تقارير وتحقيقات

بمشاركة زملائه مرضى الفشل الكلوي والكوادر الصحية .. جمعة اللامي يوقع كتاب ( اليشنيون) بمستشفى القاسمي بالشارقة

goma allamiشهد مستشفى القاسمي بالشارقة، مبادرة ثقافية غير مسبوقة، تمثلت بالإحتفالية التي أقامها مرضى الفشل الكلوي، على شرف المنجز السردي للقاص والروائي العراقي جمعة اللامي، المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنة 1980، على خلفية صدور كتابه الأخير مجلد( اليشنيون) عن مركز ميسان العالمي للحوار والتنمية الثقافية ـ هولندا والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت.

764-joma

أهدى اللامي، المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة منذ خمس وثلاثين سنة، كتابه هذا إلى صديقه الراحل الشاعر حسين عبد اللطيف.

وبعد أن وقع اللامي على مجلد ( اليشنيون)، شارك زملاءه مرضى الفشل الكلوي والجهازين الطبي والصحي، حفل الغداء الذي حضره أيضا أطباء وحدة الغسيل الكلوي، والقسم الإعلامي بالمستشفى ولفيف من أُسر المرضى.

وقام بتغطية الإحتفالية فرق إعلامية منها الفضائية العراقية، وفضائية الشرقية العراقية

وتحدث اللامي لزملائه مراسلي وسائل الإعلام عن سروره بحضورهم وتضامنهم الأخلاقي معه، معرباً عن إمتنانه لتواصل الإعلام العراقي مع منجزه السردي،لا سيما كتابه الأخير (اليشنيون)، وقال: إن هذا التواصل يساهم كثيرا في تحفيزه على العمل والحركة ومواصلة تجربته السردية التي إبتدأت مع مجموعة (من قتل حكمة الشامي)

764-joma2

وأليشنيون هم أهل أليشن وتلالها في محافظة ميسان بين أهوار العمارة وسهوبها في منطقة قضاء علي الغربي، حيث مضارب قبيلة بني لام الطائية التي أمضى القاص اللامي طوراً من طفولته في تلك المنطقة الغنية بالحكايات الخرافية والأساطير، الذي إستقى منها اللامي قصة الحب الشهيرة بين مضارب قبيلة بني لام بإسم (فليفلة والسروط) بين تلَّي(فليفلة) و (السروط) الماثلة آثارهما حتى الآن..

وفي هذا الكتاب الذي يتألف من أكثر من ثلاثمئة صفحة، يواصل جمعة اللامي نهجه التجريبي الذي اختطه منذ كتابه القصصي الأول " من قتل حكمة الشامي "، ليكرس بذلك تجاريبَ إبداعية عن " يشن " ميسان في كتابه القصصي الثاني " أليشن " .

وقدم اللامي لكتابه بكلمة قصيرة قال فيها : " يجد القاريء الكريم في هذا الكتاب، عودتي الى مرحلة التأسيس في تجربتي الأدبية، التي ضمنتها نصوصا شعرية، ومقتبسات سردية، ولوحات تشكيلية وصورا فوتوغرافية لشعراء وفنانين، ومنحوتات لكبار النحاتين، وبعض صور الآلهة والقديسين والملائكة والأبالسة والشياطين في الحضارات الإنسانية والديانات البشرية . ولقد جعلت بعضها بين قوسين، وتركت بعضها الآخر لفطنة القاريء "،

كما إحتوى الكتاب على عدد من المفاتيح هي نصوص من التراث العربي والإسلامي، ومن كتاب " أهالي دبلن - Dubliners " لجيمس جويس .

قسم الكاتب اللامي كتابه إلى قسمين: الأول تجاريب سردية من بينها لوحة تشكيلية لجبران خليل جبران، ورسالة خطية وجهها اللامي الى المنسق الإعلامي بالقيادة المركزية الأمريكية، حيث يعتبر اللامي، أن فن التصوير والرسم، والرسائل المكتوبة، تجارب معتبرة في فن السرد . بينما تضمن القسم الثاني من الكتاب، متوناً قصصية اتكأت على كشوفاته في أهوار العمارة وسهوبها . لاسيما تلك الخيطان التي تمتد من شمال شرق مدينة العمارة، مثل " خيط السلطان " ثم تتوجه نحو منطقة علي الغربي، حيث إيشانيّ " فليفلة والسروط " ثم بادية السيد أحمد الرفاعي، وصولاً إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء .

وفي عدد من قصص هذا الكتاب، يستخدم اللامي، تقنية " الحروف المقطعة " كمفاتيح لمضامين قصصه ومعانيها، محتذياً بذلك حذو السرد القرآني الحكيم .وتحتشد في قصص( أليشنيون ـ حكايات فليفلة والسروط ) تواريخ وأسماء وحوارث وواقعات وحروب في جنوب العراق والهند واليونان وبلدان الشرق الآسيوي، هي ذرى من تجربة إقامته بالخليج العربي، التي امتدت طيلة خمس وثلاثين سنة متوالية حيث اختلاط الأقوام والثقافات والحضارات .

وألحقَ جمعة اللامي كتابه هذا بملحق، ضمّ عدداً من قصص كتابه الأول (من قتل حكمت الشامي) مثل قصة " الليل في غرفة الآنسة م "و" من قتل حكمت الشامي " و " قصر هجيدخ " و " وثائق الوحشس " في إشارة إلى أن " أليشنيون " استمرار لبداياته الأولى .

وجمعة اللامي روائي وقاص عراقي. نشر أعماله الأدبية في الصحف والمجلات العربية منذ عام 1965؛ وجرى تكريمه بجوائز إبداعية في مجالات القصة والرواية، وترجم الكثير من أعماله الأدبية إلى عدد من اللغات الأجنبية؛ من بينها: الإنجليزية؛ الفرنسية؛ الألمانية؛ والروسية، وهو مقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1980

 

في المثقف اليوم