تقارير وتحقيقات

بيت الشعر العراقي يحتفي بأبرز التجارب الجديدة

دجلة قرب تمثال المتنبي وكانت متميزة في حضورها وكذلك تركيزها على هذه التجارب وبمشاركة الناقدين ياسين النصيّر وحاتم الصكر  عبر ورقتين نقديتين.

النصيّر قال في ورقته التي القاها  بالنيابة عنه الشاعر زعيم نصار (أنتم

جيل الحروب، ولدتم من رحم التجارب المريرة، كل واحد منكم يحمل صليبه، ومن حقكم ان تعيدوا بعد هذه المحن صياغة جديدة للمشهد الشعري ووفق ما ترونه، لا وفق تسلسله التاريخي، وعقوده المنفرطة وأجياله الموهومة، أنتم شعراء المرحلة العراقية الجديدة بحق)

اما الناقد د.حاتم الصكر فقد اشار في ورقته الى قصيدة النثر العراقية (القصائد مناسبة نادرة للدخول إلى عالم جيل نشأ في أتون هذه التحولات وكان قدره إن يرى خراب كل شيء ويبدأ من النهاية. وذلك سيحدد صلته بالشعر كخطاب ، وبمظاهره النصية أعني القصائد.

هنا سنعثر على اختيار واضح وانحياز تام لقصيدة النثر. لم تعد الوزنية

وغنائياتها الملازمة لخطابه أي مجال . الترسل والإسترسال والسرد

والحواريات والتأمل داخل الذات لرؤية ما يحصل خارجها هو السبيل .

هناك استثناءات قليلة: شعر موزون لصادق مجبل الذي أعلم أنه متحول لا

محالة للنثر ودليلي على ذلك وعيه النظري الحواري، وقصيدة نثره الأولى، وفي الاستثناء قصائد مؤيد الخفاجي الذي بنى (أخطاء تنبئ بالمسيح) على

هيجانات اللغة والإيقاع..رغم انه في (الجنوبيون) أعاد لذاكرتي قصائد

طالب عبدالعزيز وتاريخه الشعري واستبطانه له في تلك الرقعة الملتهبة

المؤثرة من جغرافية الوطن.

قصيدة النثر إذن بمحصولها العراقي القائم على التعين والتجسد والملموسية

هي الغالبة على تجارب الشعراء التسعة  وتقنياتها المستفيدة من السرد هي

الشائعة في ثناياها،واللغة المنزاحة عن القاموس هي لغتها والإيقاعات

المتبسطة مع القارئ والمسترسلة في فضاء نثري حي هي موسيقاها.)

 

الجلسة التي قدمها الشاعر محمد ثامر يوسف احتفت بتسعة شعراء هم (أحمد عبد السادة ،علي محمود خضيّر ،صادق مجبل ،زاهر موسى، مؤيد الخفاجي ،هنادي المالكي ،هيثم جبار عباس، علياء المالكي ،حسام السرّاي) .

وقرأ الشعراء التسعة قصائدهم في الفعالية ومن هذه القصائد قصيدة (ماجاء

في مرثية المعري لنفسه ) للشاعر أحمد عبد السادة التي قال عنه الناقد

ياسين النصيّر (كل قصيدة من قصائد احمد عبد السادة تعبر عن تجربة وتاريخ وثقافة وعصر، ولذلك تحتاج كل قصيدة إلى دراسة مستقلة،أنه أكاديمي في فكرة القصيدة،حيث بنيتها بمرجعيات وهوامش وقارئ معاصر، هذه البنية الدراسية تتحول لأول مرة في شعرنا إلى إلى قصائد.)

اما الشاعر صادق مجبل فقد قرأ قصيدة (الحالم على متن الظهيرة) وقد قال

عنه الناقد د.حاتم الصكر (بشعر صادق تتدشن آفاق قصيدة ذات نسغ حي ووعي باللغة والإيقاع معا .وهذا محصول أكثر من طيب في عمر تجربة صادق وعمره المؤرخ بالشعر لا السنوات).

أما عن تجربة الشاعر زاهر موسى  فقد قال الصكر ( يعزز زاهر موسى ما قلناه عن ثقافة النص الجديد وتطعيمه بالمعرفة فزاهر يروي سيرة ذاتية بضمير الجماعة موسعا أفقها ومقلبا مفردات سيرته بدءا من البيت:بيتنا بسمة كاذبة، السلّم ظهر مكسور، النساء يدخلن سن اليأس بعد نضج الطعام..)

 كما تطرقت الاوراق النقدية لبقية التجارب للشعراء المشاركين .

وتضمنت الفعالية ايضا كلمتين لكل من الشاعر زاهر الجيزاني والناقد فاضل ثامر .

واختتمت الفعالية بتوزيع الشهادات التقديرية للشعراء المشاركين وتناوب

على توزيعها الناقد فاضل ثامر والشاعر زاهر الجيزاني والشاعر احمد عبد

الحسين

بيت الشعر العراقي قدم اصبوحته السادسة ضمن منهاجه وهو مؤسسة مستقلة يترأسه الشاعر والصحفي العراقي أحمد عبد الحسين

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1222 الاحد 08/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم