تقارير وتحقيقات

نساء مدينة الولي الصالح سيدي عبد العزيز يقطفن البكور من أنوار الربيع

fatimaalzahraa bolaarasربما تكون هذه أول مرة تحتفل فيها المرأة في سيدي عبد العزيز بعيدها العالمي.. وحالها في ذلك حال الكثير من المدن الصغيرة والتي عادة ما تتمركز التظاهرات الثقافية في عاصمة الولاية....لكن يبدو أن الأمور ستتغير لأن الاختلاف لم يعد كبيرا بين هذه وتلك.....أقصد المدن الصغيرة والكبيرة...وأعتقد واعتقدت ولا زلت أن الإبداع يوجد حيث يوجد الانسان

وهكذا بادرت الجمعية الوطنية للطفولة والشباب وجمعية الإصلاح والإرشاد إلى السبق بتنظيم احتفالية بسيطة يم السبت الخامس من شهر مارس على شرف المرأة في هذه المدينة..... فلم تنتظر الثامن منه كما درج الآخرون بل سارعت إلى قطف البكور من الأنوار في شهر الربيع الجميل لعلها تقطف فيما يليه حلو الثمار

ورغم أن الاحتفال كان بسيطا إلا أن الجهد المبذول كان واضحا والأكثر الرغبة في عمل شئ نافع ومفيد لنساء مدينة المقام المكافحات؟؟

برنامج الحفل كان جادا وثريا...حاولت فيه المنظمات بكل صدق أن يبرزن قدرات المرأة في مدينة سيدي عبد العزيز وكفاحها ضد الجهل والتخلف ومراوحة المكان والزمان

كانت مظاهر الاحتفال تقليدية إلا أن بعض المظاهر غير التقليدية جعلت لهذا التجمع المبارك طعما خاصا

فعندما يفتتح الحفل بتلاوة للقرآن الكريم من طرف سيدة كريمة(أم وجدة) تجتهد  في حفظ القرآن الكريم فهذا غير تقليدي

وعندما تكون هذه السيدة هي والدة السيد مسعود بوالفاني رئيس البلدية فهذا غير تقليدي أيضا

عندما تتقدم مجموعة من النساء من مختلف الأعمار اللواتي يقارعن الجهل في مراكز لمحو الأمية ويقدمن ابتهالات (أسماء الله الحسنى) فهذا غير تقليدي كذلك

عندما تقدم مجموعة من الفتيات استعراضات في فن رياضة الكاراتيه فهذا غير تقليدي

كل ما سلف يمكن أن يكون عاديا وأقل من عاد ي في مكان آخر ولكن هنا بالذات هو عمل يستحق التشجيع ويستحق الإعجاب لعمري

إنها الأعمال (البكر) التي لها حلاوة الاكتشاف ولذته الأولى التي لن يكون مثلها فيما سيتوالى من الأيام

إنها الفطرة الصافية التي لم تدنسها الحسابات ولم يلوثها الغرور والكبر اللذين صنعتهما المدنية المغشوشة والمظاهر الخداعة

إنها الأحلام التي أصبحت واقعا عند آخرين فحولوها إلى كوابيس باستعلائهم عليها....أحلام قد يسخر منها البعض ...لكنهم لن يجدوا مثل تلك الراحة التي يعيشها هؤلاء البسطاء بفطرتهم الصافية وإنسانيتهم الحقة

وعندما كنت من المشاركات في الحفل فإنني أعتز بأنني قدمت شيئا لأبناء هذه المدينة التي هي مسقط قلب أبي...زرع حبها في قلوبنا ونحن أطفال...وفخر لي أن ألقى كل هذا التقدير من ابنائها الطيبين...فخر لي أن المس صدقهم الذي جهلته بابتعادي عنهم وتقصيري في حقهم..ولأن الحديث ذو شجون

فلا يسعني إلا ان أذكر بأن أول الغيث قطرة وأن السيل المبارك سيهطل مدرارا يوما ما ترعاه جهودكم المباركة بإذن الله أيها المرابطون في مقامكم

تحية محبة ووفاء لرئيس المجلس الشعبي البلدي ولرؤساء ورئيسات الجمعيات الوطنية والتربوية التي تجتهد في صمت

تحية لرئيسة الجمعية الوطنية للطفولة والشباب رتيبة بولعسل عرفنا بما تنوي أن تزرع من بذور العلم والصلاح في مدينة المقام

ومعذرة لجنود الخفاء الذين أجهل أسماءهم لكني أرى أعمالهم

ولكم كل ورود المحبة الجميلة التي أقطفها من حديقة الوفاء المزروعة بفؤادي وكل زهور الربيع التي تستحقون أريجها لطيب ذكركم

كل عام ونساء سيدي عبد العزيز بخير يصنعن الأصالة تحت ظلال الأشجار التي لا شرقية ولا غربية  زيتونة مباركة يضئ زيتها ولو لم تغادر ظلها و مقامها

كل عام و أهلها الطيبون بخير يجتهدون ليكونوا أفضل

سلام عليكم وأنتم تقولون بكل ما تملكون...نحن هنا...

نعم نحن هنا. نساء ورجالا....كنا ولا زلنا من هنا من مدينة المقام سيدي عبد العزيز

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم