تقارير وتحقيقات

شاعرات وشعراء القصر الكبير يحتفون بشاعر المدينة الأول الأستاذ محمد عفيف العرائشي

وديوانه الجديد "جلد الذات". تحت شعار الاحتفاء بالإبداع ..احتفاء بنبض القصر الجديد.."، وذلك يوم السبت 17 أكتوبر 2009بنادي الموظفين بمدينة القصر الكبير، بعد شهر فقط من تأسيس هذه الجمعية الفتية من قبل ثلة من الشباب الواعد إبداعيا والفاعل جمعويا، ممن أظهروا كفايات عالية على المستويين الوطني والعربي. فمن بين أعضاء المكتب المسير للجمعية، الشاب المسرحي المتألق عبد العزيز لحلو (18 سنة) الذي فاز هذه السنة مع فرقته بالرتبة الثالثة في المسابقة الوطنية للمسرح، والشاعر أنس الفيلالي (22 سنة) الحائز على جائزة ناجي نعمان للإبداع بلبنان لهذه السنة، والشاعر يونس اليملاحي(21سنة)، والقاص والباحث المغربي عثمان بل(22سنة)، والفنان الموسيقي رضوان القدوري (29سنة).....

 

وقد بدا لعموم الحاضرين المبتهجين لسير النشاط أن هذه هي تشكيلة الفعل الجمعوي الحقيقي والفاعل حقا، فلا بد للفاعل الجمعوي أن يكون مبدعا أو ناقدا حتى لا يتحول إلى مجرد "مُمَون حَفلات" كما تشهد بذلك التجارب السابقة للجمعيات الأدبية السابقة في المدينة.

وقد أدار أشغال هذا الحفل باقتدار فائق الباحث صهيب الطابلو الذي اعتبر أن الغاية من هذا الاحتفاء هي رد الاعتبار للشعر بهذه المدينة التي تعرف ركودا في كل أنشطة المجال الأدبي بصفة عامة، والشعر على وجه الخاصة، والأكبر من ذلك تكريم رائد الكلمة الحرة بالمدينة.

 

و قد شهد الحفل كله احتفاء بهذا الشاعر المتألق دائما بداية بكلمة رئيس الجمعية الذي تسلسلت كلمته كالتالي: "ولأن الحياة مستمرة لا محالة، ولأن التكريم ثقافة لا بد من ترسيخها، فقد وجب الاحتفاء بشخصية وازنة من أعيان الإبداع في المدينة ووجب تكريم شاعر نابض بالموهبة الإبداعية، متمكن من النظم والإلقاء الشعري عن غيره من شعراء المدينة. شاعر راكم دواوين شعرية عديدة منها ما خرج إلى الوجود ومنها ما سيرى النور قريبا بحول الله. شاعر أسهم بشكل وازن في إثراء الساحة الثقافية بمدينة القصر الكبير.

إنه الشاعر الكبير محمد عفيف العرائشــي".

 

وقد تم لاحقا تقديم لوحة فنية مسرحية لمجموعة مسرحية لمنخرطيي الجمعية، وهي لوحة عبرت في متجلياتها عن قالب فكري تطوري لمدينة القصر الكبير التاريخي، من خلال التطور الفني والتشكيلي والمسرحي والسينيمائي، لتخرج اللوحة أخيرا إلى المرجعية التي سعت إليها الجمعية المنظمة في أنشطتها التي تنوي تنظيمها.وطبعا فلم تخرج اللوحة من نبض قلب الشاعر المحتفى به، حينما رفعت لافتة في الأخير تتضمن "الأستاذ محمد عفيف العرائشي شاعر القصر الكبير الأول".

 

ولعل أهم ما ميز هذه الأمسية الشعرية، جمعها لخيرة شعراء وشاعرات مدينة القصر الكبير، الذين أبوا إلا أن يشاركوا الشاعر المحتفى به في ليلته التكريمية.

وقد استهلت شاعرة القصر الكبير الأولى أمل الأخضر الأمسية، بقصيدة أهدتها بالمناسبة إلى الشاعر المحتفى به، وقد تفاعل معها الجمهور تفاعلا عكس شاعرية القصيدة المنتخاة من العمق الشاعري لأمل الأخضر الأستاذة والمبدعة التألقة في ربوع المملكة المغربية.

 

أما الشاعر مصطفى شحموط، فقد فضل الغوص ببحر لا يعرف طريقه سواه من أبناء مدينة أوبيدوم نوفوم، مسلكا لشعر حداثي استقى أطواره من تجربته الشعرية التي تألف بين الحس والذات، من خلال محاكاته لعوالم شعرية ممتدة بين العالم العربي (تونس، ليبيا، لبنان....).

أما الشاعر الشاب يونس الزيات الحائز على جائزة المهرجان الإقليمي للشعراء الشباب والذي يعد لطبع ديوانه الأول "أنا لست شاعرا"، فقد استقبل بحفاوة كبيرة من الجمهور الذي ملأ جنبات النادي المغربي. فقد اعتبر أن استضافة الجمعية المنظمة لشعراء وشواعر المدينة الذين تفرق بينهما الحواجز الطبيعية والسياسية والجمعوية مثل هذه الأنشطة الهادفة سنّة محمودة يجب محاولة التعود عليها مستقبلا، وإن كان ذلك صعبا في مدينة كالقصر الكبير.فانغمس بعد ذلك في قصيدتة الجميلة التي قوطعت مرات بتصفيق الحاضرين.

 

وفي الوقت نفسه اعتبر الملحن والشاعر المتألق محمد السرغيني الذي يوصف في أوساط المدينة بمحمد الخمار الكنوني الجديد، أ ن اللقاء يعد فرصة سانحة للإحساس بجدوى الشعر، مع هذه الكوكبة من الشعراء والشواعر، وأن تكريم  الشعر في شخص محمد عفيف العرائشي الذي ينحني القلم والقرطاس لكينونته هو تكريم لكل شعراء وشاعرات هذه المدينة الغالية، بعد ذلك قرأ بشاعرية عالية قصيدة شعرية أهداها للمحتفى به بالمناسبة، مشعلا بذلك فتيل الحماسة الشعرية بشكل كبير داخل القاعة .و هو ما أكده تفاعل الجمهور الكبير معه منذ بداية إلقاءه للنهاية.

 

ثم تلاها بعد ذلك قراءات شعرية للشاعرة فتيحة أولاد علي التي ألقت بلهيب شعرها الكامن بلغة الحرية والذوبان في قصيدتها الموسومة ب"مقامرة"، والتي أهدتها كسابقيها للأستاذ المحتفى به .

وأخر كل هذه القراءات الشعرية كانت مسكا للشاعر الكبير المحتفى به الأستاذ محمد عفيف العرائشي، الذي استقبله الحضور وقوفا بالصياح والزغاريد المغربية، فعبر عن فرحه الشديد بهذا التكريم الذي جاء من خيرة شباب مدينة القصر الكبير. ثم ألقى بعد ذلك قصيدتين من الشعر التقليدي الفصيح من ديوانه الأخير"جلذ الذات، الأولى موسمة ب"أوبيدوم نوفوم "، والثانية ب "لوكوس"و كلاهما لاقا إعجاب كل الحاضرين .

 

ومن خلال تقديم الباحث صهيب للشاعر أنس الفيلالي (الحائز على جائزة ناجي نعمان للابداع هذه السنة)، لتقديم هدية التكريم قاطعه الجمهور بتصفيقاتهم وتشجيعا تهم والذين تشكلوا في غالبيتهم من طلبة كلية الأداب التي ينتمي اليها شاعرنا، ومثقفي وشعراء وشاعرات المدينة.، -يضيف صهيب – يعد من الشعراء الذين سبقت موهبتهم سنهم، شاعر مثل ويمثل المدينة في الأمسيات والجامعات المغربية أحسن تمثيل، كرمه طلبة الحي الجامعي بتطوان السنة الماضية، وقصيدته لا صعود للغرباء يتغنى بها الصغير والكبير بالحي الجامعي بتطوان والقصر الكبير.

 

واعتبر في الأخير الشاعر أنس الفيلالي أن الاحتفاء بمحمد عفيف العرائشي هو حلقة من المشروع الأدبي الذي خططته الجمعية على عاتقها لتنفيده والمبني على تكريم الأدباء القصريين الذين صنعوا بغزواتهم الأدبية تاريخا أدبيا جديدا يستحق الافتخار به على الأصعدة الوطنية والعربية والدولية، مشيرا الى الشاعر نور الدين الدامون، والقاص والمترجم والباحث محمد سعيد الريحاني الذي اعتذر عن حضور التكريم الأول (كان قد كرم في السنة الماضية بالحي الجامعي بتطوان )، والروائي والشاعر والقاص المغربي المقيم في الديار الهولندية محمد التطواني(و الذي كرم كذلك مدينة القصر الكبير العام الفارط)، والشاعر محمد السرغيني الملقب بمحمد الخمار الكنوني الجيديد، والروائي والقاص الكبير مصطفى الجباري صاحب العشرات من المؤلفات والكتب، والشاعر عبد الرزاق الصمدي، الشاعر مصطفى شحموط، والشاعرة وداد بنموسى، والشاعر مصطفى الغرافي صاحب ديوان "تغريبة " الفائز بالعديد من الجوائز الوطنية .....

 

وتميزت هذه الدورة بالتنظيم المحكم تحت إشراف طاقم شاب يتكون من: فاطمة المرنيسي، شيماء السباعي، فاطمة الزهراء الجباري، وفاء العمراني، رباب، عثمان موحون، يوسف، أشرف بديل، سعيد الكنوني، محمد الحراقي، محمد لحرش، عبد الله الموثة، عثمان اليونسي ابراهيم الوافي، يونس اليملاحي، حفصة اليملاحي، وكريم الموذن .

 

تغطية الباحث والقاص :

عثمان بـــــــــــل

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1225 الاربعاء 11/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم