تقارير وتحقيقات

بشرى بوشارب هل ستكون روائية الموسم بحروف من دم؟

fatimaalzahraa bolaarasبعد كسل لذيذ على شواطئ كتامة الجميلة فتحت عروس البحر جيجل عينيها على موسم آخر للنشاط الادبي بدأته في هذا اليوم الجميل الثلاثاء 20 أكتوبر 2015 وكان ذلك في متحف كتامة الذي يتوسط المدينة العتيقة .. حيت استضافت فيه الروائية الصاعدة الواعدة التي أرادت أن يكون أول مولود لها رواية بعنوان حروف الدم ... الرواية التي روت أحداثها في أكثر من مئتي صفحة من القطع المتوسط .. وقدمتها للجمهور على أنها حرصت على أن تكون كمسلسل يجمع العائلات من الجد إلى الحفيد دون أن يخدش حياء أحد.. وذللك لسردها البرئ الذي راق حياء الجيجليين فحضروا وخاصة أفراد عائلة الكاتبة الذين شكلوا بذلك حضورا لم يكن مألوفا عند الأخريات وحتى عند الآخرين

أحداث الرواية كما قدمتها الكاتبة تدور بين العراق والكويت وتتناول بالتحديد حرب الخليج وما خلفته من مآسي اجتماعية في البلدين الشقيقين ...

كانت جلسة أدبية حميمية طبعًها الوفاء من الكاتبة التي حرصت على ذكر كل من شجعها من الأحياء وحتى الاموات....وكانت الروائية في قمة الإبداع حقا وهي تنبئ عن روح الإبداع فيها التي أتتها من والدتها الكريمة ابنة قرية أولاد عسكر الشامخة فكانت الابنة حريصة على أن تذكر بنبرة صوت مرتعشة وبدموع مترقرقة وبرعشة يديها على أنها وإن كانت قادمة من المدينة العريقة قسنطينة إلا أنها تحس أنها ابنة (الجبل) ابنة الأشجار .. ابنة الأرض التي أنبتت والدتها هذه الوالدة التي لا تزال حريصة على أن تسمع النشيد الوطني كل صباح وتبكي وهي تفعل ذلك ... ربما تفعل الوالدة ذلك فرحا بالاستقلال ... ربما وفاء للشهداء .. ربما .. المهم أن دموعها لم تنقطع منذ بدأت ابنتها في الكلام لأنها كانت حاضرة في اللقاء .. أم أصيلة .. حقيقية .. تشيه أرض جيجل المسقية بدماء (البركة) وغيره من شهداء جيجل البررة الأخيار

كانت أمسية مؤثرة .. حضر فيها الأدب بقوة ... حضر الوطن .. حضر الأمل .. وحضرت بشرى بعفويتها ويقينها بأنها قدمت شيئا جميلا .. لغة متدفقة مسحت تلك الحشرجات التي خنقت أصوات الأدب بفعل الخوض في المقدس رغبة في استعجال الشهرة والصعود على حساب القيم والأخلاق التي آمن بها الجزائريون وعاشوا بها وانتصروا على أعدائهم بفضلها

مازلت لم أقرأ روايتها التي حرصت على أن تكتب لي على صفحتها الأولى بقلبها الأبيض إهداء جميلا أبكتني كلماته كما فعلت والدتها فقالت: (فاطمة الزهراء ألف شكر أستاذتي كنت الأروع والأرقى أتمنى أن تعجبك)

وأنا أقول لبشرى كم أتمنى ذلك مع أنني متأكدة أن ما لمحته من عفوية وصدق وما لاحظته من فصاحة وطلاقة يجعلني متأكدة أن روايتها ستكون رواية الموسم ولم لا مواسم أخرى في أماكن أخرى

هنيئا لبشرى بوشارب روايتها حروف الدم....وهنيئا لجيجل ببناتها وخاصة من أمثال بشرى وهن يكتبن بحروف من ذهب

 

فاطمة الزهراء بولعراس

في المثقف اليوم