تقارير وتحقيقات

دار الشؤون الثقافية تحتفي بكوكبة الراحلين من مفكرين التنوير العربي

 احتفاء بمنجزهم الكبير واثارهم الفكرية الشاخصة وبحضور عدد كبير من  السادة المسؤولين واعضاء مجلس النواب وعدد كبير من الادباء والصحفيين وجمهور غفير من محبى الادب وفى بداية الجلسة كانت الكلمة الاولى للشاعر نوفل ابورغيف المدير العام لدار الشؤون الثقافية قائلا 0000تلتقون اليوم على مساحة اخرى من مساحات الثقافة الباحثة عما هو مختلف وشاخص فىجغرافيا المعرفة الممتدة بامتداد نهارات بغداد والضياء 000لانريد لهذة اللحظة ان تتحول الى مناسبة للتابين اؤ الوداع المحتشد بالثناء ولحزن الذى سيخبوفيما بعد000لكننا نحاول ان نبتكر سببا للتوقف عند مثابات طالما حركت الراكد فى افقنا الفكرى عربيا واسلاميا عبرما اوجدتة من طرائق فى تدبر الحياة ومواقفها وما اطلقتة من اليات فى صناعة الوعى المستند الى البحث عن عشبة الخلود فىفضاء النجاة والسلم والسعادة لقد خسرت الامة والمنظومة الفكرية والعلمية الرصينة اربعة من اسباب بقائها ونموها وبقي عليها ان تجد ما تعلل به قصورها في عدم انصاف هذه الثلة التي ملأت الحياة بأصواتها صخبآ واسئلة كبرى وحضورآ على مسرح الاحداث ولعل العراق معني اكثر من سواه بالبحث عن هذا التعليل بحكم ما قدمته نخبة رجالة في الوعي والسياسة والاجتماع وفي مسار الثورة والتغيير وليس ادل على جذوة هذا الاشتعال المضيء من تلك الانجازات التي ملأت الذاكرة والتاريخ بأسماء من عبدوا طريق الوعي الطويل في مشوار الفكر الاسلامي الاطول فكانت اشراقات الفيلسوف الكبير محمد باقر الصدر والمفكر الكبير محمد تقي الحكيم عن مدرسة النجف الكبرى وما سبقهما وما تلاهما من جهود النائيني والشيرازي ومحمد عبده وجمال الافغاني والقائمة تطول كما تعلمون دعونا نسافر مع الاوراق التي سيقدمها السادة المحاضرون ونستغرق في مديات رموزنا المحتفى بهم ومهما كان ومهما اتسعت الرؤى واختلفت القناعات وتعددت الهويات فأننا بصدد الوقوف عند ضفاف المعرفة والقطاف فلا شك اننا لن نختلف على جرأة المفكر المغربي الكبير محمد اركون فيما رسمه من معالم جديدة لاسس الخطاب الاسلامي الذي كان قائمآ على رؤية احادية الفكر طوال قرون فوازن بين الراكد والمتجدد على نحو كلفه باهظآ من جهة غير المتفقين مع افقه الطامح الى فضاء رؤيوي مغاير ولم يكن هذا العقل ببعيد عن سورة النقاش المفتوح والقدرة على تخيل ملامح توازي تجليات الحداثة وتشهر تمدداتها والاعتدال اللافت في المنهج والتجربة الاسلامية على نحو فريد تسيده سيدنا الراحل الخالد (آية الله محمد حسين فضل الله) ليترك الباب مشرعآ لمن يمتلك شيئآ من القدرة نفسها على والتحديث والانفتاح في عالمنا الاسلامي الذي يندر ان الاخرون ظواهره الانسانية الفذة حقها وهكذا يمكن ان نضيء بعضآ من مسافة القلم المصري (المائز نصر حامد ابو زيد) ذاك المفكر الذي دفع عمره واسرته وبيته ثمنآ لفاتورة القمع الفكري فكان حليف سجون السلطة وصديقها الحميم يصرف النظر اتفقنا معه ام اختلفنا ليرحل غريبآ في مجلس عزاء لاتؤثثه غير الكراسي والجدران ونفر ضئيل مخلفآ ارثه الذي قد لا يجد من يقدره بثمن يوازيه بينما ظلت اشكالية العقلين العربي والاسلامي قائمة منذ ان فرزتها كتابات الدكتور محمد عابر الجابري مثقفآ متناهيآ ومفكرآ بلا حواجز او اسوار واسلاميآ من طراز هو اختطه وهو ابتكر صداه هذه اننا سنميط اللثام او نملآ السلال على النحو الذي ينبغي ان يكون ولكننا من دون شك سنفخر ان هذه المؤسسة دار الشؤون الثقافية ممثلة لوزارة الثقافة وكما عودتكم لها قصب السبق ومنها زئبق البوصلة التي تؤشر هذه المثابات وتؤدي اليها ولتكن هذه المناسبة كسابقاتها اللاتي منحن الاخرين جذوة التنافس والسباق الى مثل هذه الفعاليات والمناسبات والندوات لنملأ العراق بأحاديث الفكر والادب والثقافة . وهنا نتوقف الى السادة المحاضرين وهم يتحدثون عن مديات رموزنا المحتفي بهم وقد تحدث الدكتور مؤيد صونيت عن محمد حسين فضل الله وتحدث الدكتور فائز الشرع عن محمد اركون وتحدث الدكتور كريم شغيدل عن محمد عابد الجابري واخيرآ وليس اخرآ تحدث الدكتور رياض سكران عن نصر حامد ابو زيد قائلآ : تقترن الثقافة بمنظومة من التحديات في جميع العصور ذلك لانها دائمة الارتباط بالمعنى الخلاق للتغيير وبدون ذلك لا تغدو الثقافة روحآ ورمزآ مستمرآ لعقل المجتمع الذي ينتجها من هنا لن نستغرب اذا كنا سنتحدث عن تحديات في سياق الثقافة العربية وكأننا نتحدث بمرجعيات نستعيرها من سجالات امتدت منذ اواخر القرن التاسع عشر ثم تكررت في سياقات متعددة تمثل الثقافة الكيفية المتعينة التي ننتج بها ما نفكر فيه ونقوله ونسلكه ونشكل به المجتمع الذي نعيش فيه فالثقافة حتمآ تحتفل بما نحن عليه من تنوع واختلاف وتغير وثبات وليست الكيفية بذلك الا قوانا المشتركة والمهيمنه والخلاقة في انتاج انماط التباين والاختلاف ومثل هذا التأطير النسبي لمفهوم الثقافة بمنأى عن اية نخبة ومع كل نخبة وبمنأى عن أي حقل او نوع او جنس او مادة ومعها جميعآ وبمنأى عن التراث ومعه ويقر هذا التحديد الثقافي بالتنوع اقرارآ جليا لا يقبل اللبس أي اننا حين نذهب الى القضايا الثقافية ومستقبلها لابد ان نذهب غير مدججين بالتراث وحده او بالدين وحده او بالسلطة وحدها او بالايدولوجيا او بأي مفهوم نخبوي اخر ولابد ان نتعرف بان هذه وغيرها قوى خلاقة مشتركة تنتج المجتمع الذي نحن عليه وتحدد الهوية او الثقافة التي نكون عليها وفي ضوء ذلك نتوقف عند تجربة نصر حامد ابو زيد التي تركت حضورا اشكاليا لافتا في الثقافة العربية المعاصرة بعدما قدم مجموعة من الدراسات والبحوث المترابطه مع بعضها الى حد كبير منذ كتابه الاول الاتجاه العقلي في التفسير وهو دراسة في قضية المجاز في القرآن الكريم عند المعتزلة . وتحدث الباحث الدكتور كريم شغيدل قائلآ : رحل محمد عابد الجابري ولم يرحل فالرحيل للاموات الذين نفقدهم ونفتقدهم على عدد ايام الحزن المتعارف عليها اما المفكرون والعلماء والمجتهدون والفلاسفة والاعلام ومن هم على شاكلة الجابري فهم احياء عبر ما يورثو لنا من تراث فكري هو عصارة عقولهم واجتهاداتهم المتفردة فهل يحتاج الجابري او اركون او فضل الله او ابو زيد استذكارآ مجردا او تأبينآ رثائيا لكن هل سيفسح موتهم السبيل سالكآ لتلك الموجات الظلامية التي استبشرت التها الاعلامية بموت هؤلاء حتى وصف احد المواقع المتشددة رحيل الجابري بالهلاك وهنا نتسائل ايهما الهالك الجابري الذي تحول رحيلة الى احتفاء بفكره واعادة قراءة تراثة وحافزآ لمن لم يقرأة سابقآ ام من ضل الطريق متخذآ من الدين راية ملطخة بدماء الابرياء فمن هو هذا الجابري الذي اقلق اولئك طيلة مسيرته الفكرية ليستبشروا برحيلة وكأن الله فتح لهم فتحآ مبينآ .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم