تقارير وتحقيقات

مقهى حسن عجمي في أحضان قصائد بيت الشعر العراقي

اذ جاءت تحت عنوان (شعراء حسن عجمي)، وقدمها الشاعر زعيم النصار الذي تحدث عن المقهى وحضوره كمكان منذ ثلاثيات القرن الماضي، وشخوصه الذين لازموه، فيما القى عدد من الشعراء قصائدهم، والقيت شهادات لمثقفين عراقيين عن المقهى ودورها الثقافي.

 

(تقاليد يومية)

وقال النصار في بداية الاصبوحة، ان "مقهى حسن عجمي كمكان امتلك حضوره منذ ثلاثينيات القرن الماضي، بشخوصه الذين لازموه وكان جزء من تقاليدهم اليومية اللقاء فيه وتبادل الاحاديث والرؤى، ومن ثم أصبح ذاكرتهم التي يعودون اليها دائما".

واضاف في تقديمه للأصبوحة "ربما استطيع القول ان القصيدة الثمانينية نضجت وتبلورت ونشرت في هذا المكان الذي استوعب ستين شاعرا في ذلك العقد من القرن الماضي".

 

(فساتين القصيدة)

وتلى التقديم قراءات شعرية بدأها الشاعر نصير غدير، بقراءة قصيدة حملت عنوان "عن كلِّ هذا وذاك"، والتي جاء فيها:"كلما وقعتْ عينِي على المرآةِ/ ضحك ظلـِّي في الأسفل/ وكلما نظرتُ إليه/ ولّى غير عابئ بالخجل المتصببِ من جبهتي/أقول له لقد بلِيَ الجينزُ/ من كثرةِ الناس في الشوارع/ ويقول لقد سئمتْ المانيكانة/ من هذه الفساتين …".

 667-bayt

(حياة داعرة)

بينما قرأ الشاعر حميد قاسم قصيدة حملت عنوان "أجلس في الحديقة، وأفكر"، والتي يقول فيها: "هل قلتُ لكِ كم أحبكِ. قبل أن تذهبي إلى الدوام؟/ هل يدرك المواطن الحزين أن حياتَه فارغة/ وجيوبه كذلك/ كلما شد قميصَه إلى الأسفل/ غافلاً عما يدور وراءه في البيت/ حين تهربُ زوجته تحت ستار كثيف/ من الغناء والأكاذيب/ وحين لا تكون معي كمنجة/ سوى هذه العاطلة التي أحملها/ منذ خمسين عاماً/ وأنا أعزف وأركلُ مؤخرة حياتي الداعرة/ بقدمٍ متورمة".

 

(ذاكرة ثقافية)

كما شارك الشاعر المغترب باسم المرعبي في الاصبوحة، حيث بعث الى المحتفين بمقهى حسن عجمي بشهادة عنوانها "حسن عجمي..صورة مقهى أَمْ صورة مدينة"، قرأها بدلا عنه الشاعر زعيم النصار و ذكر فيها: “اتحدث عن هذا المقهى، هنا بوصفه ذاكرة ثقافية فهو حاضن لكل أجيال الأدب العراقي الحديث من خمسينيين وستينيين وسبعينيين وثمانينيين …. وقد عرفَ هذا المقهى احتدام الرؤى والمشاريع الإبداعية والثقافية وكم اتخذتْ اللقاءات فيه …. دورَ المحرّض على اجتراح الجديد..".

 

(جلاس عجمي)

بدوره بعث القاص علي السوداني، من عمان بشهادة هي جزء من كتابه "مقهى حسن عجمي" جاء فيها: "هو مقهى حسن عجمي الذي أخذ شهرته وسمعته الطيبة من دمغة مؤخرات أدباء شعراء قصاصين روائيين نقدة رسامين وجلاس مريدين وغاوين ينبتون ساعات ملظومات بساعات فوق تخوت الخشب الحائل المفروش بليط وقصب وعيدان …".

 

(مسرحة الشعر)

ختام الأصبوحة كان مع الفنان ميمون الخالدي، الذي قدم مسرحة لقصائد: زاهر الجيزاني، خزعل الماجدي، سلام كاظم، نصيف الناصري ، مبتدءا بمقطع من قصيدة "شباط" للشاعر الماجدي: "لماذا تغني الحماماتُ نشيداً حزيناً/ لماذا تنوحُ؟/ ومن ذا على الأفقِ أنطرهُ / ولدي !!/ أم قميص مدمى !/ أم البرقُ يطرقُ كوم الشتاء الطويل؟/ فمن ذا ؟/ شبحٌ في دثارِ الهزيع الأخير من الليل/تحدَّث إليَّ وقل يا حبيبي/ إلى أين قادوك؟ / أيّ ظلامٍ زُرعتَ به وأي خراب؟".

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1420 الاثنين 07/06/2010)

 

 

في المثقف اليوم