حوارات عامة

مع الشاعر والأديب والناقد سامي العامري (2)

- في السابق وبتأثير من أحد أبناء منطقتي حاولتُ أن أستمع لموتسارت وجايكوفسكي وشوبن ! هذا ما أتذكره وحرصتُ على تذوق هذا اللون من الموسيقى الأجنبية فاستعذبتُ العديد من روائعها تدريجياً ولكن هنا في ألمانيا وبعد مضي عقد من الزمن تقريباً ما عادت تثيرني هذه الموسيقى كثيراً باستثناء بعض المعزوفات المنفردة لعازفين عالميين ماهرين لذا فكما عدت إلى سيبويه والفراهيدي وعبد القادر الجرجاني عدتُ أيضاً إلى منير بشير وإلى محمد القبنجي ومائدة نزهت وفيروز ونجاة ! وبالمناسبة أنا أجيد نوعاً ما  تقليد بعض الأصوات الغنائية، طبعاً بعضها ومنها عبد الصاحب شراد وقحطان العطار !

يقول أدونيس إرفع عن قصيدتي قليلاً من الرموز المحلية فستجدها صالحة لكل الأوطان ولكل قضية، هل تتفق معه؟

- أدونيس نسيجُ وحدهِ، أحبه وأحترمه كثيراً فدوره في الثقافة العربية الحديثة عميق وسيظل مقترناً بدور ابن رشد أو ابن عربي من حيث الأهمية التأريخية .

هناك العديد من طروحاته لا أتفق معها كلياً ولكني أعرف أنه يتألم لواقعنا كثيراً وبصدقٍ  وها هي كتاباته تحتفي بها المعاهد والأكاديميات العالمية، وما قالهُ عن الرموز المحلية في شعره هو في غاية الصحة فإسماعيل ومهيار والغوطة وبردى رموز حتى إذا لم نرفعها عن شعره فهي فقدت دلالاتها المحلية القطرية وباتت إنسانية المضمون والدلالة وهذا هو طموح كل قصيدة بل كل عمل أدبي أو فني وربما من المفيد أن أذكر أني قرأت آخر لقاء معه جرى في بروكسل إذ يقول ما معناه أنه غير مهتم بالجوائز وأنها في الغالب تُعطى لغير أصحابها الحقيقيين ولكنه قد يقبل ببعضها لأجل ما توفره له من مال يجعله متفرغاً للكتابة والتأمل حيث لا عائد يمكن الإعتداد به من مبيعات كتبه ودواوينه. 

من هم من الكتاب والشعراء الذين تجد نفسك في كتاباتهم وأشعارهم؟

- في الواقع عديدون قدامى ومحدثون فعلى سبيل المثال المتنبي والمعري وأبو نؤاس والمارديني وأبو حيان وحديثاً الفيلسوف الصوفي محمود البريكان والطيب صالح وسليم بركات وعالمياً دستويفسكي وبرناردشو ونيتشه والماركيز وهيرمان هيسه وآخرون .

هل تخشى النقاد وما هو موقفك منهم؟

- شكراً جزيلاً لك، أولاً وبلا ذكر أسماء أنا لستُ ضد أن يكتب ناقد عن صديقه الشاعر أو الأديب ولكني ضد الإقتصار عليه وضد تبجيله على طول الخط وضد المبالغة وتقويل النصوص الركيكة وإطراء نص هابطٍ لكاتبة من أجل خطب ودها ومحاولة استغفال القاريء فالنقد قبل كل شيء ذوق وعندما أقول ذوق فإني لا أعني به الذوق الأدبي والشعري فقط وإنما أيضاً الذوق الأخلاقي ومسألة محاسبة الضمير وثانياً سؤالي عن مؤهلات الناقد وما في جعبته من خزين معرفي ولغوي ورهافة حسٍّ واطلاع على الموروث الشعري والأدبي والنقدي وعلى التيارات المختلفة عربياً وعالمياً لكي يكوّن رؤيته النقدية المتميزة الخاصة مضافةً إلى تجاربه الشخصية . ولا أحب التهويل القائل بأن القراءة النقدية الناضجة المعمقة لنصٍّ ما هي إبداع آخر، لا فهذا تجنٍّ وخلط أوراق واتكائية سهلة بل هو محاولة لنفي التخصص ومصادرته ذلك أن الشعر الحقيقي الحديث مثلاً هو شعر نادر ولأنه كذلك فلا يمكن أن نكتب عنه نقداً (شعرياً) وبوحيٍ منه وفي هذا أيضاً إقرار بفشل النقد كطريقة لاستبطان النصوص وتحليلها بلغة شفافة شعراً أو قصة أو رواية فهل نحن بحاجة دائمة إلى نقد النقد؟ النقد إضاءة رفيعة أو هكذا يجب أن يكون والناقد الحقيقي هو الناقد المتجرد من ميوله والذي يبتعد قدر ما استطاع عن المصطلحات والإلتواء في التعبير واللغة المقعرة التي تشيع اليوم في أغلب كتابات من يسمون أنفسهم نقاداً وهذه طريقة مبتكرة لإرهاب القاريء لا لجلب المتعة والفائدة له،  لذلك فأكثر كتاباتهم ومتابعاتهم غير مقروءة، كما أنه ليس صحيحاً أن العملية النقدية هي موهبة، كلا ولكنها تحصيل وجهد ومثابرة، وبناءً على هذا لا أخشى النقد الموضوعي المنطلِق من صفاء نية بل على العكس يفرحني كما يفرح القاريء .

وجهت لك ألقاب كثيرة منها شاعر الضفاف وراهب برلين وأديب الأجيال وجبران العراق، ورفيق البجع غيرها ما هو اللقب الذي تحب أن يناديك به الجميع !؟

- شكراً جزيلاً لك ولكل الأصدقاء، أنا تحرجني الألقاب ولا أعتدُّ بها ما عدا تلك التي ألمس فيها مَسحة مرحٍ وهي تكون في الغالب نعناعية .

هــل لك أي كتابات سواء قصائد أو قصص بلغات أخرى غير العربية وإن كان فكيف تقيم هــذه التجربــة؟

- نعم، لديّ كتاب شعري باللغة الألمانية يحمل عنوان: قلادة من جُزُر . وأنوي نشره وهو جاهز ولكني لا أستطيع نشر أجزاء منه في المواقع الألمانية رغم كثرتها واهتمامها بالشعر وخاصة شعر الكتاب الأجانب الذين يكتبون بالألمانية، لا أستطيع حالياً لأني أنوي إصداره من دار نشر فقد كتبتُهُ ببطء وجدية وترجمتُ حزمة من قصائدي القصيرة وضمنتها هذا الكتاب، والعديد من دور النشر لكي تسمح بطبعه على نفقتها تشترط في أحيان كثيرة ألا يكون منشوراً من قبل في المجلات أو الصحف أو النت ولكني مع هذا سأنشر بعض كتاباتي بالألمانية وترجمات جديدة لبعض نصوصي في المواقع الألمانية بدءاً من العام القادم .

ماهو رأيك بتقنين الشعر إلى شعر ديني وسياسي وعاطفي ونسائي؟

- هذا فقر في فهم الشعر وتبويب له فيما هو يبحث في المطلق فقد انتهى هذا النوع من الشعر ذي الجناح الواحد بل سقط وتُنفَ ريشهُ ! فالقصيدة الحديثة مَعنيِّة بالكلي وبالكوني وهي تحتوي على السياسة والحب والدين والمرأة والوطن من ضمن ما تحتوي بل وأكثر من هذا فإننا نجد المرأة كثيراً ما تتماهى مع الوطن في القصيدة، والحب مع الخمر، والدين مع الموسيقى وهكذا .

 

هناك قصائد وروايات عندما نقرأها نشعر بقيمتها التي تدوم طويلاً وتبقى في الذاكرة . وهناك قصائد وروايات سرعان ما تتبخر من الذاكرة ! لماذا؟

- مما قرأتُ في أدبيات الماركسية سابقاً عبارة أن الرأسمالية تحمل بذرة فنائها معها ... ومع أن هذا اجتهاد سواء أكان آيدولوجياً أم سياسياً فأنا مهدتُ به إلى القول أن من أسباب جفاف العمل الإدبي واستاتيكيته هو عدم قدرة الكاتب أو المبدع على قراءة عصره وماضيه قراءة تحليلية استنباطية أو لنقلْ قراءة خلاقة، ثم لا ننسى دور الموهبة والتقصي المعرفي العلمي، إن الرواية الخالدة بشكل عام هي مثلاً عمل فني إمتاعي ذو قيمة روحية وفكرية ولكنه في نفس الوقت توثيق لزمنٍ ورسالة لزمن قادم .

ولكن السوق اليوم حافلة كما نرى بالروايات السهلة أو المترفة والتي تُكتب (لتزجية الوقت) أو لاختلاق سيناريو عقيم لفلم أو مسلسل تلفزيوني وهذا النوع مريدوه كثيرون وخاصة في الغرب

ما هي المتطلبات الأساسية التي يحتاجها الشاعر لكي يكون لديه شعر مبهر وموزون مثلاً؟

- ليس عندي ما أنصح به ولكن من المؤكد أن العودة إلى الشعر العربي ودراسته بدءاً من الشعر الجاهلي فصدر الإسلام فالأموي فالعباسي إلى عصر الإنحطاط إلى الحداثة متمثلة بالسياب ونازك والبياتي وغيرهم أمر لا بد منه من أجل صقل الموهبة وترسيخ الأوزان في الذاكرة وإثراء اللغة وتوسيع الأفق

وكذلك الإطلاع على الشعر العالمي حسن الترجمة أو بلغتهِ الأصلية وهذا لا يتم دون إقبال على هذه الدراسة بمحبة إن لم أقل بولعٍ .

ما هو النموذج الذي تطمح أن يكون عليه الشاعر والأديب بشكل عام؟

- النموذج الذي أطمح إليه هو الشاعر المُعلِّم بتعبير الشاعر والناقد فوزي كريم .

على من تقع مسؤولية تصحيح الأفكار المشوشة في الحب على الرجل أم المرأة؟

- المسؤولية تقع على الطرفين فكلاهما يحاول الخروج من رماد هائل ومن ركام الماضي ولكن التعامل المتحضر فيما بينهما أكثر من ضروري ففيه سعادتهما دون شك .

هل يعيش العرب ومنهم العراق وكذلك البلدان الإسلامية أزمة فكر حالياً؟

- ليس أزمة فكر فقط وإنما أزمة وجود وهوية، نحن نعيش في مرحلة محرجة فالعالم وهو يتقدم من حولنا بتسارع، وضَعَنا وبشكل مباغت في حالة انفصام حضاري مربك أو هو عرّانا حتى من ورقة التوت وكشفَ مأساة تأخُّرنا، نحن اليوم عصبياتٌ قبلية وتكديسُ تقنية أو نحن بداوة وموبايل، وكل هذا مردُّه إلى الفهم القاصر للدين والسياسة فلا بد من إيجاد منفذ للوصول إلى الطفولة بمعنى النقاء والعذرية والصفحة البيضاء المتمثلة بالأجيال القادمة وجعلها متنورة متفتحة فخورة بماضيها متفاعلة مع عصرها تستفيد منه أولاً ثم تساهم في التأثير عليه إيجابياً بنقل ما هو مشرق في ماضيها وحاضرها وهذا يمكن لأننا شعب عريق وأصيل وهذا المأزق في تحديد الهوية يتطلب محاربة جمود مناهجنا التعليمية وتخلفها وكذلك الحدَّ من تشتت الأسرة وتوعية الآباء برسالتهم .

يقال مصطلح الديموقراطية ما يزال محل خلاف في الشرق والغرب، صحيح أنه مصطلح يوناني الأصل ويعني حكم الشعب بالشعب فما هو رأيك بالديمقراطية الحاصلة في العراق بعد الاحتلال؟

- حقيقة أخشى أن تصبح كلمة الديمقراطية هي الأخرى مبتذلة عندنا كشأن الكثير من المفردات الساحرة التي فقدت سحرها ورونقها منذ أن أوغل النظام السابق الفاسد في التهريج بها وتزييف محتواها الراقي فالغرب يمارس الديمقراطية ولا يتحدث فيها أو عنها أما نحن فبالعكس ! هل نحن ظاهرة صوتية كما أطلق علينا بعض مفكري الغرب !!؟

لا أدري غير أن الديمقراطية تبدأ من العائلة فالشارع فالمحلة فالمدرسة فالدُور العلمية فالمصنع وهكذا حتى تصل إلى الممارسات العليا للدولة ولذلك فهي تربية أولاً ولكننا من حيث البدء لا بد أن نبقى نبشِّر بها وهي كما عرَّفها أصحاب الفكر السياسي والإجتماعي النقدي ليست أفضل الحلول ولكنها الأقل سوءاً لحد الآن وهنا سيكون سؤالك حول ديمقراطيتنا بعد الإحتلال مفهوماً إذا كان هناك مَن يحاول ممارستها ويشجع عليها مستفيداً من تجارب مَن سبقوه وآنذاك حتى الإحتلال يفقد المبررات التي يقول أنه جاء بسببها .

كيف ترى الشبكة العنكبوتية، وهل أثرت على جودة الإبداع عند الشعراء بشكل عام وأنت بشكل خاص؟

- عن الكتاب والشعراء الآخرين لا أعرف بالضبط ولكن عني أنا أقول: نعم أثرت فيَّ وأثرت على كتاباتي وسعة اطّلاعي وكان تأثيرها عموماً نحو الأفضل لسبب بسيط هو أني ربما أمتلك القدرة على الفرز، رغم أن الشبكة العنكبوتية مازالت عندنا قرينة الفوضى ولم تتبلور بعد ولكنها من غير شك أعظم ثورة في تأريخ الإنسانية، ولا أستطيع التنبؤ بغدها ولكن لديّ تصور معيَّن عنه .

في موضوع لك في النور، هل سيتحوَّل البرلمان العراقي الى حسينية !؟

http://www.alnoor.se/article.asp?id=41149

أعجبتني مقولة لك (إنَّ أفضلَ خدمةٍ تقدِّمُها للناس هي إعلاء قيَم التربية والمحبّة وتركُ السياسة بكلِّ تعقيداتها ومناوراتها لأهلها.)

الشاعر العامري أنت فيلسوف كبير جداً ومن المربين وقرأت لك كل مواضيعك الجميلة، فبماذا تنصح الآباء والأمهات في التعامل مع الأبناء بخصوص أثر الفضائيات والنت على الأبناء؟

- شكراً جزيلاً، مقدمو البرامج في الفضائيات العربية الجالسون وسط ديكورات وأضواء احتفالية وعدسات دوّارة ومرايا متقابلة هم في الغالب مثال صارخ على ورطة التقنية مع بشرٍ أجلاف ولا أنسى المذيعات والمُقدِّمات أيضاً المصبوغة وجوههنَّ بشكل تهريجي حتى لتكاد تشعر بأنهن يضعن الكحلة على شفاههنَّ وصدورهن !

أنا أتأسف جداً فالمشاهد البسيط تغريه البهرجة وتخطف بصره الألوان البراقة العشوائية فينسى المضمون، ينسى تفاهات البرامج والمسلسلات وطبيعة الممثلين والمخلوقات التي يتم إجراء اللقاءات معها في أحياناً كثيرة وتسويقها بطريقة كاركاتيرية كرموز للبلد في السياسة أو الفن أو الأدب أو الدبلوماسية وغيرها، فالمشاهد مضطر يومياً لأن يتناول في وجبة فطوره وغدائه وعشائه بدلاً من الشاي كأساً من النفط !

هذه وغيرها سموم وعلى الضد مما يجب أن تكون عليه قنوات الإعلام والتلفاز كصديق دافيء للعائلة وللإنسان المتعَب أو الراغب بقضاء ساعات ممتعة ومفيدة ومعرفة ما يجري في العالم من حوله،  

وعن النت أنا قلتُ لصديقة سابقة كانت أيضاً تخشى على أولادها منه، قلتُ لها ما قاله السابقون: كل ممنوع مرغوب ! ولذا أقول هنا أيضاً ببساطة إن المنع يأتي بالفعل المعكوس ولكن عن طريق التنبيه إلى المخاطر وتبيين الغث من السمين سيعرف النشيء الجديد كيف ينظر إلى كل ما حوله نظرة صحية ويُقبل على الحياة بلا خوف من ممنوعات ومحرمات وأسرار وعقد نفسية !!

ماذا تعنى لك الكلمات الآتية:

الصداقة؟

- في قصيدة: أتدلى من كنوزي،  قلتُ:

في سياقاتٍ هي الإمكانُ

تلقى قلبك المُتعَبَ يختارُ سياقَهْ

إنما الأصعبُ في كل السياقاتِ ... الصداقهْ !

الفراق؟

- من الندوب المحزنة في الروح .

الغاية؟

- هي الله .

الذكريات؟

- طائر بعشرين جناح !

الطفولة؟

- بخور وحملان .

توارد الأفكار؟

- بعضه تراسلٌ بين روحين حميمتين وبعضه قرصنة مموهة أو مقنَّعة .

ما الذي يبكيك وما الذي يسعدك؟

- الحرية !

ماذا تعني لك هذه الأسماء؟

أحمد الصائغ؟

- أودُّه وأقدِّره كثيراً كثيراً، إنه مثقف حريص بشكل نادر وحقل يفيض خضرة ونماء، ولا يفوتني الثناء على خدماته المشهودة للعراق وللقاريء العربي وللثقافة العربية وحرصه الدائم على دعم تقدمها، وقد أتعبناه معنا !

د . أسماء السنجاري؟

- إنها صديقة أثيرة مثقفة سَمِحة عمَّقتْ في روحي جذور التفاؤل، وأعتز بتلقائية ما تكتبه فهو عميق لأنه بسيط كهبوب شَم النسيم !

يحيى السماوي؟ 

- أحبه كثيراً رغم أنه يبالغ في كبر سنه ! إنه غاية في الرقة والأريحية وهو شاعرية تجمع بين البحتري وأبي تمام ولكنها تبقى متفردة .

سعد الحجي؟

- يذكّرني بابن زريق، إنه عزيز جداً على قلبي هو وعاطفته المشبوبة الشبيهة بخبز باب الأغا !

صباح محسن جاسم؟

- هو مَن أطلق عليَّ راهب برلين ! لذا أدعوه لأن يضمخ صومعتي بزيارة كي أعلِّق إبداعه كأيقونة ناطقة .

صباح محسن كاظم؟

- نقي وحميمي كبسمة الجنوب ومبدع عميق وشديد الغيرة على وطنه وإنسانه ولهاث مجاديفه !

عامر رمزي؟

- جاري البغدادي الذي أشتاق له كثيراً ولأميرات قصصه وهنَّ يحملن المهفات حولنا بينما نحن نقندل تحت جناح أبن فرناس !

بلقيس الملحم؟

- فكرتُ أن أكتب لها في تعليقي الأخير على قصصها القصيرة قائلاً: إنك أكثر عراقية مني !

إنها موهوبة وذات أريحية ولطف وعرفتُ أنها مشغولة هذه الفترة بكتابة عمل روائي .

سلام كاظم فرج؟

- ذهنية قلقة ورهافة شعرية وتواضع جم وتأريخ من الجروح المبتسمة ونديم يقطر بصورتهِ بخارُ قهوتي فأحنُّ له !

والعديد العديد من الأحباء مكانهم في صميم القلب والروح وتمنيتُ ذكرهم لولا أن المساحة تضيق .

هل أنت راضي عن نفسك؟

لا أعتقد أبداً فمازال الطريق أمامي طويلاً .

ما هي آخر أعمالك ومشاريعك المستقبلية؟

ما زلت مستمراً بتأليف كتاب شعري قصصي نثري بدأته منذ عدة شهور،

سؤال شخصي لماذا ترتدي القبعة دائماً أبسبب الصلعة البسيطة أم تعوُّد؟

عن طاقيتي أو قبعتي فأنا أرتديها للكشخة !!!

وعدا ذلك فأنا فخور بصلعتي وأتباهى بها والدليل على ذلك أني أخلع القبعة في الليل وأُري صلعتي لملايين النجوم !!!

ماذا تهدي إلى الكتاب والكاتبات والقراء الأعزاء بعد هذا الحوار الجميل الممتع؟

أهدي لهم تحاياي القلبية وشكري الجزيل والأبيات الأولى من قصيدة عمودية غير منشورة، ومقطعاً من شعر التفعيلة غير منشور كذلك مع وافر شكري وتقديري لكِ ولروعتك وذكائك وتعبك معي والذي سأعوضك عنه بدوّاماتٍ من خزامى وباقاتِ رفيف:

قابلتُهُ بحصونِ الشوقِ مُعتَصِما

وبسمةٌ لوَّنَتْ خديهِ لو عَلِما

أفدي الشموسَ التي تَفدي الخدودَ التي

تَفدي البريقَ الذي يَفدي الذي ابتسَما !

يا قلبُ كم حيَّرتْني عندما سألتْ

إنْ لم تزل في ضلوعي، قلتُ: رُبَّتَما

وساءَلتْني: أقلتَ الشِّعرَ أمْ نَضَبَتْ

-  لَمَّا بَعُدنا -  قَوافٍ عرَّشتْ دِيَما

فقلتُ: حاولتُ قولاً رُغْم أني هنا

ظلٌّ وإلاّ أظِلٌّ ينتضي قَلَما !؟

إنْ يُنسَبِ الوَصْلُ للأحلام فاعتبِري

أنَّ الظلامَ صديقي، والنهارَ عَمى !

لكنكِ اليومَ رَيحاناً مَررتِ على

أرضي وها بلغتْ وديانُها القِمَما !

----------------

من وراء الشاشة الخجلى

يُحيِّيني ابتسامٌ منكِ

والليلُ غضوبْ

برعودٍ

وتواريخَ تؤوبْ

حدِّثيني عن سنى ماضيكِ

إنْ كان سناءْ

قالت: الحاءُ هنا

والماضي باءْ !

في نهاية هذه المحاورة الغنية الموسَّعة الممتعة معك أشكركَ جزيلاً وأتمنى لك دوام الصحة والإبداع المستمر وللجميع أوقات ملؤها الخير والسرور ولا بد أن أتقدم بخالص الشكر والمحبة للصديقة الرائعة د. أسماء سنجاري على فكرة إجراء حوار عميق ودي مع شاعر الضفاف سامي العامري ودمتم .

في المثقف اليوم