تقارير وتحقيقات

معرض الفنان احمد هاشم مزعل صرخة بوجه الفقر وصانعيه

والذي قدم فيها ثلاثون لوحة نطقت بالمسكوت عنهم  وعلى قاعة المنتدى العراقي الامريكي بتاريخ 23 من الشهر الجاري ولغاية 26 منه .

خُيل لي بأن القلم والورقة والريشية والالوان وغيرها من ادوات الفن التشكيلي والتي اجهل منها الكثير ما هي الا ملائكة تسبح في محراب انامل الفنان احمد هاشم مزعل  وان لهذه الادوات القدرة على ايصال ما يدور في مخيلة المبدع احمد هاشم على اعتبار انها رافقته ايام  الوجبة الواحدة والقميص الواحد والفقر المتعدد الاوجه والصداقات الحقيقية التي يعيش عليها اغلبنا .

161-ahmadhashim 1الاسلوب المميز الذي انتهجه  الفنان احمد هاشم  مزعل جعلنا نقف امام لوحاته ونحن في حيرة من امرنا ... فمن ناحية هناك الموضوع الاكثر تعقيدا وهو الفقر والظلم الذي لا يريد ان يغادر العراق ومن ناحية اخرى الرؤية التي نقلت هذه الفقر والظلم الى المتلقي الذي عاش في اللوحة او اللوحة عاشت فيه لتترك اثراً من بلونها في نفسه لحين انتقاله الى لوحة اخرى .

العفوية ... الاجتهاد ... البساطة  كانت مترابطة لدرجة كبيرة في موضوعة الفنان احمد هاشم مزعل والتي أطرها بأحساسه وبلمساته كذلك اظهرت جماليات ما كنت اتوقع ان اراها في وجوه النساء العراقيات الائي يشتركن في تجاعيد الوجه والبكاء على من رحلوا وعلى من سيرحلون ... اضف الى ذلك ان العلاقة بين موضوع لوحات الفنان احمد هاشم مزعل ومع الحضور (العراقيون والعرب بالتحديد) كانت علاقة من نوع خاص لان اغلبنا قد عاش موقف واحد على الاقل في حياته من موضوع لوحاته مما جعل البعض يتسمر امام لوحة او اكثر وليمارس دور (الدليل السياحي) لدرجة ان احد الاجانب طرح سؤالاً على شخص يتحدث عن لوحة بأسهاب وقال له: هل انت من رسم هذه اللوحة ؟ فأجابه بصوت عالٍ لا ولكنها تتحدث عني بل انا في وسطها وانا اعرف كل الشخوص في هذه اللوحة !.

المنجز الفني يفقد قيمته اذا ابتعد عن الواقع او اذا  لم يعبر عن الانسانية هذا ما قاله الفنان احمد هاشم مزعل والذي يستعد لمعرض المقبل وسيجدد بحثه حول الاسئلة التي لا تتقبل اي اجابات .

نماذج من لوحات الفنان احمد هاشم مزعل

 

صادق العلي – ديترويت

  

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2074 الخميس 29 / 03 / 2012)

 

في المثقف اليوم