تقارير وتحقيقات

مقابر النخيل الجماعية .. رسالة فنية يقدمها الجيزاني لبث الروح في جذوع ميتة

جذع لنخلة هالكة في مشهد بليغ يصور لنا فاجعة وماساة اراد الفنان احسان الجيزاني ان ينقلها لنا في معرضه الفوتوغرافي التصويري المشترك – مقابر النخيل الجماعية – الذي اقيم في الصالة الداخلية للمسرح الوطني العراقي في بغداد 

 

لماذا النخلة دون غيرها ؟

536-jeania- يقول والحديث للجيزاني، حدث ذلك اثناء زيارتي الاولى الى الوطن منذ اربع سنوات تقريبا بعد غربة طويلة في المهجر، فجاة واثناء توجهي برا من بغداد الى البصرة وعلى طول الطريق شبه المقفر وانا اسمع اهات طويلة تصم الاذان تطلقها جذوع هامدة ونخيل يحتضروان تشبثت بكبريائها وبقيت شامخة وتكتمل فصول الماساة في البصرة مدينة النخيل والرطب عند كتفي شط العرب حقيقة كنت اسير وسط مقبرة موحشة شاسعة  مقبرة نخيل جماعية فتصور ان يموت الدفء والحب والطفولة والربيع، ايعقل ان تقتل كل هذه البدائع

 

رسالة

افهم ان معرضك هذا هو رسالة استغاثة من نخيل العراق ؟

536-jeanib- نعم استغاثة مدونة في 35 لوحة هي عدتي يضاف اليها الفيلم التسجيلي – ارواح النخيل – اذكر بها كل من يعنيهم امر العراق بصدق ان نخيلنا هو العراق وعودة الحياة مفعمة بالقوة والجمال الى النخيل في موطنه الاصلي هو اكبر مشروع مما نطلق عليه اعادة الاعمار وهذا ليس بالعمل العسير علينا مع كل مانحمل من تجارب صقلتنا على العمل الجاد والمثابرهذه الرسالة موجهة الى الجميع بدون تحديد هو تحد للحرب التي دمرت بساتين النخيل في وقت قصير وعلينا ان لانخسر ايام جديدة نراقب بها هذه المقابر لجذوع النخل فثمة اجيال جديدة ترنو ببصرها نحونا وتنتظر ان نشق لها الارض ونزرع بذرة الحياة فيها وهذه الاشارة من الامل بدت جلية في المياه القريبة من سواقي النخيل التي تنتظر الزرع الجديد

 

استشف بعدا سياسيا بين ثنايا لوحاتك وحديثك ايضا ؟

- اتمنى ان تتحقق هذه الرؤية مع الجميع فاصلاح  واقع هذه الاشجار التي تجمعنا ونعشقها كعراقيين يعني بالضرورة اصلاح حالنا الذي لايختلف عن واقع النخيل في شيء منذ الحقبة الديكتاتورية وحتى اليوم وهذا الربط هواساس عملي الفني في معرضي هذا والمعارض السابقة – موت في المدينة – اثارنا في المهجر – الطفولة والاغتراب – الاهوار – وقد لازمتني هذه الافكار في جميع التجمعات التي شهدت لوحاتي في اوربا حيث اقيم وفي بغداد والبصرة وحتى في حفل زواجي الذي حولته الى معرض للطفولة في العراق من الشمال الى الجنوب

 

عتب

اعود الى معرضك الاخير واسال عن مدى تقبل الناس في اوربا له ؟

536-jeanid- المعرض اقيم في مدن اوربية عديدة في اسبانيا وفرسنا والمانيا ولم اكن اتصور ابدا كل هذا التفاعل الكبير الذي حصل في المعرض من منظمات انسانية ومؤسسات وفنانيين وشخصيات مختلفة التوجهات وقدمت لي عروض كثيرة جدا تطلب اعادة العرض في قاعات كبرى لايسعني الحديث عنها لفرط ما ينتابني من الم وانا اقارن موقف وزارة الثقافة معي وذلك الجفاء الكبير من وكيلها الذي تعمد ان لايراني بل وان لايقام المعرض باي صورة من الصور ولا اعرف لماذا كل ذلك كان موقف الوزارة سلبيا جدا ولا افهم المغزى من ذلك واين هي دعوات عودة الكفاءات المهاجرة واستقطاب المهاجرين اعتقد ان العكس هو الصحيح في تجربتي، ولا اكتمكم القول فقد توقعت ان ينهال معول جديد على اجساد نخيلي ولكن لم اتوقع ان يكون هذا المعول من هذه المؤسسة الكبيرة  

 

ولكن نرى المعرض عامرا بالحضور والتفاعل والتغطية الاعلامية ؟

- بالتاكيد هناك من يشاركني هذه المشاعر والتطلعات وهم كثر من ابناء العراق الطيبين المخلصين وحرصهم هذا اكبر من معاول الهدم ويبشر بالامل الحقيقي والنتائج ايضا فقد اخبرني احد الاعلاميين من بابل بعد ان وجه دعوة لي لزيارة مجموعة نشطة من الشباب اخذت على عاتقها احياء مساحات شاسعة من الارض باشجار النخيل وبدعم من مؤسسات حكومية وغير حكومية

بقي ان اسالك عن معرضك المقبل ؟

معرضي المقبل هو عمل مشترك مع الفنانة الالمانية بربارا كايز باسم – عراق الماضي والحاضر -   يقام مطلع شهر حزيران المقبل في مدينة شتوتغرت الالمانية على قاعة بيشهوف الكبيرة بواقع اربعين لوحة

مواقف

اشادات كبيرة ومهمة سجلها عدد من الحضور اذكر منهم الدكتور مفيد الجزائري والاستاذ الاديب الفريد سمعان والاستاذ الشيخ علي الشمري والسيد صباح الجماسي رئيس الجمعية العراقية للتصوير وععد من الفنانيين والصحفيين

كما تخلل المعرض عرض فيلم تسجيلي قصير  للفنانة البحرينية كريمة زهير بعنوان الباب، وهي زوجة الفنان الجيزاني ولها اهتمامات واسعة في القضايا العراقية

ان الجيزاني قد قام بنقل المعرض الى البصرة ام النخيل وعلى شط العرب عرض اعماله وهكذا عودنا الجيزاني ومساندته لقضايا العراق .

وحمل هموم بلده كالصليب على ظهره ونقلها الى العالم اينما يكون.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1125  الجمعة 31/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم