تقارير وتحقيقات

الملتقى الوطني للأديبات الشابات بالساحلين .. شاعرات يفتتحن موضوع اللغة / رجاء محمد زروقي

..تواصلا لما نثرته السيدة اُلفة التليلي بدار الثقافة ببومرداس واللقاء الاُنثوي الخارق الذي شهدته الدورة السادسة لملتقى النساء الشاعرات تواصلت الإبداعات النسائية على امتداد هذا الوطن الشامخ

وعلى نسق التشويق والإثارة واصل السيد "عبد الرحمان بن عبد الله" مدير دار الثقافة بالساحلين الحضور الأنثوي للشاعرات الشابات فبسط ربيعه ببهو المدينة وفرش شراشف أنواره بكل ركن من رياض الديار، فلقد أبدع عقدا فريدا إستثنائيا أبرق فتنة وجمالا فاستنشقن أريج زهوره وضوع وروده وأتين يرفلن شابات متقدات صبابة، عشقا وشوقا للكلمة الحرة والقصيد الشجي فصدحنا بالعشق علنًا وبالحب ولهًا وبالثورة طربا فرقصت قرطاج بعذب أوتارهن وانتشى الوطن لرذاذ أمطارهن

في اليوم الأول وكان يوم الافتتاح استقبلنا السيد الفاضل "عبد الرحمان بن عبد الله" مشرعا أبواب المدينة وأبواب دار الثقافة وأبواب سخائه على مصرعيها وكان على خُلق عظيم كالبحر كان هادئا كالبدر كان غامرا كالظل كان وارفا وهو يصحبنا ونحن نتصفح لوحات الرسامة العصامية "نرجس ساسي" والتي حملتنا حكايا لوحاتها إلى جذور من يوميات تونسية خالصة ..ثم انطلقت الجلسة العلمية برئاسة السيد " عبد العزيز الهاني" تلتها مداخلة الأستاذ "محمد عيسى المؤبد" بعنوان هواجس في قصص الكاتبات الشابات وفُتح المجال للنقاش فارتوت النفس الظمأى وانتعشت الروح العطشى وما زاد للجلسة رونقا وللتحاور نكهة مداخلات الفتاة الصغيرة "ولاء عسالي" وهي من أصغر المشاركات في ورشة الشعر فكانت حينما تصدح تقول ثورة وتمردا وحينما تترقرق تنساب إبداعا وبلسما فتراءت وكأنها تجسد قولة "جبران" عندما أشار بأنه يحب في في الأدب ثلاث "التمرد- الإبداع- والتجرد " فلقد كانت ملمة بالكل مبدعة في آداءها نافذة لقلب السامع بأفكارها،جامحة متمردة بثورتها وإعصارها متجردة من كل الضوابط بألسنة نهارها إكتسبت هذه البنت الحالمة أدوات اللغة والتعبير فبدت مدهشة متدفقة تتقدّ شجاعة وحماسة وجرأة أحسنت المحاورة والإصغاء فكانت حينا باثة أحيانا متقبلة مؤمنة بآرائها وبهذه الثقة اللامتناهية كانت نموذجا للصوت الاُنثوي الصارخ

الخارق للمسكوت عنه فهنيئا لتونس بالأقلام النسائية النافذة والمتجاوزة

..تواصل المساء على نسق السمفونيات الاُنثوية بين مراوحات شعرية

تتخللها من حين لآخر أنغام شجية بصوت بل قل بهديل "المايسترو " السيد محمد الناصر بن الحاج خليفة مرّ المساء وكان دسما شعرا وطربا

وبعد تناول العشاء مباشرة فاجئنا السيد "عبد الرحمان بن الحاج" بسهرة موسيقية رائعة مع "مجموعة فوانيس" مع قراءات شعرية مفتوحة

..في اليوم الثاني غذتنا بطبق رئيسي دسم الاُستاذة فاطمة الشريف بمداخلتها القيّمة تحت عنوان "سنابل مبدعات في حقول الانعتاق "وتغلغل وسرى بين الحاضرين تناغم الحوار وتجانس الأراء مما أضاف للجلسة حميمية رائقة ثمّ كعادته نثر الزهور وعطّر المكان ونمّق الزمان ودعانا معا نؤثث الورشات وكانت الورشة الشعرية بقيادة الأستاذ والشاعر "عبد الحميد بريك" وورشة القصة تأطير الأستاذ "محمد عيسى المؤدب "

ونحن بخضم هذه العودة عودة النبض للشريان عودة الروح للكلمة عودة الحياة لأوردة الأقلام علينا أن نذكر أصحاب الدرر مثل الزمرد الذي أجهش به "سليمان عيسى " قائلا: وتقهقه الستّون خلفي والغليل هو الغليل" ونقول بدورنا "وتقهقرت السنون خلفنا والفتيل هو الفتيل "

فما أحوجنا الآن أن نوحد أضدادنا ونُشرع بوابة انفجار ثقافي جديد

بعد تمزق إنساني فضيع لجم ألسنتنا لنسترجع الحراك الثقافي ونحلق في آفاق الإنسانية ونعمل على دمج الفردية في ذات المجموعة ونطرز نصوصا بموضوعات تهم شواغل الاُمة وبأقلامنا نخط على جدار التاريخ الخطوط العريضة للحرية التي ننشدها ونمارسها بصفة الاستحقاق لا بصفة الاستعطاف

وهكذا ونحن نجوب البلاد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وكلما اُقيم عرس ثقافي إلا وشددنا الرحال وألينا على أنفسنا بأن نضمّ أيادينا بأيادي مؤثثي هذه الحفلات الثقافية ونشاركهم مسارّات هذا البلد الشامخ حتى يأنس هذا الوطن

 

**تونس:  رجاء محمد زروقي

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2126 الأحد  20 / 05 / 2012)


في المثقف اليوم