تقارير وتحقيقات

تقرير: القصة القصيرة في ضيافة الشروق المكناسي

هذا الملتقى القصصي الذي تجاوز صداه الحدود الجغرافية الوطنية ليصل إلى مختلف الدول العربية بحيث عرف الملتقى خلال هذه الدورة مشاركة وحضور أسماء متميزة من ليبيا والسعودية ليدشن بذلك خطوة جميلة في الانفتاح على الإبداع العربي ويتطور اسمه إلى "ملتقى الشروق العربي السابع للقصة القصيرة"، وذلك طيلة أيام 19 ، 20 ، 21 فبراير 2010، ورغم الظروف الجوية القاسية فقد كان مناضلو القصة القصيرة بين أحضان فندق الحنة بالمدينة القديمة بمكناس ليشاركوا في فعاليات ملتقى الشروق العربي السابع للقصة القصيرة.

 

كانت الساعة تشير إلى حوالي الرابعة مساء عندما أعلن القاص والناقد خليفة بباهواي (رئيس الجمعية) عن انطلاق الدورة السابعة من "ملتقى الشروق العربي السابع للقصة القصيرة" بكلمة ترحيبية شكر فيها كل المبدعين الذين تجشموا عناء السفر سواء من بعض الدول العربية (ليبيا، السعودية) أو من مختلف أرجاء المغرب متحدين الأحوال الجوية من أجل الاحتفاء بهذا العرس القصصي، ثم أعطى الكلمة للقصة القصيرة في قراءات دافئة مع القصاصين: مسلك ميمون (مختارات من قصص القصيرة جدا)، البشير الأزمي (يباب وتراب، الضفة الأخرى، عودة المركب)، البتول العلوي (مشاعر مؤجلة، وتنتصر الأمومة)، محمد إدارغة (محاولات مهترئة)، حواء البدري (صوت رقيق جدا، موعد معهن وصية، عطل خارجي، حكم بالمؤبد)، علي المجنوني/السعودية (ابن ماش، طرف العباءة، أسن الظهيرة)، حميد ركاطة ( البيان الأخير، هل طرد آدم من الجنة، 36، ندف من الحزن)، منصف بندحمان (دم يعبر الرصيف، مرآب الضياع)، عبد القادر الدرسي/ليبيا (سيدي زهر، هزيمة، قطار،زوجة).

وعلى الساعة الحادية عشر من صبيحة يوم السبت انطلقت الندوة التي تمحورت حول موضوع: "مستويات الحكي في القصة القصيرة"، حيث أعطى الأستاذ عبد النور( مسير الجلسة) الكلمة للدكتور خالد اليعبودي التي كانت مداخلته حول موضوع: الخيال والتخييل في الحكي القصصي، وتناول الأستاذ مسلك ميمون موضوع شعرية الحكي عند عبد الحميد الغرباوي في حين كانت مداخلة الأستاذ خليفة بباهواري حول موضوع: مسارات الحكي ومستوياته في القصة القصيرة وبعد الإستماع إلى المداخلات فتح باب النقاش أمام الحاضرين من القصاصين والنقاد وكان النقاش والجدال مثيرين جدا وشكل ذلك إضافة نوعية للمداخلات السابقة الذكر.

وفي مساء اليوم نفسه وعلى تمام الساعة السابعة كان عشاق القصة على موعد مع أمسية قصصية بفضاء فندق الحنة بالمدينة القديمة بحيث تناوب على القراءات القصصية كل من: حسن البقالي (موسيقى، الجدار)، صخر المهيف (حب عبر الهاتف، ولد الحباس)، إسماعيل البويحياوي (حلمة المرآة، راحة اليد، جريمة، كابوس،)، السعدية باحدا (عاطل)، الفرحان بوعزة (خصاء، خريطة منسية)، الحبيب دايم ربي ( باما ومابا)، نجيب كعواشي (الفخ)، عبد السلام بلقايد ( بيجماليون معاصر)، عبد النور إدريس (الديك البلدي)، علي المجنوني/ليبيا (حكاية الفم الذي بخر، الملك، اتحاد)، عبد القادر الدرسي/ ليبيا (تائه، موت، صرخة، همس، لوحة، خلاص، زروق)، حواء البدري/ليبيا (بعيدا عن الواقع)، صلاح جينا/ليبيا (سبعة مشاهد)، واختتم الناقد صابر الفيتوري/ليبيا فعاليات هذه الأمسية القصصية بكلمة قال فيها:" جئت للمعرض الدولي بالبيضاء لألتقي بالمبدعين، لكني لم أجد أحدا هناك فإذا  بي أجد المبدعين توجهوا إلى هذا الملتقى" وهي شهادة جميلة في حق الجمعية ونضالها المستمر من أجل استضافة مختلف الأنشطة الثقافية والفنية، واستمرت فعاليات الملتقى بحفل تكريم القاص المغربي المصطفى كليتي الذي بدأ النشر سنة 1973 بجريدة المحرر، وصدرت له  مجموعتان قصصيتان هما: " القفة" و"موال على البال"، والمحتفى به ناشط في المجتمع المدني والمشهد الثقافي بشكل عام، غير أنه لم يحظ بالاهتمام الكافي من طرف الإعلام المغربي، وقد شكل هذا التكريم التفاتة جميلة من جمعية الشروق المكناسي للاحتفاء بتجربة القاص المغربي المصطفى كليتي، وشهد هذا الحفل قراءات نقدية في أعماله القصصية، بحيث كانت قراءة القاص محمد إدارغة بعنوان:"جمالية توليف المحكي في موال على البال"، في حين كانت مداخلة الناقد مصطفى بحبح حول موضوع: "حاشية على مجموعة موال على البال للمصطفى كليتي"، أما قراءة الناقد عبد الهادي الزوهري تمحورت حول موضوع : " القفة بين الحمولة  الاجتماعية  والرؤية الجمالية" في حين قدم القاص حميد ركاطة قراءة في المجموعة القصصية موال على البال والتي عنونها بفك الحصار عن إنسانية الإنسان وحريته المصادرة" قد تخلل حفل تكريم شهادات إبداعية في حق القاص المصطفى كليتي، والتي تناولها كل من القاص صخر المهيف، منصف بندحمان، .... الذين تحدثوا عن تجربة المحتفى به الإبداعية والحياتية، واختتم الحفل بقراءات لمختارات قصصية من طرف القاص مصطفى كليتي بعنوان: "سيرة الحب"،"تماوج الأيام السبعة"، "مطعم الأم رحمة"، "إشاعة"، "ميلاد مدينة"، "سيرة الأعدقاء".

وقد انطلقت فعاليات اليوم الثالث من الملتقى بمائدة مستديرة حول موضوع: "غواية الحكي في القصة القصيرة"  التي عرفت مشاركة الأساتذة: بوشتة المعزي، صخر المهيف، مصطفى بحبح، عبد الحي مشتي، مصطفى كليتي، عبد الهادي الزوهري، عبد القادر الدرسي/ ليبيا، متناولين تجربتهم الإبداعية والعوائق التي اعترضت هذه التجربة مثل مشاكل النشر والتوزيع والإصدار الأول، وغياب تشجيع الحكومة للإبداع، وتراجع مقروئية الكتاب وحوالي الواحدة زوالا أعلن الأستاذ خليفة بباهواري عن اختتام فعاليات الملتقى بتوزيع شواهد المشاركة على كل الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة الأدبية، وإن كان الملتقى قد انتهى فإن جسور التواصل مازالت ممتدة بين المشاركين في ملتقى الشروق العربي للقصة القصيرة.

 

فاطمة الزهراء المرابط

أصيلة /  المغرب

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1329 الجمعة 26/02/2010)

 

 

في المثقف اليوم