نفسك البحث عنها بل تقول أنا هنا، ومؤسسة ايضا وفيها غنى هائل ، وهذا لم لكونهم شباب، لان ما مر به العراق طوال الثلاثين سنة الأخيرة كفلية بان تخرج أساليب جديدة وحديثة.

 

* لكن لا احد يتابعهم نقديا .

- النقاد ليسوا موظفين عند هذا الكاتب او ذاك القاص والشاعر حتى يذهب ليؤدي واجبه أو عمله،كما أن النقاد في العراق قليلون وربما لا يتعدون أصابع اليد الواحدة . وهنا أود ن أشير إلى أن هناك مقالا نقديا شابا جديدا يكتب ألان وهذا شيء يعول عليه كثيرا، فالناقد لا يستطيع أن يقراء كل النتاج الإدبي، حتى لو قرأه فلا يستطيع الكتابة عنها كله، الأدب النقدي ألان ينتبه الى الظواهر، والظاهرة لا تأتي من خلال كتاب واحد، اذ ان النقد ابتعد عن الشخصي،بدا يبحث عن نقد الظاهرة عندك جزاء وجزاء عند ذاك، وأخر هناك، هذا النقد هو الذي يواكب ويساير الجديد في الثقافة، وهنا يعود الموضوع إلى التنظيم فالثقافة الغربية تنظم هذا العلاقة ففي كل جريدة تجد ثلاث نقاد في الأدب والسينما والمسرح يتم تعيينهم ويتقاضون أعلى المرتبات لأنهم هم الذين يبحثون عن الجديد ويدلون القارئ (القارئ الشعبي) طبعا وليس القارىء المتخصص فقط، هذه نقطة، النقطة الأخرى ان دور النشر هي التي تتولى الثقافة وليس الأدباء، بمعنى أن دور النشر هي التي تنظم الثقافة وإبداعها . مثلا هذا المرحلة بحاجة لنوع من لكتب تتحدث عن الهجرة، ومرحلة أخرى بحاجة لكتب تتحدث عن علاقة السياسة بالثقافة، مرحلة أخرى بحاجة لكتب تتحدث عن الأفلام الوثائقية، فدور النشر هي التي تقود الثقافات ،. وبهذا الحالة لم يصبح النقد مثل النقد الذي عندنا بتناول كتاب، وإنما بتناول ظاهرة أبداعية،فمتى ما تأسس مجتمعنا وثقافتنا على هذه الأسس في تلك الحالة تستطيع محاسبة النقد .

 

* وزارة الثقافة تعمل في جهة واتحاد الأدباء يعمل في جهة ومنظمات ثقافية تعمل في جهة أخرى . هل هذا يصب في صالحة الثقافة؟.

- مفهوم وزارة الثقافة ما لها علاقة بالإنتاج الثقافي، وإنما رعاية المؤسسات الثقافية وتساعد في أقامة البنية التحتية للثقافة. أما دور النشر والمؤسسات الثقافية المعنية بالإبداع هي المعنية بالأمر ومن الممكن أن تنهض بالثقافة، مثلا الرسام المفروض بوزارة الثقافة أن تهيئ له المواد الأولية من ورق وأحبار وألوان وبأسعار مناسبة تهيئ له كاليريات خاصة هذه من شان وزارة الثقافة لكن أيضا" جزء منها من شان المؤسسات، لا باس لتهتم وزارة الثقافة بالجميع كما تريد، لكن أين مشروعها الثقافي فما زال مبهم، أما اتحاد الأدباء أصبح منظمة مهنية، ومن المفروض أن يهتم بجانبين الأول مهنية الأدباء ومتابعتهم، وفرض اشتراكات سنوية حتى يطور عمله وهو ما موجود بكافة دول العالم، أما الجانب الثاني فعليه توزيع الإبداع بين المثقفين بالتساوي. وذلك بخلق المشاريع الثقافية وينميها ويشرف عليها كمؤسسة مهنية، ليكون حلقة الواصل بين المثقفين والمؤسسات الثقافية الأخرى، فاتحاد الأدباء منظمة مهنية لا تقوم على الثقافة فقط بل تشرف عليها وتاسسها، وهذه النقطة أيضا غائبة عن الاتحاد أيضا .

 

 * نشاطك الثقافي بعد ان هاجرت العراق كيف كان التأسيس له؟.

- ما أن وصلت الى هولندا في العام (1996) حتى بداء النشاط الثقافي، وأول نشاط فعلي علني كان (1997 )، حيث عقدت الندوات في بيتي، الذي كان رقم (11) فسميته قارة (11)، عقدنا (44) ندوة ثقافية شهرية قبل تأسيس مؤسسة اكد، بمشاركة مجموعة من المثقفون العراقييون منهم، حامد ابو زيد، جلال صادق العظم، صبحي الحبيبي، فالح عبد الجبار، عبد الكريم كاصد، وأدباء ومثقفون هولنديون وبلجيكيون وهولنديون مستشرقون مهتمون بالثقافة العراقية والعربية القديمة.

 

 * كيف تولدت فكرة المؤسسة وما الغاية منها؟.

الفكرة هو اني شخصيا" شعرت ان المثقفين العراقيين إذا بقينا على ما نحنو عليه سنضيع فكانت الغاية الأساسية من تأسس (أكد) هو المحافظة على المثقفون، على ثقافتنا وهويتنا العراقية . فكانت الندوة الشهرية ، إذ كان المشاركون يأتون على نفقتهم الخاصة إذ لم تكن هناك مكافآت، مثلا فالح عبد الجبار يأتي من لندن،صبحي الحبيبي من باريس، حامد أبو زيد وآخرون، كذلك المستشرقون الهولنديون والبلجيكون،لم يطالبوننا بشيء، حتى كوباناتهم بالقطار على حسابهم، إذ كانوا على معرفة بالحالة التي نحن بها.

 

 * طيب كيف كانت ردت فعل الشارع الثقافي العراقي في هولندا؟ .

- والله مأساة لا أريد أتحدث عنهم فقد جابهونا بتشكيك وتخوين و نعتوني بشتى النعوت، مرة عميل للسلطة البعثية، صديق لوطبان ، صديق لعدي، وحميد سعيد يمولني، ومع الأسف من تقدميين، لكن هذا لم يثنني بشيء أبدا واصلت وواصلت إلى أن عرفوا خطأهم واعتذار وبدأت مشاركتهم معنا، وانتهى الموضوع في حينها. . لأني لم اهزم هنا، فهل من المعقول ان انهزم هناك .

 

 * تعتقد هذا الشيء ذاتي، أما ماذا؟

 - ذاتي لأنهم كانوا قبلي بالساحة الثقافية في هولندا ولم يفعلو شيء وحين شاهدوا عملي المنظم أصابهم الغيض وللأسف الشديد حين يصل المثقف الى هذا المستوى،وفي عام (1998) قمنا بإنشاء صحيفة أصدرنا منها 26 عدد جميعها على حسابي، إذ كنت اكتب لجريدة الحياة، والشرق الأوسط وصحف أخرى وما كان يأتيني من مكافآت اصرفه على الصحيفة . وهذا ما أثار شكوكهم . وللأمانة كانت المطبعة للشيوعيين هولنديين وقد ساعدونا في طبع الصحيفة إذ كانت الكلفة (800) دولار شهريا، حتى توقفت في 2003 . وقد اشترك معنا أكثر من ألف كاتب، بضمنهم كتاب من داخل العراق وقد رفدها بالمواد القيمة والمعرفية والأدبية وأنا ألان بصدد عمل أرشيف كامل لما نشر.

 

 * لماذا توقفت؟

- لم استطع الاستمرار فقد ضاقت قدرتي المالية وقلت ربما البلد تغير وعسى ولعل ما كنا ندعو أليه أصبح متحققا، لكن مع الأسف .

 

* يعني كانت بيت العراقيين في المنفى .

- نعم كنا نطلق عليها بيت العراقيين فعلا، ومؤسسة أكد ألان واحدة من أهم المنظمات التي تعنى بالثقافة العراقية في أوربا. ومحترمة ايضا من قبل الجهات الهولندية، التي تشرف عليها في كل شيء، و تكاد تكون المؤسسة الوحيدة المدونة تاريخها. وأخر ما قدمناه أكثر من (200 ) مشروع ثقافي وأدبي، آذ أنجز منها بحدود (100 ) أو أكثر بقليل، هذا السنة أقمنا مهرجانيين الأول للكاريكاتير، شارك فيه (19 ) فنان عراقي وأجنبي ، والثاني صور من العراق، كما اقمنا محاضرات حول الشعر، وثلاث دورات عن السينما العراقية قدمنا فيها (62 ) فلما وثائقيا . إضافة لمهرجان للمرآة . وأخر عن حضارة وادي الرافدين الذي اعتبر من أهم المهرجانات في رواتردام . بالإضافة لمشروع تكريم الفنانين خليل شوقي محمد سعيد الصكار حميد البصري كوكب حمزة بسام فرج والمشروع مستمر.كما اصدرنا كتابين عن نشاط المؤسسة.

 

 * هل ستبقى مؤسسة أكد في هولندا؟ .

- أنا أسست مؤسسة هنا في بغداد ولكن لا احد يعي هذه النقطة المهمة جدا، وأنا ألان متواجد في بغداد من اجل أن أجد نافذة لها، الشيء الثاني الذي أريد أن أوصله، أن على مؤسسات الدولة المعنية بالثقافة أن تنتبه للأدباء والمثقفين في الخارج، الذين حافظوا على ثقافتهم وهويتهم العراقية،فأدباء المهاجر لم ينهزموا، ولم يتقاطعوا او ينفصلوا عن بلدهم، بل أعطوا الانطباع الحسن عن الثقافة والمثقفين العراقيين، فلماذا لا تلتفت لهم الحكومة العراقية وتمد لهم يد العون فهناك أسماء ونخب ثقافية كبيرة ومهمة من سينمائين وتشكيلين وعشرات الكتب ترى من يهتم بهم وقسم كبيرا منهم ألان يأس تمام من أي بارقة أمل، وهذا الصوت لا بد أن يصل، يجب آن تنتبه الجهات الحكومية المختصة لهولاء المثقفين المتواجدين في كل أنحاء العالم فهم عينة قيمة وثروة أخرى تضاف الى ثروات البلد التي نراها تهدر هنا وهناك، ولا يغر احد من هولاء يسكنون في دول أوربية من أنهم أغنياء لا ابد فحال الكثير منهم غير جيد.

 

 * ربما هي سخرية القدر ان يكون المثقف العراقي في الداخل والخارج بعوز.

- أكيد بس أريد أن أوصل فكرة حين أكدد على مثقفين الخارج، آذ لابد أن يعمل الجميع على عودتهم وتحسسهم أنهم عراقيون إذ لا يكفى حين يموت احدهم تتكفل بمصاريف الجنازة .

 

 * منذ عام أو أكثر أعلنت وزارة الثقافة عن مكافآت للمثقفين والأدباء ولحد هذه اللحظة لم يصرف درهم واحد.

- أذن هذا كذب وضحك على الذقون والى متى نبقى نعيش في الكذب .

 

 * أخر تصريح للوزارة يقول أن الأسماء التي رفعت اعدادها كبيرة.

- إذن هذه محاولة رخيصة وبائسة لإلغاء وحجب المكافآة عن الأدباء فاتحاد الأدباء موجود والأدباء معروفون والفنانون كذلك والتشكيليون وكذلك المثقفون الآخرون فهناك اتحادات ونقابات قائمة . ولا اعتقد أن احد يأتي من خارج الوسط ويشرك نفسه.

 

 * كلمة أخيرة تود إيصالها ؟.

- لاشيء سوى يا حكومة يا مسؤوليين انتبهوا لأدباء الخارج .

.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1066  الثلاثاء 02/06/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم