تقارير وتحقيقات

اتحاد الادباء يستذكر الراحل والشاعر والإذاعي احمــد المظفــر

khoulod alhsnawi(لا تغلقوا الابواب .. المظفر قادم) بهذه الكلمات استذكر الملتقى الإذاعي والتلفزيوني الذكرى الأولى لرحيل الإعلامي والشاعر احمد المظفرالرئيس السابق للملتقى .. قرأها الأستاذ الدكتور صالح الصحن الرئيس الحالي ..

وبحضور لافت للانتباه لعدد من أصدقائه ومحبيه من اعلاميين وفنانين واذاعيين وشعراء ووسائل الاعلام من قنوات فضائية وصحف غصت به قاعة الجواهري على غير عادتها في كل نشاط من نشاطات الاتحاد ..

حيث أُلقيت كلمات وقصائد شعرية عبرت عن طيب مشاعرها ورقة ما تحمل له من الود وتشعر من خلالها بوجوده بيننا حيا يرزق بوجود اولاده فلذة كبده .. وانفاسه الطيبة .

فقد ذلك دل على الوفاء لهذه الشخصية .. التي تمثل الفرد العراقي المثقف الأصيل الابن البار لهذا البلد المعطاء الزاخر بكل الطاقات ومنهم المثقفين والادباء اذا ابتدا الحفل بابيات شعرية رائعة القاها الدكتور صالح الصحن رئيس الملتقى بكلمات حركت مشاعر الحاضرين جاء فيها :

737-khoulod

أحمــــد المظفـــــر

عشق أبدي لن يزول

صعد إلى السماء دون نزول

يخفق له القلب في كل دمٍ ونصول

هو أكثر من الذاكرة

وأرقى من أصل الأصول

حاضرٌ فينا

ولا زالت بسمته دافئة حيّة

قريبة منا

ليست بحاجة إلى عناء الوصول

عشق أبدي لن يزول

ونسيج عشقه أرقى من كل خيط وغزول

ذكراك يا أحمد

تصلح لكل الأيام والأشهر والساعات

تصلح لكل الفصول .

ومن ثم تلا القارئ الشيخ محمد سعيد النعيمي آيات مباركات من القرآن الكريم وطلب الرحمة لشهداء العراق والفقيد المظفر ودعا الحاضرين إلى قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق والمظفر .

وألقى الشاعر آشور ملحم كلمة اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ومن خلالها عتب على وزارة الثقافة اذ لم تستذكر المظفر ولو بلافتة تشير له رغم كونه موظفا فيها لسنوات طويلة وكذلك أشار إلى إهمال المؤسسات الإعلامية له أيضا كونه إعلامي متمكن من ادواته وإبداعه يسابقه بسبب ما طرأ على الواقع الإعلامي من ظروف فرضها الوضع الراهن وتأثيرها بشكل مباشر على المؤسسة الإعلامية .

والقت كلمة عائلة الفقيد بحضور ابنه سيف ابنته الكبرى الإعلامية مروة المظفر اثرت في الحاضرين من أصدقائه وزملائه وزميلاته ايَّما تأثير، مع كل مزحة الحزن التي كانت بادية عليها وعلى صوتها ، طائر عاد الى عشه من جديد ، اذ عادت من شمال الوطن حيث كانت تعمل ، لتستقر في بغداد حبيبتها وحبيبة والدها لتعيش معه كل ذكرياتها وبكل تفاصيلها وجاء في كلمتها   : ــ بان ذكرى وفاة والدها تزامنت مع ولادة شقيقتها صفا لطفلتها الأولى ( تيا ) يوم أمس وأصبح المظفر جداً لحفيدة لم يرها .. حيث قالت في كلمتها :

المفروض الكلمة تكون باسم العائلة ولكن سأتحدث عن نفسي فقط .. عدت لبغداد لأغوص في الذكريات .. لا أريد الهرب بالعكس أريد الاقتراب .. جئت لأستعيد كل لحظة ، جمعتني بوالدي عندما كنت طفلة ومراهقة .. جئت لأقرأ كتبه وأنام على سريره وأضع رأسي على مخدته أو وسادته وأتأمل القداحات الكثيرة على مكتبه .. جئت لأتكلم مع روحه التي أشعر بها ترافقني في كل مكان ببغداد حبيبته الأبدية .. جئت لأنني أشعر بأن العمر قصير جدا ومن الظلم أن أقضيه بعيدة عن والدتي وعن حنان بغداد غاليتي الجميلة في نظري دائما وأبدا .. بقائي بعيدة في السليمانية رغم حبي لها ولأهلها كان يذكرني بعبارة والدي التي يرددها لي كلما جاء لزيارتي " مراوي ماأكدر أبقى صار عندي هومسك لازم أرجع لبغداد " . جئت لأنني اشتقت لكلمة باباتي وكنت على يقين بأنني سأسمعها من إخوة والدي في الاتحاد .. الهروب من الذكريات لن ينفعني بشئ سأبقى أبكي والدي كل ليلة .. ولكن في النهار وكل يوم ثلاثاء وجمعة المتنبي سأرى والدي في أصدقائه أو إخوته فمن خلالهم شعرت بضرورة وجود (العم) في حياة كلٍ منّا .. وأنا اليوم سعيدة بأعمامي الذين أرى بهم والدي بكل جماله وحبه للحياة .. بكل ثقافته وعشقه للإعلام والفن .. بكل قفشاتهم الجميلة أرى والدي .. أنا متأكدة أنهم أخذوا عهداً على أنفسهم بألا يتركوني وأن يتعاملوا معي بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها والدي معي .. اتصالات بعض أصدقائه بي وأنا في طريقي من السليمانية إلى بغداد تذكرني بوالدي الذي كان يتصل بي ليطمئن إن كان لقائي به اقترب أم لا .

كل الشكر لاتحاد الأدباء والكتاب والأستاذ ألفريد سمعان ولا أريد ذكر اسم أحد كي لا أنسى أحداً .. شكراً لكل أعضاء الملتقى الإذاعي والتلفزيوني .. أصدقاء وصديقات والدي .. أتمنى من الرب فقط أن لا يحرمني منكم وأعدكم سأبقى معكم لنتذكر دائما وكي نتكلم دائما مع .. (أحمر المظفر) .

ومع كل كلمة نطقتها مروة كانت دموع الحاضرين تسابق العبرات انهمارا وحزنا والماً على فقد المظفر.

وتم عرض فلم وثائقي عن الفقيد ونشاطاته وحضوره في المتلقى ذكّر الحاضرين به وقد غالبتهم دموعهم وهم يتابعون العرض فقد شعروا بان روحه حاضرة معهم تسامرهم كما الامس لانهم أوفياء له ومحبين ومن فرط محبتهم له القيت بعض الكلمات بحقه من قبل زملائه الإعلاميين وابتدأت السيدة الإعلامية القديرة هالة عبد القادر بقراءة قصيدة الدكتور الشاعر والكاتب رحيم العراقي وكذلك قصيدة للسيد هادي الحسيني فيما ادلت الاذاعية المعروفة صباح عباس بدلوها استذكارا للفقيد ، وتلتها الاذاعية القديرة سهام مصطفى والإعلامي القدير خالد العيداني واستمرت الكلمات ، وممن القى كلمة بحق الفقيد الدكتور عايد سلمان والشاعر عبد الكريم اللامي وكذلك الإعلامي غالي العطواني والشاعر والإعلامي عدنان الفضلي والإعلامي جمال الهاشمي والشاعر كامل الزهيري والشاعر علي السراي والمطرب رضى الخياط وكذلك المطرب قاسم إسماعيل والملحن محسن فرحان والشاعر باقرالعلاق والأستاذ كاظم مرشد السلوم الناقد والباحث السينمائي ومن بطاقات الوفاء التي ذكرت في الحفل التأبيني بطاقة للشاعر محمد يوسف علي .. جاء فيها :

النورس انـت .. ونحن شواطؤك

فحلق أيُّها المظفر

وحـطَّ على شغاف قلوبنا

على ضفاف صحارينا

كل انهارنا تصحرت حين رحلت

اِمنحها قطرة من شهد روحك

أيُّها الخالد بيننا

ابــــــداً ..

 

وقد انتهى الحفل بكلمة السيد سيـف احمـد المظفـر بالشكر للحاضرين ودعاهم لقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد .. وتم تقديم الهدايا التذكارية لعائلة الفقيد من قبل الأستاذ الإعلامي القدير خالد العيداني وكذلك الدكتور صالح الصحن رئيس الملتقى واخذت الصور التذكارية للحاضرين مع عائلة المظفر وقُدمت لهم التعازي بهذه المناسبة الأليمة ..

وسيبقى ذكرك خالدا بيننا مهما طال الزمن ودارت الأيام انت معنا أبا مروة كلما عُقدت جلسات الملتقى ، مكانك فيها محفوظ وذكرك موجود .. فقد تركت خلفك الماً يعتصر القلوب ولا نملك الاّ ان ندعو الله العلي القدير ان يتغمدك برحمته الواسعة انه غفور رحيم وان يسكنك فسيح جناته ويُلهم اهلك ومحبيك الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون ..

 

في المثقف اليوم