تقارير وتحقيقات

الشَّاعر الأسدي بين شاعرين .. المتنبِّي والمعرِّي

من شخصيات سياسية وقضائية واجتماعية وأدبية وفنية ومدراء مدارس ومعلمين وطلاب جامعات وأصدقاء. ومن بينهم عضو البرلمان الجبهوي محمد بركة، والقاضي عبد الرحمن الزعبي، والقاضي رايق جرجورة.

كلمة التقديم كانت للشاعر مفلح طبعوني الذي أشاد بأهمية هذه اللقاءات، وفي مثل هذه الأوقات، حيث أنّه رأى بها برهانًا على أن الدُّنيا لا تزال بألف خير.  كما ألقت المرشدة المربية دعاء زعبي خطيب كلمة تحدَّثت بها عن ذكرياتها في المدرسة الثانوية البلدية مع أستاذها سعود الأسدي، وعن دوره الكبير في زرع حبّ اللغة العربية والثقافة في نفوس طلاَّبه، وقد أشارت إلى أثر المعلِّم والمربِّي والشَّاعر المتميِّز في تنشئة الأجيال على التعلق بالحضارة العربية والإنتماء للهوية الثقافية الأصيلة.

697-suda

الأسدي بدأ حديثه بذكريات تعلِّقه بالشِّعر العربي، وبالشاعرين الكبيرين، المتنبِّي والمعرِّي، واللذين شكَّلا عنده صورتين للشعر العالمي الخالد، حيث كان لهما الحظّ الأوفر من اهتمامه بروائع الشعر.

الأسدي سرد عددًا من القصص استعاد بها دور الشِّعر، والذي رأى فيه قنديلاً أضاء ظلمة ليل طويل، في ظروف لم يكن الكتاب فيها متوفرًا، يوم نسخ ديوان المتنبِّي، وحفظه عن ظهر قلب، في بيت فلسطيني طيني شجَّع الثقافة ورأى بالكتاب خير جليس في ظلّ والده الشاعر المعروف محمد أبو السعود الأسدي.

وبالاعتماد على نصوص الشَّاعرين المخزونة في ذاكرة الشَّاعر الأسدي المدهشة  ألقى ضوءًا على فترة بدأت فيها عوامل الانحلال والتفكك، في حقبة لها الكثير من المشترك مع هذه الحقبة الراهنة، وكما إستشهد بكثير من الأبيات الشعرية، والتي تصلح لكل مكان وزمان، وبالأخص لزمان أصبحت العرب ملوكها عجم.

كما سلَّط الضوء على نقد المعرِّي للناس والعصر الذي عاشه، وبرهن على أن العرب قد تقبَّلوا النقد الجريىء، في زمن كان العقل العربي يدرك عالمًا واسعًا، ومنفتحًا على ثقافات عقلية وفلسفية لشعوب وحضارات كثيرة، بعكس ما نراه اليوم من سلطة القمع الفكري لكل تفكير ناقد، ورافض، ومؤمن بالتغيير، وساعٍ نحو الأفضل.

الجمهور كان على شوق للقاء بالشاعر، وخصوصًا بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به، وقد زادهم الشاعر ثقة بأن للشعر دورًا في الوعكات والأزمات، حيث كان الشاعران، المتنبِّي والمعرِّي بصحبته : لزوميات المعري عن يمينه والعرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب عن شماله طيلة المدة التي رقدها في المشفى .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1537 الاربعاء 06/10/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم