تقارير وتحقيقات

ندوة الأدب النّسويّ محورُ الحوار الثّقافيّ!

 ذكرى مجزرةِ "كفر قاسم"، ومن ثمّ كلمةُ ترحيبِ الأستاذ رشدي الماضي بالحضور، وطرح بعض الأسئلة حول المصطلح الأدب النّسويّ.

 

د. فهد أبو خضرة:

هل هناَكَ حقًّا فرقٌ بينَ الأدب النّسائيِّ والذّكوريّ؟

بيولوجيًّا هناكَ فرقٌ تكوينيٌّ بينَ الجنسيْنِ مِن حيث تكوين المخ، وهذا ينعكسُ في إبداعاتِهما، فالمخُّ ينقسمُ لقسميْنِ، القسمُ الأيسر منه يشملُ مراكزَ اللّغةِ، فيكونُ عندَ المرأةِ أكبرَ حجمًا وأقوى فاعليّةً مِن الرّجل، وظائفُهُ الأساسيّةُ هي لفظيّةٌ ومنطقيّةٌ وملتصِقةٌ بالحقائقِ والوقائعِ، أمّا القسم الأيمن فيتعلّقُ بالمجالِ البصريِّ والخيالِ والأحلام، وهو أكبرُ حجمًا عندَ الذّكور منهُ عندَ النّساء، وهو مسؤولٌ عنِ الخيالِ والأساطيرِ والتّفكير الاستعاريِّ والرّمزيِّ، لذا فالرّجلُ أكثرُ خيالاً.

وبين القسميْنِ قنطرة أو قناة تربطُ بينَ القِسميْنِ، وتُحدِثُ التّزاوجَ بينَ النّصفيْنِ، وهذهِ القناةُ ورسائلُها أكبرُ حجمًا عندَ الإناثِ علميًّا، ممّا يُسهّلُ عمليّةَ نقلِ الصّورِ.

واعتمادًا على ذلك، فإنّ المجالَ الإبداعيَّ مفتوحٌ أمامَ النّساءِ بشكلٍ أكبر، ومع ذلك فالأديباتُ والمبدعاتُ عبْرَ التّاريخِ أقلُّ عددًا مِن الذّكور.. لماذا؟ هل لأنّ المجتمعَ تدخّلَ دائمًا في قمْعِ حريّتِها، في حين أنّ الإبداعَ بحاجةٍ إلى الحرّيّة؟

 

واليومَ، هل هناكَ فروقٌ بينَ الإنتاجِ بينَ الجنسيْنِ مع وجودِ الحرّيّة؟

 

هل المرأةُ تميلُ أكثر إلى منطقِ الواقعِ، وتُقدّمُهُ بلغةٍ واضحةٍ، بينما الرّجلُ يبدعُ أكثرَ في مجالِ الخيالِ والأساطير؟

 

د.محمّد صفّوري ساهمَ في البحثِ في الأدبِ النّسويّ والنّسائيِّ، وفي مواضيعِ الدّراسةِ في الدّكتوراه في:

الفصل الأوّل: تناولَ إشكاليّةَ المصطلح

الفصلِ الثّاني: تناولَ مقاربةً تاريخيّةً لدوْرِ المرأةِ في الكتابة، تشملُ مراحلَ الأدبِ النّسويّ، مِن تقليدٍ وتمرّدٍ وثورةٍ.

الفصل الثّالث: تناولَ شعريّة العملِ الأدبيّ ومضامينِ السّردِ النّسويِّ الحديثِ، والتي تتحدّثُ عن:

- إظهار الرّجال قساةً، وصورة الرّجل يبدو فيها مهشّمًا وضعيفًا، والمرأةُ قيدُهُ، فهو مستغِلٌّ،    ونظرتُهُ إلى المرأةِ نظرة متعة جسديّة، فهو شبقٌ ومغتصبٌ وعاجزٌ جنسيًّا.

- إظهار صورة المرأة، والعناية بالذّات الأنثويّة، ووضعها في المركز، ورفْض التّبعيّة وكونها جسدًا للمتعة، فهي المرأة الكاتبة، والمرأةُ المناهضة للمرأة، والمرأة المناضلة.

- إظهار الزّواج كمقبرة المرأة، لذا ترفض الزواج.

- إظهار المرأة والجنس: المرأةُ في مركز العمل الجنسيّ ولا حاجة للرّجل، كما تظهر العناية بجسد المرأة.

- يظهر خرقُ الثّالوث المُحرّم: الجنس والدّين والسّياسة.

 

الفصل الرابع: يتناول التّقنيّات:

- المرأة في المركز، وهي شخصيّةٌ مركزيّةٌ دائمًا.

- الضّميرُ الأوّل أنثويٌ، والسّاردُ أنثويٌّ.

- لغة أنثويّة: فيها ثورة، ولغة جسد، وجنس ورومانسيّة.

- ميتا كتابة، أي الكتابة هي القلب الثّاني للمرأة.

- ثورة على النّظريّة، فالحبكة غير تقليديّة، وهناك تداخلُ أجناسٍ، وآليّاتٌ فنّيّةٌ كثيرة مثل: كتابة تجريبيّة، واستخدام مجالات التّصوير، والرّسم، والسّينما، والصّحافة، والحاسوب، والأخبار، والإنترنت، والأشكال التّراثيّة، والتّناص والاسترجاع.

بدايات الكتابة في العصر الحديث:

تقول سوسن ناجي: إنّ ظهورَ تاريخ القصّة النّسائيّة عام 1934، تواكبَ مع تاريخ ازدهارِ القصّةِ لدى الكُتّابِ الرّجال.

 

أمّا الباحث جوزيف زيدان:

يعتبرُ الشّاعرةَ وردة اليازجي أوّلَ شاعرةٍ عربيّةٍ ظهرتْ في أواخرِ القرنِ التّاسع عشر، وقد صدَرَ ديوانها الأوّل "حديقة الورد" عام 1867.

 

إيمان القاضي تقول:

الكاتباتُ اللّبنانيّاتُ سواءً كُنَّ المهاجرات إلى مصر، أو المقيمات في لبنان، فقد كُنَّ رائداتِ الرّوايةِ النّسويّة.

اللّبنانيّة "زينب فوّاز" المقيمة في مصر تُصدرُ روايتَها الأولى عام 1895، بعنوان "حسن العواقب" أو "غادة الزّاهرة".

 

نزيه أبو نضال يحتجّ :

أوّل روايةٍ عربيّةٍ كانتْ لـ "عائشة التّيموريّة" وهي "نتاج الأحوال في الأقوالِ والأفعال" عام 1885، وليسَ رواية "زينب محمّد حسين هيكل" ولا "زينب فوّاز"،

 

ثمّ تلتها "أليس البستاني" عام 1893، ثمّ رواية "عفيفة آظن فابيولا" عام 1895، ثمّ رواية "زينب فوّاز"، ليصبحَ عددُ الرّواياتِ النّسائيّة خمس روايات حتى عام 1899.

 

أمّا سارجو بدران فلم يعرفْ عن منشوراتٍ في الإبداع النّسويّ قبلَ أواسط القرن التّاسع عشر.

الباحثة لنا وهبة تحدّثتْ عن الخطاب النّسويّ في العالم العربيّ:

يتّفقُ النّقّادُ أنّ القرنَ التّاسعَ عشر هو البدايةُ الحقيقيّةُ للخطابِ النّسويِّ العربيّ، إذ:

تُشيرُ الباحثةُ "نازك الأعرجي" في دراستها "صوت الأنثى"، أنّ الأدبَ النّسويَّ تبلورَ في النِّصفِ الأوّلِ مِنَ القرنِ التّاسع عشر.

يرى النّاقد والمؤرخ "بونييه سميث"، أنّ البداياتِ الحقيقيّةَ لظهورِ الخطابِ النّسويّ كانتْ في مصر، في السّتينيّاتِ والسّبعينيّات مِنَ القرن التّاسع عشر، في ظِلِّ تصاعُدِ الحركاتِ القوميّة، وقد اتّخذَ هذا الخطابُ زخمًا قويًّا في التّسعينيّات مِن القرن ذاتِهِ، متزامنًا مع نشوءِ الصّحافةِ النّسائيّةِ والمناظراتِ الأدبيّةِ.

 

في الحقيقةِ، المرأةُ العربيّةُ حصلتْ على حرّيّةِ الإبداعِ والكتابةِ في أواخرِ القرنِ التّاسع عشر، نتيجةَ الانفتاحِ الثّقافيِّ والاجتماعيِّ التّحرّريِّ، ونَيْلِ المرأةِ الكثير مِن الحقوقِ المتساويةِ مع الرّجل. برزتْ أسماءٌ نسويّةٌ عديدة مثل، عائشة التّيموريّة، وزينب فوّاز، ومَلَك حفني ناصف، ومي زيادة، اللّواتي طالبْنَ بحُرّيّةِ المرأة وخروجِها إلى العمل، ومشاركتِها في الحياة السّياسيّةِ. في هذه المرحلةِ كانتِ الكتابةُ النّسائيّةُ مُقلِّدَةً لكتابةِ الرّجال، ولم نلحظْ في هذه المرحلةِ مطالبَ أنثويّةً خاصّة.

في العقد الأخير من القرن التاسع عشر كانت البداية التأسيسية للرواية النسائية والعربية عمومًا، بحيث

 

ترى الباحثة "بثينة شعبان" أنّ الرّوايةَ الأولى في الأدب العربيِّ صاحبتُها امرأةً، وهي "حسن العواقب" 1899 للأديبة اللبنانية "زينب فوّاز"، بعدَ أن كانَ التّوجّهُ العامّ يذهبُ إلى أنّ رواية

 

"زينب" 1914 لمحمد حسين هيكل هي الأولى. 

في الخمسينيّات والسّتّينيّات من  القرن العشرين، ونتيجةً للانفتاح الثّقافيِّ ودخولِ المرأة الجامعات، عرفتِ المرأةُ ما لها وما عليها، فثارتْ على عاداتِ المجتمعِ الذّكوريِّ والمفاهيمِ الذّكوريّة، الأمر الّذي استرعى انتباهَ النّقّادِ لهذا التّمرّد، ومنذ ذلك الحين، أخذَ مصطلحُ الأدبِ النّسائيِّ في الانتشار.

 

 النّاقدة حنان عوّاد تنظرُ إلى أنّ رواية " أنا أحيا" لليلى البعلبكي، الصّادرة عام 1958، كنقطة الانطلاقِ الحقيقيّةِ للثّورةِ الأدبيّةِ النّسائيّةِ في وجهِ المجتمع الذّكوريّ، لِما تحمِلُهُ هذهِ الرّوايةُ مِن جرأةٍ نقديّةٍ لاذعة. البطلةُ ترفضُ أن تُعامَلَ حسب مقاييس الجَمال الأنثويّة، وإنّ هذا النّمطَ مِن الرّواياتِ الّذي يتميّزُ بالرّفضِ والاحتجاج، هو ما يُميِّزُ عِقدَي الخمسينيّات والسّتّينيّات، بالإضافةِ إلى ليلى بعلبكي، هناك قائمةٌ طويلةٌ مِنَ الأديباتِ اللّواتي ظهرْنَ في هذهِ الفترة، وحمَلنَ نفسَ الأفكارِ والهموم، كمثل "غادة السّمّان"، و"كوليت خوري"، و"نوال السّعداوي"، ثمّ ظهرَ بعدَ ذلك جيلٌ جديدٌ مِنَ الكاتباتِ اللّواتي حمَلنَ نفسَ المضامينِ والهموم، فجمَعْنَ بينَ الهمومِ الذّاتيّةِ والهمومِ الوطنيّة، كمثل "هدى بركات" و"أملي نصر الله" من لبنان، و"أحلام مستغانمي" من الجزائر، و"فاطمة المرنيسي" من المغرب، و"سلوى بكر" من مصر، و"بثينة النّاصري" من العراق، و"سحر خليفة" من فلسطين.

هناك أربعةُ مداخل تفسّر الاختلافَ بين أدب المرأة وأدب الرّجل:

الأوّل بيولوجيّ: بنيةُ الجسدِ عند المرأة تختلف عن الرّجل.

الثّاني سيكولوجيّ: خصوصيّةُ الكتابةِ عندَ المرأة تنبع جنسويّتها

الثّالث ثقافيّ: الطّرقُ الّتي تُعبِّرُ بها المرأةُ عن جسدِها لها علاقةٌ ببيئتها الثّقافيّة.

الرّابع اللّغويّ: للمرأةِ لغةٌ مختلفةٌ عن لغةِ الرّجال.

 

 الفنّانة سلام أبو آمنة قدّمتْ فقرةً موسيقيّةً فنّيّةً بصوتِها الشّجيِّ، تُلامسُهُ أناملُها المداعبةُ أوتارَ العود، وقد أتحفتِ الحضورَ بأغنيتيْن فيروزيّتيْنِ عذبتيْن، "بيقولوا زغَيّر بلدي"، وأغنية أخرى لها في النفس حنين خاصّ، "مرّيْت بالشّوارع.. شوارع القدس العتيقة".

 

د. ياسين كتاني كانتْ له مداخلة حول الأدب النّسويّ، إذ هي من صُنع ما بعد الحداثة، الّتي أتتْ بالمصطلح الّذي كان علينا أن نملأَهُ بالمضمون، ونُصنّفَ الأدبَ،  هذا أدب نسويٌّ وذاك نسائيّ!

لا شكّ أنّ المرأةَ في الغربِ وبلادِنا قد اضطُهِدتْ وعاشتِ القمع، ولا شكَّ أنّ ميلادَ كاتباتٍ كانَ يُحتفى به، ولكن لا يجبُ أن نتّخذَ هذا التّقسيمَ، ونخلقَ هذهِ الثّنائيّةَ بهكذا توصيف أنتجته المرأة بمواضيعها، كالمواصفاتِ الاجتماعيةِ  والظّروفِ الخانقة. فلماذا الأدبُ النّسويُّ ينتصرُ إلى المرأة، كأنّما الأدب الرّجاليّ لم يتناولْ ذلك؟ فكلُّ الرّوايات تناولتِ المواضيعَ هذه كنجيب محفوظ، وتناول الرّوائيّون مواضيعَ المرأة، فهل نُسمّي ما كتبوهُ أدبًا نسويًّا رغم أنّهم رجال؟ إذًا؛ فكثيرٌ مِنَ الرّجالِ يستحقّونَ هذه التّسمية!

هناك كاتباتٌ مشهورات مثل "حنان الشّيخ" و "ليلى العثمان"، و "أحلام مستغانمي، وغيرهنّ الكثيرات يستأهلنَ تخليد أدبهنّ، في حين هناك الكثير من الغثّ الّذي يستخدمُ موضوعَ الجنس، فعلينا تقييم الأدب كأدب وِفقَ معايير أدبيّة، مِن حيث هابط ورفيع، وسمين وغث، في التّاريخ الاجتماعيِّ، وعلينا مساواتها وإنصافها في الميادين المختلفة، ولا يمكن أن نقولَ طبٌّ نسويٌّ أو إبداعٌ نسويّ.

 

د. منير توما: ظاهرة الرّوايةِ في الأدب النّسويّ وفنِّ الرّواية هو حديثٌ على العالم العربيّ، وبالتّالي، دخلَ علينا مِن الغرب، وقُدوتُنا فيه هو الأدبُ الغربيُّ الأوروبيّ، الفرنسيّ والإنجليزيّ خاصّةً، فإذا تطرّقت إلى الأدب الإنجليزيّ، فهناك رائداتٌ في الفنّ الرّوائيّ النّسائيّ، مَن عالجنَ قضايا المرأة والرّجل معًا، وليس المرأة وحدَها سلبًا وإيجابًا، ومنهنّ مَن كتبْنَ باسمِ رجال، لأنَّ المرأةَ كانتْ مضطهَدةً ومهيضةَ الجناح، واحتاجتْ أن تَدخُلَ معتركًا جديدًا، والأدبُ شاملٌ، بغضِّ النّظرِ إن كانَ لرجلٍ أو امرأة.

 

د. محمّد حمد:

العلاقةُ هي تأثيرٌ غربيٌّ وما بعدَ الحداثة، فانعكسَ على مجالاتٍ كثيرة، فظهرتْ مخرجاتٌ وسينمائيّات، وتحدّثنَ عن مضامين جنسيّة، وانتقلَ إلى الأدب، فصارَ ظاهرةً في طوْرِ التّشكيلِ، ومِن الأساليبِ هي الميتاقاص أي؛ القصّ في مرآة ِنفسِها، فنجدُها موجودةً عندَ الرّجالِ وبكثرةٍ ما بعدَ السّبعين، وهذا الإبداعُ والخروجُ عن تقنيّاتِ الرّوايةِ الكلاسيكيّة، فنجد الأمرَ موجودًا في شعريّةِ الرّوايةِ ويلغي الحواجز، وطغى كأدبٍ رجوليٍّ ونسائيٍّ، بغضِّ النّظر عن الجنسويّة!

 

الإعلاميُّ روجيه تابور:

لا تهمّني الكتابةُ النّسائيّة لكن النّسويّة، والكتابةُ عامّة هي حرّيّةُ التّعبيرِ عن الرّأي، وإلاّ كانَ كبتًا، فالكتابةُ النّسائيّة ستستمرّ إلى الأبد، إذا لم ننظرْ إلى أسبابها.

 

الشّاعر د. سليم مخولي:

لا أميّزُ بينَ امرأةٍ ورجلٍ في الأدب، فالمساواة تامّة، والموضوعُ عن الأدب، لكن لم يُذكَرْ شيءٌ عن الأدبِ لغويًّا، فعدا عن المطالبة بالحقوق والحديث عن الجنس، هل هناك لغةٌ خاصّة عند المرأة تختلفُ عن الرّجل تستخدمها وتكتب بها؟ وهل هناك أسلوبٌ مغايرٌ يميّز كتابات المرأة عن الرّجل؟

 

د. نديم حسين:

تحدّثنا عن الأدب النّسويّ إلاّ عن الإبداع.. فهناك نصٌّ أدبيٌّ أو روائيٌّ فيه إبداعٌ أو لا، ومِن هذا المنطلق، فأين النّصوصُ والثّمار؟ فلا يَليقُ أن نَخلِقَ جبهةً عربيّةً ونسائيّة، فهل تنقصُنا المصائب؟ هل ينضجُ العربُ، وينظرونَ إلى النّصّ مِن الدّاخل؟

 

نحتاجُ إلى دراسةٍ نصّيّةٍ ليسَ فقط مِن النّاحيةِ الخارجيّة، إضافةً إلى الموهبة الرّبّانيّة، وإلى المقدرة اللّغويّة.. آن الأوانُ أن نصعدَ إلى مستوى النّصّ، ولا نُقيّم كاتبَهُ مهما كان جنسُهُ، وهناكَ علامة سؤال على رجولة الأمّة، وهناك خطورةٌ على الرّجولة!

 

أحمد عازم:

كمستهلكٍ للأدب، لا يهمّني إن كانَ الأدبُ لرجلٍ أو لامرأة، إنّما يهمّني الأدبُ الرّاقي، ففي الجامعات هناك تخصّصٌ في الجنسويّة، ولا يمكن التّغاضي عن القضيّةِ كقضيّة.

 

سعاد قرمان:

كلّ إناءٍ بما فيهِ ينضح، لذا فالمسبّباتُ الّتي دعتْ إلى وجود الأدبِ النّسائيّ والنّسويّ، مِنَ الضّروري دراستها، فالمرأة كانت تُحارِبُ من أجلِ إثباتِ وجودِها، وهناك أدبٌ غثٌّ وسمين، لكن الأهمّ هو العناية باللّغة السّليمةِ في الأدب، لأنّها الأساس في التّعبير.

 

د. جهاد عراقي:

اللّغةُ عاملٌ أساسيٌّ في الإبداع نعم، لكن لا تكفي، بل نحتاج إلى الفكرةِ الجيّدة والخلاّقة والمبدِعة، فالأدبُ إن كان رجاليًّا أو نسائيًّا، فهناك أدبٌ يُجاري العصرَ، ويُسَخَّرُ لخدمةِ المجتمع، وهناك أدبٌ إبداعيٌّ، فاللّغةُ والفكرةُ متكاملتان كما قال ت س ليوت.

 

الفنّانةُ الرّسّامة آسيا مشارقة الشبلي تحدّثتْ عن المجتمع الّذي انطلقتْ منه، وأثرُهُ وأثرُ الأسرةِ على دعْمِها ومؤازرتِها لها، في تشكيل فنِّها وتجسيدِ حلمِها وحرّيّتِها، في رسْمِ لوحاتِها وعروضِها المختلفة.

 

أمّا المحامية الجميلة هديل قدّورة ذات العيون السّاحرة، فقد حدّثتنا عن مزاولتِها فنّ السّحر، وخفّة اليد وقراءة الأفكار، وعن دراستِها لهذا الموضوع، وما يحتاجُهُ مِن خفّةِ يدٍ وليونةٍ جسديّةٍ وفكريّة، إضافةً إلى علومِ الكيمياءِ والفيزياءِ وعلم النّفس، وعرضت بعض مهاراتها في قراءة الأفكار.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1217 الثلاثاء 03/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم