تقارير وتحقيقات

المناظرة الوطنية الخامسة لتحسين جودة التعليم بالرباط

يوم الخميس  9 يوليوز 2009، وذلك بعد المناظرة الرابعة بالبيضاء التي أقيمت بشراكة مع المدرسة العليا للتجارة وإدارة المقاولات بتاريخ 25 مارس 2009...

احتظنت القاعة الكبرى للمكتبة الوطنية الجلسة الصباحية التي أدارتها الصحفية فاطمة لوكيلي، وألقى كلمة الأستاذ عبد العزيز مزيان بلفقيه الموجود بباريز، الأستاذ عبد اللطيف المودني (كاتب عام المجلس الأعلى للتعليم)، وتميزت هذه الكلمة المطولة بالتشخيص الواقعي والجرأة على استشراف الاستثمار في الرأسمال البشري، ولن يتحقق أي مبتغى في هذا المضمار إلا بإعادة تأهيل  المكونات الستة التالية : مدرسة مغرب المستقبل، والمتعلم، والفاعل التربوي، والمؤسسة، والشريك، والمجتمع، والانفتاح على العالم.

وألقى الأستاذ عبد الناصر ناجي رئيس الجمعية المغربية لتحسين جودة التعليم، كلمة الجمعية رصد فيها أهمية التخطيط التربوي كفعل مستقبلي يراعي مواصفات خريجي المنظومة لمغرب المستقبل القريب، من خلال استحضار التوقعات والتقارير التي تصدر عن الجهات المختصة كتقرير الخمسينية وسيناريوهات 2030 المرتقبة لمغرب الحكامة الجيدة والكفاءات والديمقراطية والصحة..

بعد ذلك تحدث الأستاذ عبد الحي المودن (أستاذ العلوم السياسية) عن التحديات السياسية والاجتماعية لمدرسة المستقبل، ووقف على مختلف التناقضات التي يشهدها الحقل التربوي ببلادنا، بدءاً من التعليم الأولي إلى العالي، وغادر المودن القاعة بمجرد إنهائه العرض، دون أن يستمع لمختلف الملاحظات والتساؤلات التي تقدم بها زملاؤه الأساتذة الحاضرون، وفي طليعتهم الأستاذ محمد وقيدي...

 بعد ذلك ألقى الأستاذ محمد داكي(أستاذ بالمعهد العلمي) عرضه باللغة الفرنسية عن التحديات الإيكولوجية وعلاقة ذلك بمحيط التربية والتكوين، و تتلخص في:Tous pour l'ecologie

 tous pour une vie de qualité

tous pour l'avenir de l'homme

 

ثم بعد ذلك أعطيت الكلمة للحضور في إطار مناقشة عامة أغنت العروض بإضاءات وافية، وملاحظات دقيقة...

بعد وجبة الغذاء، التأم الجمع ثانية في إطار ورشة واحدة سيرها ـ يسَّرَها بلغته ـ الأستاذ محمد بنمعيزة (مكلف بمهمة بديوان وزير التربية الوطنية)، تداول فيها الحديث كل من الأستاذ سعيد الراشيدي عن أزمة القيم، الأستاذ عبد الرحيم ليه عن تكنولوجيا المعلومات وعلاقتها بالعملية التربوية، والأستاذ نور الدين لهريم عن أهمية إحياء الذاكرة المغربية من خلال المقاومين وجيش التحرير بمدرسة الغد، ثم الأستاذ عبد اللطيف الفلاك الذي تحدث بالفرنسية عن العولمة الكاسحة وأزمة النخب والسياسة وانتكاسة التعليم...تلا ذلك تدخل بعض المناظرين الذين ناقشوا العروض كمحمد وقيدي وعبد العزيز سنيهجي والعربي بلعربي، وغيرهم من الزملاء الأساتذة والمفتشين. وقد أنهت المناظرة الوطنية الخامسة أشغالها بعد الثامنة مساءً. يلاحظ أن الجمعية المنظمة تحرص أشد ما يكون الحرص على  حسن التنظيم واختيار فضاءات ملائمة و كفاءات مغربية متنوعة، يستمع الجميع لمختلف المتدخلين في حقل التربية والتكوين (المسؤولون المركزيون، الجامعيون، أساتذة الأسلاك الثانوية والابتدائية، والمكونون، والمفتشون، والصحفيون...) وتتداخل هذه العناصر لتكون فضاءً لجودة النقاش والمناظرة والتحليل. 

 

د ـ محمد سعيد صمدي

 

 

 

 

في المثقف اليوم