تقارير وتحقيقات

لوحات تبحث عن الامان .. الفنان داني منصور في معرضه التشكيلي/ منير العبيدي

في برلين تم افتتاح المعرض التشكيلي الذي يحمل عنوان "لوحات تبحث عن امان" للفنان التشكيلي داني منصور.

 قدم للمعرض البرفسور ريان عبد الله استاذ التوبوغرافي في جامعة لايبزغ ومدير مشروع "ماركن باو" للتصميم.

حضر المعرض جمهور كبير ومميز نوعيا. فداني منصور الذي انتقل منذ 10 سنوات الى العاصمة الالمانية برلين استطاع في هذه الفترة النسبية أن يقيم شبكة واسعة من العلاقات في الوسط الثقافي والشعبي في الحي البرليني كرويسبيرغ الذي يمتاز بتعدد اصوله الثقافية.

 

من لوحات المعرض

سيجد المشاهد أن تجربة الهروب والبحث عن حماية هي الموضوعة الرئيسية في اعمال داني. فداني منصور المولود عام 1955 في مدينة كركوك قد قضى شطرا من حياته باحثا عن ملجأ وحماية فقد جاء الى المانيا كلاجيء قبل خمس وعشرين عاما أي عند بداية الحرب بين العراق وايران.

كان البعد الاخر لاعمال داني التلقائية ادراكه لمصير الانسان من خلال مصيره هو نفسه فكانت الثيمة الرئيسية لاعماله هي الانسان وهو الذي كتب في احدى قصائدة:

 2225-dani mansor

"اللوحات تتحدث عن وجوه الناس

لكن الناظر للألوان

سيرى أرواحهم

إنهم يسردون اسرارهم

 يتولاهم الخوف..

الخوف من أن يفقدوا وجوههم،

وبهذا يفقدون الوانهم."

 

رغم ظرفه الشاق لم يتمكن الخوف من الهيمنة على ألوان داني، وبدلا عن ذلك هيمنت قوة  الإرادة وهيمن الامل، فالفن بالنسبة له وسيلة تعبير، بمستطاعها صهر التناقضات وهو في نفس الوقت لغة كونية، بواسطتها يستطيع ان يجري به حوارا مع المشاهد.

 

البرفسور ريان عبد الله تحدث عن ثنائية تفصح عن نفسها لدى المشاهد بوضوح، فمن جهة تبدو اللوحات قريبة له، ومن جهة اخرى تبدو بعيدة عنه حيث تتداخل في تجربتة الفنية الكثير من المشاعر والمدارك المتقاطعة بهذه الطريقة يقود داني المشاهد الى عالمه

 

Okzident  und Akzident   treffen aufeinander

 

هنا هو عالم لوحات داني الذي يمثل شخصيته وتجربته وربما مشروعه، فنحن كمشاهدين سوف نرى من خلال الوانه روحه، روح فنان، كما نرى معاناته، المه ولكن إلى جانب ذلك امله واحتفاءه بالحياة حين يعرض علينا كل هذه الامور جلية ملموسة.

امتازت اعمال داني منصور بالجرأة اللونية وبتوازناتها الداخلية. وفي مسعاه لاعادة تأويل عالمنا لجأ الى تركيبته من المشاعر والاحساسات بدلا من الافراط في التأويل المنطقي مما اظفى على لوحاته تلقائية ونقاء. وتعتبر تجربته ملفتة للنظر وخصوصا وانه لم يدرس الفن التشكيلي وقد طور اداوته بنفسه وشق طريقه في عالم الفن التشكيلي في المانيا.

 

 

 

تابعنا على الفيس بوك  وفي   تويتر

 

 

 

العودة الى الصفحة الأولى

 

............................

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2291 السبت 01 / 12 / 2012)

 

في المثقف اليوم