تقارير وتحقيقات

الشاعر العراقي مهدي النهيري ثانياً في مسابقة ملتقى الشعراء في دمشق

وكان الشاعر مهدي النهيري قد فاز في المرحلة الأولى بقصيدة في رحاب الإمام الحسين عليه السلام عنوانها سورة الطمأنينة

 

وعلق الشاعر والناقد اللبناني على قصيدة النهيري بقوله:

فعلاً ما سمعته قصيدة أصيلة وحديثة متينة السبك جداً مع تسلسل جمالي يرافق أبياتها، لم أعثر على بيت واحد يمكن أن يوصف بأنه ضعيف أو عادي أو تقليدي واللغة تنسجم تماما مع الموضوع وتغنيه بمفردات وصور جديدة، أهنئ الشاعر مهدي على هذه القصيدة الموفقة.

 

فيما علق الشاعر والناقد السوري عبد القادر الحصني بقوله:

في الحقيقة هذه القصيدة تنم على شاعر متمكن،... يلفت الانتباه في هذه القصيدة هذا التمازج الكبير ما بين الخاص والعام فشخصية الشاعر ونفسيته قد تمازجت تمازجا كبيراً ومنسجما مع موضوعه الذي يحمل شرف الموضوع، ثمّ يلفت الانتباه أيضا ذلك البناء اللغوي المقتدر والمختلف فهو لم يأتِ بلغة ناجزة في تركيبها اللغوي بل استطاع أن يولف البعيد على القريب وأن يأتي بأنماط من التركيب ليست مستهلكة، وبذلك نمّت هذه القصيدة على شاعرية، أما التصوير والبلاغة فإنها حاضرة حضورا كبيراً أيضا ولو أسعف الوقت لتوقفنا عند كل بيتٍ من أبياتها لنسمع هذا الشاعر يقول:

 

وجيشاً منَ اللوعاتِ في عينِ والدٍ  يرى خَزَفَ الأولادِ في متحَفِ الكسرِ

هنا بصورة في غاية الجدة لموضوع قديم ومعروف ولكن الإبداع هذا هو شأنه، أن يرينا الأشياء مرة أخرى وعلى نمط جديد ومختلف،،

أتيتُ بما عندي وأدري بأنني         بلا أيِّ شيءٍ قدْ أتيتُ سِوى شِعري

 

هذا الاعتداد الكبير مع التواضع يمتزجان معا في هذا البيت ليؤديا شاعرية خاصة، اللغة على غاية من السلامة والوزن أيضا وقد ركب الشاعر بحر الطويل وهذا البحر يحمل المعاني الكبيرة فكان موفقا وزنا وقافية ولغةً وجمالية، أبارك لهذا الشاعر.

 

وكان النهيري قد اشترك في المرحلة الثانية من المسابقة بقصيدة في رحاب الإمام علي عليه السلام عنوانها بوصلة للعاشق

 

قال عنها الناقد اللبناني الدكتور رامز الحوراني:

الدكتور رامز الحوراني: الموضوع ذوبان وجداني في حب الإمام علي رضي الله عنه، والقصيدة كلها موجات من المد العاطفي الصادق، وغوض الى الاعماق الايمانية الرحبة الكامنة في هذه الشخصية الاسلامية التي اجمع الباحثون على انها تجمع البعد الديني الصافي والبعد العقلي المستشرف والذوق الادبي الرفيع. الصور الفنية القصيدة متميزة، حبكا وتصويرا وتدفقا شعريا سلسا عذبا، الصور نابضة بالحيوية والرشاقة وهي كريّق الغيث خفيفة الوقع سهلة المتناول، ولكنها قوية التأثير لما فيها من مهارة، البيت الخامس مثلا:

فانا اسم لو قيل لي ما علي؟         لانحنى ثم كالمنارة صلى،

 

وكذلك البيت السادس: يا علي الدعاء عندك رب، وفي البيت الثامن طباق موفق في قوله: وانا دمعة وصوت دعاء..، وفي البيت الخامس عشر صورة رائعة.. ، وفي البيت السابع عشر كناية جميلة ان سجادتي تراب عذابي، وهناك صور جميلة كثيرة، اللغة جميلة متماسكة شفافة مطواعة، الوزن هو البحر الخفيف وهو دليل على تمكن الشعر عند شاعرنا، وفقه الله وشكرا.

 

وجاء تعليق الشاعر والناقد السوري عبد القادر الحصني بقوله:

كدت أعفي هذه القصيدة مني       وأخلّي سبيلها ثم أسلى

فهي غيرى من أن يحوك لها الشعر       ثيابا وأن تزف وتجلى

وهي في عريها أشفّ نقاء        من زفاف مزوق وهي أحلى

نفرت،، كلها غزال نفور        وتريثت قبل أصبح وعلا

ثم أخرجت من قميصي قلبي        لينادي على القصيدة مهلا

 

إسمع يا مهدي أنت استنفرت الطفولة والأمومة وما فيهما من حب وأطياف لا تنتهي من هذا الحب وعرجت بهما إلى أعلى العتبات المقدسة، ووقفت عند هذه العتبات وإذا كان الناس يصعدون إلى هذه العتبات بإعمالهم الطيبة والجميلة فأنت صعدت بذنوبك ولكن صعدت مع ذنوبك وأنت تشفعها بمحبتك وأنت تعتقد بان النور سيغسل هذا الظلام وإنك قريب على الرغم من كل ما فيك وقد كنت مؤثرا وحقيقيا فيما أدليت به من مرافعة إزاء نفسك عندما توسلت بالنور وعندما اقتربت من النور لتصل إلى مبتغاك من خاتمة القصيدة التي ينفتح فيها أكثر من باب للنور والإشراق، أكثر من باب للتقى والصلاح، أنت يا صديقي في هذه القصيدة مفعم بعاطفة عالية وبروح متقدة، الصور عندك جاءت على قد اللغة وقد الفكرة وجاءت ممتلئة:

يا علي الدموع فاطمة عندك اخرى تجلها حين تتلى

 

هذه الصورة التي جمعت ما بين الأسماء وأبعادها التراثية العميقة وما بين رؤيتك وما بين عاطفتك ثم في هذا البناء اللغوي الخاص الذي خرج على مألوف الجملة المستقرة وأنت في معظم أبياتك على الرغم من اعتمادك نظام البيت قد استطعت أن تقنعنا بأنك قادر على بناء جملة شعرية حديثة، الصور في نهاية القصيدة رائعة جدا، أنت تقول أيها الشاعر:

ودخلنا أنا وأمي إليه      وخرجنا أما وآخر كهلا

أبيض القلب والقصيدة والأم      رجعنا ككف موسى وأجلى

وابتعدنا عن الضريح وعدنا     ماء ورد وعروة ومصلى

يا له من جمال فتان يا مهدي...

 

والشاعر مهدي النهيري هو الشاعر الوحيد الذي مدحت قصيدته شعراً في المسابقة أثناء العملية النقدية وكان التقريض من الشاعر والناقد عبد القادر الحصني

 

وكانت المرحلة الأخيرة للمسابقة مشروطة بقصيدة في مدح النبي الأكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم مجاراة لقصيدة الازري التي يقول في مطلعها:

لمن الشمس في قباب قباها ......

 

أي إن القصيدة يجب أن تكون على بحر الخفيف وقافية الهاء وكان الشاعر مهدي النهيري كتب القصيدة في الليلة الأخيرة من الموعد المحدد لإرسال القصائد لأنه لم يكن يعلم بشروط الحلقة الأخيرة ولكن ليلته هذه أهلته للحصول على لقب الوصيف والجائزة الثانية في المرحلة النهائية التي أضيف إلى القصيدة الرئيسية فيها كتابة أبيات معارضة وارتجال في ساعة تصوير الحلقة.

 

المرحلة الأخيرة من المسابقة كانت في دمشق يوم 11/4/2010 على قاعة المستشارية الثقافية الايرانية.

 

وكان الجائزة الأولى في المسابقة من نصيب الشاعر العراقي علي الأسدي الذي قال في تصريح لوكالة أنباء الشعر:

 

تغمرني فرحة كبيرة بهذا الفوز مع أنني كنت متخوفا من قصيدة مهدي النهيري فهو شاعر عملاق  وتجربته الشعرية أفضل مني، وكان تصريح الشاعر مهدي النهيري لوكالة أنباء الشعر أيضا هو:

 

كان توقعي منحسرا بيني وبين علي الأسدي بصراحة لأنه شاعر ملهم وهو صديقي وحبيبي وأتمنى له الفوز بمسابقات قادمة،، وهذه القصيدة التي قدمتها جاءت بين ليلة وضحاها، فجاءت كثيفة الصور كما وصفتها لجنة التحكيم.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1384 السبت 24/04/2010)

 

في المثقف اليوم