تقارير وتحقيقات

في ختـام فعاليات الموسم الثقافي بمدينة غريان: أفــراح جمـاعية ومـبـادرات بالإمكانيات الـذاتــية

في قاعة المؤتمرات بشعبية الجبل الغربي في مدينة غريان الليبية بإشراف من الجمعية الليبية لرعاية الشباب فرع غريان، والذي أنطلق في يوم 20/6 من هذا العام وتعددت فعالياته وتنوعت بين الثقافي والفني والتراثي، بدأت فعاليات الختام بكلمة ترحيب من الشاعر والكاتب الصحفي محمد القذافي مسعود المشرف والمنسق لفعاليات الموسم، حيث قال :

رغم وجود الكثير من الصعاب والعقبات والقليل من التسهيلات الإ أننا بفضل الله وحمده استطعنا أن ننجز ماوعدنـا به في البداية بالصورة التي نظنها الأجمل والأفضل،

وفي البداية أحب أن أوضح أننا كفرع للجمعية الليبية لرعاية الشباب بمدينة غريان،  أننا جمعية أهلية لا تملك من الإمكانيات الإ دعم شبابها ودعم من يقدر العمل التطوعي والثقافي والإنساني داخل أو خارج المدينة، واجهنا الكثير من الصعوبات والعقبات بسبب إنعدام الإمكانيات، وعدم تجاوب العديد من الجهات،أو بالأحرى عدم فهم لهؤلاء للمعنى الصحيح للعمل التطوعي والثقافي داخل المدينة، ولكن بحمد الله وفضله وبفضل اجتهاد القائمين على الموسم استطعنا أن ننجز العديد من الفعاليات والأنشطة المهمة في عمقها والرائعة بمضمونها، واليوم وفي ختام الفعاليات بشكل نهائي، نقوم بتكريم لأهم فنانين في مجال التصوير الإعلامي بمدينة غريان، منهم المرحوم المبدع (السيد السميري)، والموجودين أطال الله في عمرهم المبدعين (الأستاذ رمضان قنـاط والأستاذ السيد جمعة)، كـلـفتـة وفاء ومحبة من الجمعية للذين أعطوا كل جهدهم من أجل الإبداع والفن الإعلامي المتميز، وفي النهاية أقدم الشكر لكل من قدم لنا الدعم المادي أو المعنوي واخص بالذكر شركة أكيدة فرع غريان والأستاذ ميلاد ساسي من القيادات الشعبية ومكتبة الاتحاد لمساهمتهم المشكورة، وإلى كل من قدم لنا مساعدة مع حفظ الأسامي والألقاب حتى لا أنسى أحدا، وأتمنى أن نلتقي في الموسم الثقافي الثاني للعام 2011.

....

ثم بعد كلمة الترحيب، وقف الحضور لقراءة (سورة الفـاتحـة) على روح المصور الأستاذ الراحل (السـيد السميري)،

بعد اللفتة الكريمة من الحضور بقراءة الفاتحة، أنتقلت الكلمة لأمين فرع الجمعية الليبية لرعاية الشباب فرع غريان، الأستاذ عبد الحميد عكير،

حيث قال :

إلى كل المنتسبين للفرع بالجمعية، إلى كل الأعلامين وإلى كل الحاضرين والمهتمين بالثقافية والعمل الأهلي، أقدم لكم تحية منقولة من المهندس الكيلاني رمضان الكيلاني أمين اللجنة الشعبية للجمعية الليبية لرعاية الشباب والأمين المساعد لاتحاد الجمعيات الأهلية، حيث يقدم لكم جزيل الشكر ويقدر أعمالكم الإنسانية الرائعة ويتمنى لكم المزيد من التوفيق والنجاح، ويعدكم بإمكانيات أفضل في محافل ومواسم قادمة،

في البداية اشكر حضوركم الكريم وأؤكد أن حضوركم كان من دون إكراه أو أجبار، حيث أن حضوركم كان من خلال اقتناعكم الكامل بالأعمال والأنشطة التي قام بها الفرع،و أحب أن أوضح لكم أن العمل الأهلي هو عمل أنساني من دون مقابل، والأعمال التطوعية هي سمة المجتمعات المتحضرة،الجمعية الليبية لرعاية الشباب فرع غريان قامت بانجازات جبارة في مدة قصيرة، ورغم كل الصعاب وعدم توفر أي إمكانيات نجح فرع غريان من خلال إقامة موسم ثقافي بإقامة 12 من الفعاليات الثقافية والفنية والثراتية في شهرين من العمل الأهلي المتواصل،  وهذه الحقيقة أكدتها وسائل الأعلام المختلفة، والجميع يعلم أن الجمعيات الأهلية محتاجة للجهات الحكومية من جهة الدعم والموازنة، حيث أنهما على خط مستقيم مع بعضهما البعض ولكن للأسف في هذا الموسم لم نرى الإ الخطوط المنعرجة المثمتلة في عدم وجود أي دعم،

 وفي نهاية الكلمة أحب أن أشكر كل من الشاعر والكاتب الصحفي محمد القذافي مسعود المشرف والمنسق للموسم الثقافي،  ورئيس اللجنة الإعلامية الكاتب الصحفي الأستاذ مصطفى حمودة،والأخت الإعلامية عفاف خليفة منسقة الإعلام بالموسم، والأخ عبد الباسط خليل منسق العلاقات بالجمعية، والأخ حسن أبوفايد، وفندق الرابطة والفندق السياحي بغريان، محلات أبوشاقور،  وكل من ساهم في نجاح هذه الفعاليات التي نُـظمت من اجل الثقافة والتعريف بها أكثر في مدينتنا الجميلة (غريان) .....

...

 

 

(للعـين التي التقطت كل الحب، إلى الراحل السيد السميري، بكل الحب مازالت تنبض في قلوبنا)

هي الكلمة التي بررت مبادرة مفاجأة من قبل مشرفي الموسم  في مدينة غريان من خلال تكريم المصور الأستاذ الراحل المصور الفوتوغرافي

(السيد السميري)

من مواليد 1955

عمل بالأعلام منتصف السبعينات،

توفي في الثمانينات

وفي توضيح أكثر  قام الأستاذ المصور

(رمضان قناط )   بإلقاء كلمة عن زميله الراحل السيد السميري :

حين قال :

في البداية سأطلب الرحمة للراحل من الدنيا الباقي في قلوبنا زميلي السيد السميري، عملنا معا من سنة 1976 وحتى سنة 1981، وعندما أتكلم عن السيد رحمه الله فإنني بالتأكيد سأذكر الإخلاص، وحبه للوطـن ، واكب الأحداث من خلال صحيفة الجماهيرية، وتعددت زواياه من خلال العدسة الفـوتوغرافية، خلقه الحسن ظاهر في سيرته الذاتية العطرة، وأشكر القائمين على تكريمه لأنه إنسان يستحق ذلك رحمه الله .

....

 

والأخ (محمد السيد محمد السميري) أبن الراحل السيد السميري كان حاضرا للتكريم والاختتام،

حيث سـألناه : كيف كان شعورك بتكريم والدك وخاصة أنه التكريم الأول للراحل وهو تكريم من جمعية أهلية وليس من جهة حكومية تابعة للأعلام ..؟

حين أجابنا بفرحة قائلا :

صدقني أنني لا أستطيع وصف فرحتي بهذا التكريم لوالدي رحمه الله، فهي بالفعل أول مرة يتذكرنا أحد بمبادرة رائعة وأثرت في نفوسنا نحن كعائلة للمرحوم،  وبهذا التكريم نشعر أن الوالد حي معنا لأن هذه البادرة جعلتنا نعلم أن هنالك أناسا لم ينسوا أحد الوطنين الذي لم يدخر يوما جهدا لبلاده، ولن أجد كلمات توفي حق هذه الجمعية، فهي جمعية أهلية معتمدة على مجهودات ذاتية من منتسبيها، والحقيقة هم من تذكروا والدي وليس أي جهة أخرى، فمن يقوم مثل هذه البادرة فانه فعلا من يعرف قيمة الثقافة والفن الإبداعي الحقيقي، واشكرهم بالفعل لأنهم قاموا بشيء ليس من ضرورياتهم ولكنهم أكدوا أنهم فعلا صناع الإبداع والمبادرات الأهلية الرائعة، أشكرهم ولو أن الشكر ألف مرة لا يوفي حقهم ولكن شكرا لهم .

....

تضمن الاختتام لفتة جميلة وبادرة أولى في تكريم مبدعين من مدينة غريان في مجال التصوير وهم من الأوائل في مجالهم من سكان هذه المدينة،وكان عنوانها :

(لأنهـم عنوان الوفاء لما يقـدمون، السيد جمعة،رمضان قنـاط، تحية حب وتقدير منا لهم)

وستكون البداية من  الأستاذ المصور( السيد جمعة)

السيد جمعة إبـراهيم

مواليد 1951 غريان

سنوات الخبرة في مجال التصوير المـرئي 35 سنة،

رئيس قسم البرامج بفرع الهيئة بغريان ،

مصور مرئي، سبق له العمل بإذاعة الجماهيرية بعد إن أجتاز دورة في التصوير السينمائي  سنة 1976، عمل سابقا بمكتب العلام الثوري ببلـدية غريان، وعمل أيضا في اللجنة الشعبية العامة للأعلام والثقافة ببلدية الجبل الغربي ،

وتقلد  منصب رئيس قسم التصوير المرئي والثابت ورئيس قسم الإعلام الجماهيري  با أمانة الثقافة والأعلام بشعبية الجبل الغربي،

شارك في العديد من البرامج المرئية من خلال مواكبته للكثير من النشاطات كمراسلات أخبارية وخاصة في  منشاط منطقة الجبل الغربي .

 

حيث سألنـاه عن بادرة التكريم الأولى في حياته، وكيف كان شعوره حين يتم تكريمه من خلال موسم ثقافي موارده أهلية وذاتية من القائمين عليه ...؟

حيث أجابنا :

نعم، هي لفتة أهلية وما أجملها، وما أروع أن تكون البوادر من الأهل، وهذه لفتة لن أنساها أبدا فالكلمات قد لاتصف المشاعر ولا تعطي وصفا دقيقا للأحاسيس الداخلية للإنسان، وها أنا الآن لا أجد كلمات تصف فرحتي، أنا في هذا المجال منذ 35 عاما، ولم يتذكرني أحد بأي تكريم الإ هذه الجمعية الرائعة، فهي قامت بشي ليس من اختصاصها أنما كان من اختصاص تلك الجهات التي دعوتهم للحضور وللأسف لم يأتي منهم أحدا ليهنئني، فماذا تتوقع منهم ..؟

ما قامت به الجمعية من بادرة رائعة ليس من اختصاصها بل من اختصاص الجهات التي عملنا معها .

 وباختصار لكلامي الجمعية قد وضعت يدها على الجرح، فا الإنسان المبدع يحتاج للدعم المعنوي قبل المادي لكي يستطيع الاستمرار وهذا ما يشعرني الآن أنني مُقدر في عملي وكل الشكر لكم .

.............

ووصولا للطرف الأخر المهم في بادرة التكريم، توجهنا للأستاذ المصور

(رمضان قـنـاط)

رمضان عمر محمد قـنـاط 

مواليد 1952 تغسات / غريان

الخبرة في مجال التصوير السينـمـائـي 35 سنة

تلقى عدة دورات في إذاعة الجماهيرية،تحصل على ترتيب جيد جدا في مجاله،

أنتقل لشعبية الجبل الغربي وقام بمواكبة العديد من النشاطات بالشعبية .

..

حيث سألناه عن معنى التكريم  الأول بالنسبة له بعد صولات وجولات في هذا المجال .؟

حيث أجابنا :

عندما يعمل الإنسان في مجال معين لـ35 عام، ويتم تكريمه من قبل مثقفين ورائعين واُنـاس يصغرونه سنا هذا مايدل على أنهم معترفين بجدارة من سبقهم في الخبرة، وهذا ما يجعل صاحب الخبرة سعيدا مبتسما لأنهم لم ينسوه، هذا التكريم لم يأتي من الشعبية التي عملت معها كل هذا الوقت، وأتمنى من منتسبي الجمعية أن يكونوا قلب واحد ليصلوا إلى أهدافهم الجميلة والرائعة التي تبينت لنا في هذا الموسم الرائع المليء بالفائدة الفنية والثقافية، وأشكر كل من ساهم في نجاح الموسم الأول لفرع الجمعية بغريان .

........

وبعد هذه اللفتة الفريدة في المدينة، توجهنا لأحد الحضور الذي واكب معظم فعاليات الموسم

الدكتور محمد الشياع /  أستاذ النقد في جامعة الجبل الغربي 

حيث سألناه عن المميز في فعاليات الموسم، وكيف رأي هذا التكريم وخاصة تكريم احد الراحلين .؟

حيث أجابنا:

أنا تابعت الموسم الثقافي من بدايته الأولى، وجدته مناسبات  قيمة ذات اعتبار معرفي، تشكل جسرا ثقافيا خلاقا بين  المثقف والمجتمع ، وتخلق فضاءاً فاعلا للثقافة والإبداع معا، وأنا في سعادة لأني حضرت جزءا مهما من الفعاليات واستفدت  منها بشكل فعال، وأحب أن أقدم الشكر لكل من فكر بإعطاء الثقافة جزءا من وقته وجهدا من جسده، هذه الفعاليات التي تعطي الفائدة الحقيقة لنمو الفكر عند براعم المثقفين وغيرهم من محبي الإبداع في مختلف مجالاته، وبخصوص تكريم المصورين وخاصة الراحل السيد السميري فهذا ما يُـفعل التواصل الخلاق بين الأجيال وبين المثقفين، وعندما يتذكر المبدع الحي ذاك المبدع المتوفى، فهنا ننسى الذكرى وتصبح  واقعة حقيقية تمثل الإبداع الإنساني الذي نشدد عليه ونطالب به دائما وأبدا .

...

ختام الحفل الذي قامت بتقديمه  المتميزة (نـجاح الـرابـطي) كانت له أجواء خاصة  بتوزيع شهادات التقدير على كل من ساهم في نجاح فعاليات الموسم الذي شهد على نجاحه العديد من المثقفين والمبدعين في الوسط الثقافي والفني، حيث وزعت الشهادات على الصحف التي تابعت أحداث الموسم منذ بدايته، وإلى من ساهم وشارك في فعاليات الموسم، من أمسيات شعرية ومعارض للتصوير ورسوم الأطفال، وعروض عدة لمجلة مرئية جديدة في نوعها،  وجلسات مسرحية ونقدية، وفعاليات تراثـية، وغيرها الذي أكد العديد ممن حضروا فعاليات الموسم أنه الأول والأكثر كثافة في هذه المدينة، وفي نهاية الاختتام أكدوا القائمين على الموسم أنه لن يقف العمل الثقافي عند هذا الحد وأنه سيكون هنالك جديد دائما إذا أستمر الفريق الواحد بالعمل الجماعي، وبعد خروجهم من القاعة توجه عدد من الذين تم تكريمهم إلى فندق غريان السياحي الذي قدم وجبة العشاء كهدية وتقدير للقائمين على الموسم الثقافي .

 

مـــتــابعة وتــصويــر : حـــمـــزة الــقــذافـــي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1538 الخميس 07/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم