حوارات عامة

النائب القاضي قاسـم العبـودي شاعـراً .. في حوار خاص مع خلود الحسناوي

khoulod alhsnawi- اقــرب القصائـــد الى روحــي قصيـــدة (ترنيمة الروح).

- العـــــراق الجريــــح ننزفــــه وينزفنـــــا.

كم هو رائع ان تقرأ قصيدة او تستمتع بمعانيها .. فلابد لنا من ان نجمع من شتات حياتنا بودقة نحتفظ بها بكل ما تهوى النفس، لنتخلص بعض الشيء من أعباء الحياة ومشاغلها .. لكن ليس كل من تحمل المسؤولية قادر على ذلك الاّ ما ندر .. وها نحن مع شخص قد نسج من خيوط الحزن السوداء ترنيمة امل للأجيال القادمة، وأحبَ الصوفية وتأثـــر بهم، إضافة الى انه قاضٍ وجدناه اديباً يتذوق الشعر ويسبر غماره .. فبالرغم من مشاغله ومسؤولياته المتعددة إلاّ ان النائب القاضي قاسم العبودي وبين الحين والاخر يسجل ولادة قصيدة جديدة تلتحق بركب قصائده التي سبقتها، إضافة الى انه كاتبٌ من الطراز الممتاز، وقد صدرت له عدة مؤلفات منها (الثابت والمتحول) و(النظم الانتخابية وتأثيرها في النظام السياسي) الذي ذاع صيته لأهميته الكبيرة ونحن حديثي العهد بالممارسة الديمقراطية ..

ولكي نتعرف اكثر على هذا الجانب، اي الجانب الادبي في حياته اجرينا معه هذا الحوار ..

724-koulod 

كيف تقيمون الواقع الابداعي بكافة اشكاله الادبية والفنية والثقافية في هذه المرحلة القلقة والحرجة؟

- في البداية لابد من الاشارة الى مسألة مهمة وهي ان هذا الواقع في الوقت الحاضر او على الاصح بعد سقوط النظام السابق شهد انتقالة جذرية تامة بعد ان ان كانت هذه المجالات متخندقة طوعا اوجبرا في خندق قائد الضرورة وحزبه الواحد ..

الحالة الصحية موجودة وايضاً الحالة المرضية موجودة

فهناك من يسيء للادب وللثقافة وللفن وهناك الكم الكبير الذي يعمل جاهدا لترميم هذا الواقع المهم جداً

كوننا تعرفنا على حضارات عمرها الاف السنين من خلال المبدع وليس سواه ولكن الظاهرة الصحية هي التي تتسيد المشهد في هذه المرحلة والشواهد كثيرة من خلال استقلالية ومهنية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ونقابة الصحفيين ونقابة الفنانين -- وعدد اخر من المؤسسات الغير حكومية التي تدفع بالاتجاه الصحيح .

 

- متى تجد الفرصة في كتابة القصيدة والتأليف في مجال تخصصك القضائي؟

ـ القصيدة هي من تمنحني فرصة كتابتها سواء كنت في حالة حزن اوفرح العراق الجريح ننزفه وينزفنا، فلولاه ما كنا ولن نكون ولولانا لكان موطن غزاة اغراب، لذا لابد لنا ان نعبر عن ما يجول في خوالجنا وذواتنا عن هذا الوطن الغالي

اما القصيدة هي من تمنحني فرصة كتابتها سواء كنت في حالة

حزن اوفرح العراق الجريح ننزفه وينزفنا كي لا نجعلهم يعيشون ويحلمون باليأس، وهكذا هي القصيدة التي نحتاجها الان وفي هذه المرحلة تحديدا والنتيجة نشهدها اليوم على ارض الواقع، شباب بعمر الزهور يتسابقون مضحين بأنفسهم كي يبقى العراق وللأسف الشديد ليس هناك اسناد ادبي واعلامي كافي لكي يشد من عزيمتهم .

 

صدرت لك عدد من المؤلفات المهنية القانونية -- هل هناك نية اصدار مجموعة شعرية؟

- نعم هناك مجموعه شعرية مشتركة بيني وبين اخي الاكبر الشاعر والاعلامي محمد يوسف علي عنوانها (قصائد من رحم واحد) وفي الوقت الحاضر اخي وشريكي منشغل في الترتيبات من حيث التقديم والتخطيط وصورة الغلاف ومن يكتب المقدمة وعلى ما اعتقد ان الاديب الفريد سمعان امين عام اتحاد الادباء هو من سيكتب المقدمة

 

اقرب قصيدة للشاعر قاسم العبودي ولماذا؟

- (ترنيمة الروح ) هذه القصيدة هي الأقرب، وانا احب الصوفية واسمع الصوفية، فترات طويلة من القراءة والتأثير وتأثرت بهم، لا نتكلم بالجانب التقليدي الذي يقولوه البعض لكن الصوفية باطار عام بعيد عن التفاصيل والأشخاص هي عابرة للاديان والمذهبية هي ممثلة مجسدة بشكل حقيقي لمفهوم الإنسانية المفهوم الإنساني بذاته، ان تعرف نفسك تعرف الله، هذا يعني .. تعرف الخير، هذه مسألة مهمة جدا لذلك هؤلاء كان لهم فضل كبير في نقل الحضارة الإسلامية والفكر الإسلامي وبعد ذلك الادب والفكر العربي الى العالم، تُرجمت كتبهم الى عشرات بل مئات اللغات يعني عندما تقرأي للحلاج تجديه بكل اللغات لما تتكلم عن جلال الدين الرومي تقول ان كل العالم يقرأ الرومي والكل يعرفه .. والأستاذ نيكلسون قضى من عمره 36 سنة وهو يترجم بالمثنوي لجلال الرومي، ابن الفارض، غيره لذلك هذه القصيدة تجسيدا لهذا الجانب وبها انتقالات من التفعيلة للشعر العمودي لقصيدة النثر وكل الاشكال هذه موجودة فعــلا بهــذه القصيـدة ..

وهذه بعض ابيات من القصيدة ..

كفـــا ألماً تغـــض الــراح عنــي

فكـــأس الصبــر منكســـرا براحــي

اذا انا مانتشيـــت فلســت صاحـــي

هاقد صحوت فلا كأسٌ سُقيتُ به

من راحتيها ولا تختالك الخمرُ

ياهائما بهوى العشرين رق له

جار الغمامِ اذا ما زادك العمرُ

ساستفرغ الزمان

والمكان

وأعدو

لا أرى الجدران

فالله غادرها !

وحل

ترنيمة على شفتيك

وبين عينيك سؤال

 

خاص بالمثقف

 

حاورته خلــود الحسنـــاوي

.......................

النائب والاديب القاضي قاسم العبودي في سطور ..

القاضي قاسم حسن العبودي؛ قاضي، خبير قانوني، باحث في الفكر السياسي والقانوني.

عضو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.

تخرج من كلية القانون - جامعة بغداد، عام 1991/1992.

عمل في المحاماة منذ سنة التخرج

عين نائبا لمدير مركز العراق للأبحاث ومن ثم مديراً للمركز ورئيسا لتحرير مجلة معاً العلمية الصادرة عنه .

ثم تولى منصب قاضي ومدير الشؤون القانونية والاعلامية في مجلس القضاء الاعلى وناطقا باسم المجلس .

ورئيس لجنة المفصولين السياسيين في مجلس القضاء الاعلى.

وعضوا في لجنة شؤون القضاة ولجنة الاختبار والتقييم.

ورئيسا للجنة التحليل الخاصة بلجنة الاتصال والحوار الجماهيري والمرتبطة بلجنة صياغة الدستور.

عين مفوضا في مفوضية الانتخابات في 29/7/2007 ومن ثم رئيسا للادارة الانتخابية فيها.

عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق.

عضو الاتحاد الصحفيين العرب.

عضو نقابة الصحفيين العرقيين.

عضو اتحاد الصحفيين الدولي.

له مجموعة من الكتب والبحوث والدراسات ومقالات منشورة في الصحف المحلية والدولية منها ..

ـ كتاب الثابت والمتحول في النظام الفيدرالي.

ـ بحث حول (المظهر الحسي للعبادة) .

ـ دراسة حول تغيير المناهج.

ـ قراءة في قانون الانتخابات رقم 96 لسنة 2004.

ـ الاطار القانوني للانتخاب وأثره على الارادة الشعبية.

وسلسلة مقالات حول الدستور العراقي الدائم .

ـ الجوانب المالية والاقتصادية في النظام الفيدرالي.

التعددية الحزبية في العراق.

ـ له مجموعة شعرية تحت الطبع، تم نشر جزء منها في الصحف العراقية.

ـ بحث حول ضمانات حرية التعبير في التشريعات العراقية.

في المثقف اليوم